الطالب: حميد علي حميد    المشرف :  أ.م.د. هديل كاظم سعيد

 

تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ،  مناقشة رسالة ماجستير  في تخصص الادارة العامة  للطالب  ( حميد علي حميد  ) بأشراف أ.م. د. هديل كاظم سعيد عن دراسته الموسومة (القيادة الاصيلة وتأثيرها في الاداء السياقي عبر راس المال النفسي ).

تناول الباحث (القيادة الاصيلة) كنظرية قيادية تعالج المشاكل المستعرضة عبر منظومة من الابعاد المراعية لشخص القائد والمرؤوسين وضرورات الموقف معتمدةً في ذات الوقت على اصالة القائد بما تنطوي عليه من اساسيات القيادة وعوامل نجاحها المتمثلة بالشفافية والصراحة في العلاقات فضلاً عن المنظور الاخلاقي الداخلي الذي يحكم سلوكيات القادة في ظل وعيه بمحتواه الذاتي الذي يساعده على تشخيص نقاط قوته وضعفه والمرشدة لتصرفاته الفعلية المؤثرة في الاخرين خاصة عندما تكون قرراته مبنية على معالجة متوازنة للقرارات، الامر الذي من الممكن ان يساهم في تعزيز( رأس المال النفسي)  للمرؤوسين بما يتضمنه من كفاءة ذاتية وتفاؤل و امل مشرق يعزز من القدرة على خلق خطط بديلة وشعور بالقوة الداخلية  في ظل المرونة المشتملة على الارتداد من الصعوبات للمسار الطبيعي المتخذ للقادة والذي يعد احد مقومات اصالتهم في خضم سعيهم للارتقاء بواقع المنظمات بشكل عام وبيئتها النفسية بشكل خاص بوجود المؤثرات البيئية الخارجية. مما سيعزز بدوره (الاداء السياقي) الذي يقوم به المرؤوسين بمستوى عالٍ الذي اصبح يعد ميزة تنافسية للمنظمات لما يضطلع به من اسهام فاعل في رفع مستوى الاداء الوظيفي وتدعيم الظروف البيئية داخل المنظمة بما يساعد على تحقيق اهدافها  وتجاوزها للتحديات المستقبلية،  وهو ابرز ما تصبوا اليه القيادة الاصيلة في تلك المنظمات لتحصيف مساعي  تعزيز رأس المال النفسي للمرؤوسين وبما يساعد المنظمة على البقاء والتطور والتوافق مع التغيرات البيئية ، فالقيادة الاصيلة هي صاحبة الادراك والمشخصة لعوامل رفع مستوى الاداء السياقي النابعة من غرس الاصالة وتطويرها وتوجهها الرامي الى السلوك الايجابي للمرؤوسين والمعزز لإيجابية البيئة النفسية التنظيمية.

وقد تناول البحث الحالي القيادة الاصيلة كمتغير مستقل ( مؤثر) والاداء السياقي كمتغير معتمد ( متأثر) فيما كان رأس المال النفسي متغيراً وسيطا في العلاقة بينهما ، كما حُددت المشكلة في امكانية تعزيز متغيرات البحث في المنظمة المبحوثة والمتمثلة بوزارة الخارجية العراقية كون مستواها كان اقل من الطموح المأمول لاسيما وان هذه المتغيرات كانت تحتاج لتعزيز اكبر في هذه الوزارة المهمة التي تمثل الواجهة الدبلوماسية الرسمية للبلد فضلاً عن خصوصية زبائنها الداخليين والخارجيين الذين تتعامل معهم باستمرار وكذلك حساسية عملها الذي يتطلب لباقة كلامية وسلوكية نابعة من اصالة ووضوح للذات ومعززة بمستوى نفسي عال تجعل الكوادر الادارية والدبلوماسية قادرة على تحقيق الاهداف سواء عند العمل في مركز الوزارة او البعثات الدبلوماسية خارج البلد ، فيما مثلت الاهمية المستقاة من هذا البحث تقديم انموذج فرضي مفحوص ومحلل احصائياً لبيان امكانية تطبيق المتغيرات الثلاثة في وزارة الخارجية واستثمار علاقات الارتباط والتأثير المباشرة وغير المباشرة بينها

وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :

  1. تبين ان غالبية مجتمع وزارة الخارجية هو مجتمع ذكوري، فضلاً عن أعمارهم تتمازج بين الخبرة والشباب، وان غالبيتهم مستقرين اجتماعياً، أضف الى ذلك ان تحصيلهم الدراسي جامعي وبسنوات خبرة، اذ دعمت هذه الصفات الديموغرافية استقرارهم الوظيفي وحصفت آرائهم فكانوا متقبلين لموضوع البحث واثبتوا تعاونهم مع الباحث فضلاً عن ممارستهم لمتغيرات البحث بصورة جيدة.
  2. من الواضح ان أقوال مجتمع البحث تتطابق مع افعالهم، فضلاً عن تفهمهم للأنشطة وتشجيعهم لموظفيهم، وإخبارهم بحقيقة بعض الأمور بالرغم من صعوبتها .
  3. تبرز حاجة مجتمع وزارة الخارجية الى تعزيز سلوكيات إخبار المرؤوسين بكل الحقائق الصعبة في العمل و اعطائهم الفرصة المناسبة للدفاع عن قيمهم الجوهرية و الاصغاء الكافي لآرائهم بالإضافة للإحاطة بالتغذية العكسية قبل اتخاذ القرارات وكلما انخفض مستوى هذه السلوكيات ستتخلخل العلاقة بين القادة والمرؤوسين فضلا عن الارباك في البيئة النفسية للوزارة.
  4. اظهرت النتائج تبني مجتمع وزارة الخارجية للقيادة الاصيلة من خلال تمسكهم وممارستهم وتبنيهم لأبعادها فأولى اهتماماتهم كانت منصبة على التحليل الموضوعي للقرارات ضمن معالجة متوازنة للوصول الى القرار السديد فضلاً عن الالمام والوعي بمحتواهم الذاتي المشتمل على (القيم والافكار والمعتقدات) والمفضي الى ادراك نقاط القوة والضعف للتأثير على المرؤوسين، فيما حظيت اقامة علاقات شفافة مع المرؤوسين بمستوى اقل من سابقاته لتحل المعايير الاخلاقية الداخلية التي يرجع اليها القادة في المواقف الحرجة اخيراً .

وفي ضوء الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث مجموعة من التوصيات اهمها :

  1. استثمار العلاقة الترابطية التبادلية بين القيادة الاصيلة والأداء السياقي بصورة مباشرة وبصورة غير مباشرة عبر رأس المال النفسي وبما يعزز مخرجات الوزارة كماً ونوعاً .
  2. استثمار علاقة الوعي الذاتي في الأداء السياقي عبر رأس المال النفسي وبما يعزز من تبني الوزارة للقيم والمشاعر والأفكار والاهداف في سبيل ترسيخ السلوكيات الطوعية الفاعلة والمتمثلة بالعلاقات الشخصية والتفاني في العمل من خلال تعزيز الكفاءة الذاتية، الامل، التفاؤل ، المرونة .
  3. ضرورة الاهتمام بالنماذج التي طرحت في الجانب النظري وبما يختص بتعزيز ( القيادة الاصيلة، رأس المال النفسي، الأداء السياقي).
  4. ينبغي على وزارة الخارجية العناية بتوظيف العنصر النسوي الكفوء وبما يتناسب مع المؤهلات الوظيفية التي تحتاجها الوزارة ، فضلاً عن التجديد المستمر لدمائها والحفاظ على توازن الشهادات العليا وبما يتلاءم مع التجدد في بيئة عملها.

 

 

Comments are disabled.