تمت في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد ، مناقشة رسالة ماجستير في تخصص ادارة الاعمال  للطالب (حسن علاوي خليفه) بأشراف أ.د. صلاح الدين عواد الكبيسي عن رسالته الموسومة (مهارات القيادة الاستراتيجية كمعدل لتأثير التحديات البيئية في الإدارة الفاعلة للبيئة وفق نموذج (VUCA Prime))

تعد مهارات القيادة الاستراتيجية العامل المهم في نجاح القادة في إدارة منظماتهم ، وكون القيادات في المستويات العليا تحدد استراتيجيات المنظمة وتضع الخطوط العريضة لعمل منظمات الاعمال. مما  يستوجب وجود مستويات عالية من المهارات لذا يعد المنهج المستند الى المهارات من ابرز المناهج في دراسة القيادة وخاصة في وقت انهيار الاتحاد السوفيتي ، وما رافق ذلك من فوضى وغموض وتقلب عالمي سريع في ظروف من اللاتاكد ظهر مصطلح (VUCA) في أروقة كلية الحرب الامريكية لوصف ظروف البيئة القادمة في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات وبشكل متزامن برز اهتمام نشط بمنهج المهارات. ابتداء من أوائل التسعينات، ونشر عدد كبير من الدراسات التي تؤكد أن فعالية القائد تعتمد على قدرة القائد على حل المشكلات المعقدة.

تنطلق المعضلة الفكرية من بيئة (VUCA) وصعوبة إدارة عناصرها وإدارة البيئة وقيادة المنظمات في ظلها اذ اثبتت الدراسات عدم نجاعة التخطيط المستقبلي لتهيئة المنظمة لفترات زمنية طويلة نحو النجاح والازدهار والمفارقة ان التنبؤ لفترات الطويلة قد يحدد الخطوط العريضة  للمستقبل . اذ ان الاتجاهات الحديثة اتجهت الى التخطيط لفترات قصيرة ومتوسطة  اذ أشار (Henry mintzberg) الى عدم وجود خطة أعمال للمنظمات التي تتوجه نحو الزبون.اذ ان هناك دائما عوامل مجهولة تتداخل رغم ذلك ان  التخطيط أمر لا غنى عنه على الأقل لتخصيص الموارد.” بغض النظر عن مدى اللاتأكد في المستقبل ،وهذا ما اتفق معه (Bennett& Lemoine) اذ لا يمكن التحضير لبيئة   (VUCA) وتختلف استجابة المنظمات للعوامل البيئية حسب مهارة القادة الاستراتيجين وهذا مايؤكده النموذج المقترح للدراسة الذي طرحه (BOB JOHANSEN ) في اعماله بصورة واضحة للفترة بين 2007- 2017  .فنموذج VUCA Prime) ) يستخدم للتبصر وصياغة الرؤيا لدى القائد لادارة فاعلة للتحديات البيئية لاقتناص الفرص و تجنب التحديات البيئية وهذا ما يمكن ان يواجهه القائد من خلال نقاط القوة لديه المتمثلة في المهارات التي يمتلكها و التي توفر الفرص لمواجه البيئة المتغيرة المتمثلة ببيئة (VUCA) او عالم (VUCA) كما تذكره اغلب المصادر التي تمثل التحديات .

تتجلى اهمية البحث بالاتي:–

  1. التعريف بماهية المهارات للقائد الاستراتيجي وكيفية تطويرها وقياس مستواها في المنظمة
  2. التعريف بالتحديات البيئية وكيفية مواجهتها وإيجاد قيادة فاعلة للتحديات البيئية وفق نموذج (VUCA)
  3. قياس اثر التحديات البيئية (VUCA) في صقل مهارات القيادية الاستراتيجية
  4. قياس مدى تأثير هذه القيادة بصور ايجابية في النجاح في صياغة الرؤيا والفهم والخفة وخلق حالة من الوضوح لمواجهة التحديات البيئية (بيئة VUCA) وتحقيق الازدهار للمنظمة وهذا ما يترجم في نتاج تلك المصارف والوصول الى خفة الحركة.

وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :

  •  نجحت الإدارة العليا في صقل  ماتمتلكه من مهارات وخاصة مهارة مواجهة و قلب المعضلات  بفضل التقلب العالي وتركيزها على الأداء التشغيلي والاستثمار في الموجودات ذات المخاطر المنخفضة اذ يسهم في مواجهة التحديات بصورة مباشرة وغير مباشرة في الإدارة الفاعلة .
  •  يبتعد القادة في الإدارة العليا عن المواقف التي تتسم بالاتاكد وبذلك لم يسهم في صقل مهاراتتهم القيادية بصورة مباشرة ولكن يسهم في اتجاه الإدارات نحو الإدارة الفاعلة
  •  نجحت الإدارة العليا في صقل  ماتمتلكه من مهارات في ظل تعقيد عالي  يتضمن العديد من العوامل الداخلية والخارجية المتداخلة في بيئة المصارف ويسهم في اتجاه الإدارات نحو الإدارة الفاعلة
  •  تتجنب الإدارات العليا العوامل والمواقف تجتنب العوامل التي يكتنفها الغموض لذلك اسهمت بصورة ضعيفة في صقل مهاراتها الاستراتيجية بينما أسهمت تصويب  اتجاه الإدارات نحو الإدارة الفاعلة.
  • صقلت الإدارات العليا مهاراتها اجمالا بتاثير التحديات البيئية بصورة متفاوتة حسب حجم  و درجة المخاطرة
  • أخفقت  الإدارات العليا في توظيف مهارة الصانع الفطري في تعديل مسارات التحديات البيئية  والوصول الى الرؤيا السليمة باتجاه الإدارة الفاعلة
  •  ظهر ان الإدارات العليا في المصارف العراقية الاهلية لم تكن موفقة في توظيف مهارة الوضوح في تعديل مسارات التحديات البيئية  والوصول الى الوضوح والوعي البيئي لافتقادها الاتجاه الاستراتيجي السليم  باتجاه الإدارة الفاعلة
  • أسهمت مهارة الإدارة العليا لمواجهة المعضلات في الالتفاف على المواقف التي تتضمن اللاتاكد والغموض مما أدى الى الإدارة الفاعلة بصورة نسبية.

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات  اهمها :

  • على إلادارات العليا للمصارف قيد الدراسة اكمال متطلبات النظام المحاسبي الموحد IRR بالتركيز على اكمال المتطلبات التنظيمية والقانونية من خلال دورات متخصصة لعامليها وتوظيف عاملين ذوي خبرة عالية والتنسيق مع البنك المركزي ورابطة المصارف بصورة اوسع .
  • على المصارف قيد الدراسة تفعيل دور اقسام العلاقات العامة والتوعية المصرفية في التعريف بنشاطها وعدم الاكتفاء بمواقعها الالكتروني وتقديم اعلى درجات الراحة وتقديم الخدمات بالوقت المحدد للزبائن والزائرين والباحثين واستخدام الأسلوب التغذية العكسية لتطوير عملها .
  • إعطاء دور اكبر لاقسام إدارة المخاطر والامتثال وغسيل الأموال والرقابة والتدقيق الداخلي للوقاية من الهزات المالية والمخالافات الداخلية كونها تمثل حزام امان لتلك المصارف .
  • التوسع بفتح اقسام الدراسات والأبحاث وزيادة عدد الدورات المالية والإدارية المتخصصة وجعلها احد شروط الترقية وتسنم المناصب العليا.
  • التوسع في تقديم الصيرفة الإسلامية لخصوصية البلد الإسلامية وكونها قطاع ناشيء ومتنامي ذو ربحية عالية والاستفادة من التجارب الناجحة لدول الخليج ودول شرق اسيا.
  • اصدار تعليمات شديدة وفي نفس الوقت تراعي الوضع الاقتصادي الراهن من قبل البنك المركزي وهيئة العراق للأوراق المالية وكوننا مقبلين على ازمة مالية جديدة متمثلة في تداعيات فيروس كرونا والاحتجاجات الشعبية ونزول أسعار النفط بخطة انقاذ واسعة وقروض دون فائدة لإنقاذ المصارف المتضررة سيما ان لها استثمارات في العديد من القطاعات الاقتصادية الواعدة.
  • الاستمرار في ادخال التقنيات الحديثة وبما يتناسب وتطور البنية التحتية في البلد ودعم تلك المشاريع وخاصة الريادية منها .
  • تدعيم راس المال البشري من خلال جذب الخبرات المصرفية المحلية وخاصة بعد قانون التقاعد وكثرة حملة الشهادات العليا

 

 

Comments are disabled.