الطالبة: نور باسم عبد   المشرف : أ.م. د. هديل كاظم سعيد

 

تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ،  مناقشة رسالة ماجستير  في تخصص الادارة العامة  للطالبة  ( نور باسم عبد  ) بأشراف أ.م. د. هديل كاظم سعيد عن دراستها الموسومة (القيادة الخادمة وتأثيرها في مقومات التجديد الاستراتيجي بتوسيط الثقة التنظيمية).

لقد ادى التطور السريع الذي تعيشه منظمات اليوم الى ازدياد حاجتها الى ادارة ديناميكية قادرة على مواجهة التغيرات والتحديات المختلفة، واصبحت الحاجة ملحة الى اكثر من مجرد ممارسين للسلطة، فهي بحاجة الى قيادة خادمة تعطي الاولوية للرعاية وتقديم الخدمة والتعاون من خلال التواصل مع الاخرين ، اذ ان هذه القيادة تشجع الافراد على احداث توازن في حياتهم بين ممارسة القيادة وخدمة الاخرين وتشجع المرؤوسين على استثمار الفرص الموقفية وتطوير حياتهم الوظيفية ومن ثم رفع مستوى منظماتهم من بعد ذلك ، اذ ان هذه العلاقات بين القائد ومرؤوسيه لها اهمية في تعزيز أداء الفرد والمنظمة على حد سواء، ولضمان استمرار هذه العلاقات بين أعضاء المنظمة وقادتها أصبح لزاما عليها المحافظة على العوامل التي تسهل تلك العلاقات ومنها الثقة التنظيمية التي تعد أساساً لكل التفاعلات والعلاقات الاجتماعية داخل المنظمة وشرطاً أساساً للعلاقات الشخصية الايجابية وعنصراً مهماً في بنائها وتأثيرها الايجابي المباشر في سلوك العاملين، اذ تدفعهم نحو تطوير ادائهم وتحسينه وصولاً لتحقيق الأهداف التي تسعى اليها المنظمة ، من خلال عملية التجديد الاستراتيجي التي تستهدف الأفكار و تركز على الموارد و تتبع آليات عمل لأجراء تغييرات استباقية وعلاجية من اجل جعل الأستراتيجية والمنظمة أكثر حيوية ومواكبة للبيئة التنظيمية فهو يحقق أهدف المنظمة في التحدي المتمثل بالسلوك الابتكاري في تطوير الخدمات كذلك التوسع المستقبلي مثل الدخول في أسواق جديدة محلية و عالمية فهو يساعد على أكتساب معارف جديدة وتنقية الأفكار السابقة و استخلاص المهم منها وتسهيل مسار النمو للمنظمة ومنع جمودها وأبعادها عن التراجع ومنع حدوث أي ضعف فيها للوصول الى الأداء العالي في المنظمة .

ومن هنا جاء هذا البحث ليوضح اهمية دراسة المتغيرات الثلاث والربط بينهما المتجسدة (بالقيادة الخادمة والثقة التنظيمية ومقومات التجديد الاستراتيجي ) في حقل القطاع النفطي الذي أصبح يواجه تحديات كبيرة اذ تشكل سلوكيات القيادة الخادمة قوة مميزة لإدارة وقيادة المنظمات والتي تمنحها سمة التفوق في تعاملها مع الفرص والمخاطر البيئية الحالية والمستقبلية وكذلك تساعدها في البقاء والاستمرار في تأدية اعمالها في ظل ظروف البيئة المتغيرة وهذا يتحقق من خلال مقومات التجديد الاستراتيجي والذي يتمثل بإدخال المزيد من الاعمال الجديدة في نشاطات المنظمة وعلى المستويات كافة من الاعلى الى الاسفل وبالعكس عبر الثقة التنظيمية وباتجاهاتها كافة (العمودية والافقية والمؤسسية ) نتيجة لممارسات القيادة الخادمة.

تكتسب اهمية البحث عادة من اهمية المتغيرات والمواضيع والعناصر البحثية التي سعت الى دراستها وكذلك وما تفرزه من نتائج واثار على مجتمع المنظمة المبحوثة,  ومدى وجودها او عدم وجودها في العينة المختارة, ولكون متغيرات البحث من المتغيرات التنظيمية و السلوكية النفسية والتي لها دور فاعل في قيادة المنظمات لتحقيق مقومات التجديد الاستراتيجي وتحقيق التطور بتوسيط الثقة التنظيمية.

وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها:

  • ان لدى مديري المنظمة المبحوثة معرفة وفهم كامل لأهدافها وتوجهاتها وسياستها وكذلك القدرة على التفكير بصورة خلاقة وجديدة لمواجهة المشاكل المعقدة التي تواجههم اثناء العمل و باتفاق وتجانس اغلب الآراء وهذا بدروه يؤدي الى توجيه الافراد لأداء مهامهم بشكل افضل.
  • بالرغم ان هنالك دعم وتشجيع من قبل المديرين لمرؤوسيهم للتعامل مع القرارات المهمة التي تتعلق بعملهم ومشاركة المعلومات وكيفية التعامل مع المواقف الصعبة وحل المشكلات، الا ان المرؤوسين يحتاجون الى مشورة مرؤوسيهم المهنية عند اتخاذ القرارات التي تخص عملهم في ضوء الصلاحيات والمسؤوليات الممنوحة لهم وهذا بدوره يؤدي الى تعطيل العمل في بعض الاحيان.
  • وجود اهتمام حقيقي من قبل المديرين بالتطور الوظيفي والمهني وزيادة معرفة ومهارات ملاكاتها ودعمهم ومساعدتهم بأخلاص بما يلبي تصوراتها المستقبلية وخططها الموضوعة من خلال اقامة الدورات الموقعية (داخل المنظمة) والدورات خارج المنظمة في الجامعات ومراكز التعليم المستمر وكذلك اقامة ورش العمل والندوات ومنحهم الاجازات الدراسية لكمال دراستهم الاولية والعليا ، ويتم ذلك وفق دليل الدورات الذي يتم اعداده سنوياً وفق الاحتياجات التدريبيةشعور عينة البحث بأتصاف مدراءهم بمعايير اخلاقية عالية من خلال التعامل بعدالة وانصاف وبدون خداع من اجل تحقيق الاهداف التنظيمية الا ان هنالك عدد من المتغيرات الظرفية التي من الممكن ان تؤثر على السلوك غير الاخلاقي للمدراء عن اتخاذ قرار ما من اجل تحقيق الاهداف التنظيمية.
  • شعور عينة البحث بعدم وجود اهتمام حقيقي من قبل المديرين برفاهيتهم الشخصية وعدم مساعدتهم في حل المشاكل التي تواجههم في حياتهم الخاصة اذ لا يميلون لطلب العون والمساعدة من مديريهم في حال تعرضهم للمشكلات الشخصية ، كما وان المديرين لا يخصصون وقت معين للتحدث به مع المرؤوسين حول شؤونهم الخاصة او ابداء المساعدة لحلها او التعافي منها.

وفي ضوء الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث مجموعة من التوصيات اهمها :

  • ضرورة اهتمام وزارة النفط بشكل عام وشركة توزيع المنتجات النفطية عينة البحث بشكل خاص بدراسة العلاقة والتأثير المتبادل بين الأفراد العاملين ومعرفة الفوارق الفردية بينهم اتجاه إدراك مكونات القيادة الخادمة لأن تلك المكونات تسهم وتنعكس بشكل كبير في تكوين بيئة عمل جيدة ومشجعة تعزز وتشجع العاملين للعمل وتحقيق مستويات عالية من التجديد الاستراتيجي من خلال المناخ الأخلاقي الصحي.
  • ينبغي على الشركات النفطية العراقية أن تستفيد من تجارب مثيلاتها العالمية وذلك بالعمل على تحقيق زيادة في مقومات التجديد الاستراتيجي والذي من شأنه يسهم في دعم قدراتها الحالية على تحقيق التميز في أدائها.
  • من الضروري تنفيذ برامج تدريبية للقادة لتنمية مهاراتهم ومعارفهم عن سمات القيادة الخادمة ، على سبيل المثال فإن تدريب القادة على الذكاء العاطفي ربما يكون ذا قيمة في هذا المجال لأن المستويات العالية من الذكاء العاطفي تتضمن القدرة على التقمص العاطفي أو المعالجة العاطفية لحاجات ومصالح المرؤوسين والإنصات لهم وفهمهم بالإضافة إلى ذلك من المفيد تدريب القادة على السلوكيات الأخلاقية وتمكين المرؤوسين.
  • على الرغم من إن هناك تقدما كبيرا في طرائق التدريب وأساليبه في المنظمة المبحوثة من خلال الدورات التدريبية وورش العمل، إلا انه لم يحقق سوى تقدم بسيط ، وفي إطار معالجة المشاكل ، فان الدراسة توصي بضرورة الفهم الجديد لأهمية التدريب في تطوير المهارات ، عن طريق البرامج التدريبية المعمّقة والدورات في مجال التخصص والعمل والتوأمة والشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مجال التدريب بشكل تجعل المهارات والقدرات للأفراد منصباً حول العمل .

 

Comments are disabled.