انعكاس انماط التفكير الستراتيجي على الصراع التنظيمي


الطالب : احمد كوين داود              المشرف : الدكتورة سهير عادل حامد

تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير في تخصص الادارة العامة للطالب ( احمد كوين داود ) عن دراسته الموسومة ” انعكاس انماط التفكير الستراتيجي على الصراع التنظيمي – بحث تحليلي مقارن “.


تسعى المنظمات العامة والخاصة إلى التطلع نحو المستقبل ، بهدف تحقيق اهدافها ، من خلال توظيف اساليب التفكير الاستراتيجي لتشخيص الفرص والتهديدات المحتملة ومواجهة وادارة الصراعات التنظيمية بمختلف مستوياته وطرح بدائل جديدة واتخاذ القرارات الناجحة  ، اذ يعتبر التفكير الاستراتيجي على مساس بمتطلبات النمو الاقتصادي والتطور والتنمية الاجتماعي والتقدم العلمي والتفوق التكنولوجي وتحقيق الريادة في الاعمال ومواجهة الصراعات والتحديات ، وتعد الاهداف الاساسية لدراسة واقع أي منظمة تعمل في مجال الخدمات للقطاعات العامة والخاصة ، من خلال تركيز النظر على مدى وكيفية ممارسة المدراء والقيادات للتفكير الاستراتيجي  ضمن المنظمة ، كونهم ممن يمارسون اساليب التفكير الاستراتيجي وبسبب حكم طبيعة عملهم يتطلب التنمية والتطوير في قدراتهم لأداء مهامهم المطلوبة وتحقيق الاهداف من خلال صياغة واتخاذ القرارات للأنشطة المختلفة ، لذا تركز المنظمات على تنمية قدرات افرادها في ممارسة تلك الاساليب والانماط الاستراتيجية.


يهدف هذا البحث الى دراسة انعكاس انماط التفكير الاستراتيجي المتمثلة انماطه بـــ(النمط التركيبي الملموس ، النمط التحليلي الملموس ، النمط التركيبي ، النمط التحليلي التجريدي ، النمط التركيبي التجريدي ) على الصراع التنظيمي والمتمثلة بمستوياته ( الصراع على مستوى الفرد ، الصراع على مستوى المجموعة ، الصراع على مستوى المنظمة ).


اذ ان مشكلة البحث تكمن في ايجاد افراد يمتلكون القدرة على ممارسة انماط التفكير الاستراتيجي لمواجهة التغييرات السريعة والتحديات الكبيرة والصراعات الداخلية والخارجية في المنظمات العراقية لواقع بيئة المجتمع العراقي ، لذا تم اعتماد ديوان وزارة التربية وديوان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي موقعاً للدراسة ، واعتمد المنهج التحليلي المقارن في انجاز هذا البحث ، واعتمدت الاستبانة أداةً في جمع البيانات والمعلومات المتعلقة بالبحث ، و وزعت على عينة قوامها (118) فرداً توزعت على منصب ( مدير قسم ) فضلاً عن استخدام المقابلات لتعزيز اجابات الاستبانة.


وقد تم تحليل بيانات البحث باستخدام البرنامج الإحصائي الجاهز (spss 23 , Amos 23) وقد أستخدم الباحث معامل الارتباط  )سبيرمان) وتحليل الانحدار بغية تحليل العلاقات واختبار الفرضيات ، وقد اظهرت نتائج التحليلات الإحصائية عدداً من الاستنتاجات ، لعل أبرزها عدم وجود فروق ذات دلالة احصائية ومعنوية بين الاوساط الحسابية لكل من انماط التفكير الستراتيجي (وبكافة الانماط) ومستويات الصراع التنظيمي (بكل مستوياته) لعينة وزارة التربية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، وكذلك اظهرت نتائج التحليلات الإحصائية وجود علاقة عكسية بين كل نمط من انماط التفكير الستراتيجي مع مستويات الصراع التنظيمي ، وان ارتفاع ممارسة كل نمط يؤدي الى انخفاض في مستويات الصراع التنظيمي.


وانطلاقاً من تلك الأهمية لأنماط التفكير الاستراتيجي والتعامل مع الصراع التنظيمي جاء هذا البحث للتعرف على طبيعة العلاقة بين متغيرات كلٍ من انماط التفكير الاستراتيجي ومستويات الصراع التنظيمي ، والتعرف على طبيعة تأثير التفكير الاستراتيجي  في مستويات الصراع التنظيمي لوزارة التربية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، وقد شمل البحث أربعة فصول ، اذ تضمن الفصل الأول الاطار الفكري لمنهجية البحث متضمناً مبحثين ، اذ تناول المبحث الاول توضيح ومناقشة منهجية البحث ، والذي يتضمن الهيكل العام لتوجه البحث ، وتناول المبحث الثاني عرض بعض الدراسات المعرفية السابقة ذات التشابه لحدٍ ما مع متغيرات الدراسة الحالية.


أما الفصل الثاني فتضمن الاطار النظري لمتغيري البحث ، ويتكون هذا الفصل الثاني من مبحثين ، اذ يتناول المبحث الأول متغير انماط التفكير الاستراتيجي ، والذي تطرق الباحث فيه الى مناقشة مفهوم مصطلح التفكير ومصطلح التفكير الاستراتيجي والتطور التاريخي له بصدد تشخيص الرواد الذين اشاروا بشكل اولي له وضمن مراحل تاريخية مختلفة ، وتناول هذا المبحث نماذج متعددة لتطور انماط التفكير الاستراتيجي ابتداءً بــــنموذج (Jung 1913) وبتعاقب نماذج اخرى في تطوير انماط التفكير الاستراتيجي وصولاً الى نموذج (Stamp 1986) ، فيما تناول المبحث الثاني متغير الصراع التنظيمي ، وتم تناول مفهوم الصراع التنظيمي والنظرة التاريخية للصراع التنظيمي ، وتم التطرق الى فوائد واضرار الصراع التنظيمي ، ومعرفة مصادره وانواعه ومستوياته وكيفية ادارته ، وتم التركيز من خلال هذا البحث على العلاقة بين انماط التفكير الاستراتيجي ومستويات الصراع التنظيمي.


اما بالنسبة للفصل الثالث فيركز على التحليل العملي للدراسة ، اذ تكون هذا الفصل من مبحثين ، اذ يعرض المبحث الاول اختبار مان – وتني ونتائج الاختبار في ضوء اجابات العينة وتحليلها ، وتناول المبحث الثاني التحليل الاحصائي للعلاقة بين انماط التفكير الاستراتيجي ومستويات الصراع التنظيمي والتحليل الاحصائي لتأثير انماط التفكير الاستراتيجي في مستويات الصراع التنظيمي ودور المتغيرات الشخصية والوظيفية لتأثير انماط التفكير الاستراتيجي في مستويات الصراع التنظيمي وتحليل المصفوفة ، وأخيراً اختتم البحث بالفصل الرابع الذي تضمن الاستنتاجات والتوصيات والمقترحات ذات العلاقة بموضوع البحث.


وتمثلت ابرز التوصيات ، تنمية انماط التفكير الاستراتيجي لدى مدراء الاقسام ، واقامة دورات معنية بأنماط التفكير الاستراتيجي على خمسة مستويات ومراحل ، اذ يتم تناول تدريب مدراء الاقسام في كل مستوى نمط من انماط التفكير الاستراتيجي ومن ثم الانتقال الى تدريبهم على النمط الثاني ، وهكذا الى ان يتم تدريب مدراء الاقسام للمنظمات المبحوثة على جميع الانماط الخمسة ، اضافة الى اقامة دورات بصدد تمكين مدراء وافراد المنظمة في كيفية التعامل مع الصراع التنظيمي كخطوة استباقية في حالة ارتفاعه وتفاقمه عن المستوى المعتدل.

Comments are disabled.