تحديد الاستراتيجيات المستقبلية للقطاعات النفطية على أساس تحليل مصفوفة GE


الطالبة : ميادة صالح عبد        المشرف : أ.م.د. انتصار عباس حمادي

تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة بحث الدبلوم العالي في تخصص التخطيط الاستراتيجي للطالبة ( ميادة صالح عبد ) عن دراستها الموسومة ” تحديد الاستراتيجيات المستقبلية للقطاعات النفطية على أساس تحليل مصفوفة GE “.

تعد الصناعة النفطية من اهم الموارد الاقتصادية التي لها تأثيراً مباشر في صياغة المشهد الاقتصادي العراقي , كونها تمثل مصدراً مهماً من مصادر العائدات المالية لتمويل الميزانية العامة للبلد والتي تقدر بحوالي 90% من اجمالي العائدات.


إلا ان هذه الصناعة تعاني الكثير من المشاكل التي جعلها لم ترتقي الى مستوى الطموح على الرغم من المحاولات الحثيثة في السنوات السابقة للنهوض بها من خلال فتح افاق التعاون مع الشركات العالمية وتبادل الخبرات وتدريب الكوادر واعداد الخطط الاستراتيجية لها, ولكن هذه الخطط  بنيت على اساس ايرادات نفطية مرتفعة ولم تأخذ التذبذب بأسعار النفط العالمية بعين الاعتبار مما جعل الوزارة تفتتح مشروعات ضخمة تعرضت لتوقفات بعد الازمة الاقتصادية عام 2015.


ومن هنا تبرز فكرة هذا البحث الذي تضمن ( تحديد الاستراتيجيات المستقبلية للقطاعات النفطية على اساس تحليل مصفوفة جنرال الكتريك GE) اذ لابد من تحديد استراتيجيات لعمل قطاعات هذه الصناعة لعدة احتمالات مستقبلية تضمن استمرارها وتذليل العقبات التي قد تواجهها نتيجة الاضطرابات في بيئة الاعمال المحيطة بها , وقد تم تحديد الخيار الاستراتيجي الافضل للقطاع القائد في هذه الصناعة وهو قطاع الاستخراج بالاعتماد على نتائج تحليل مصفوفة جنرال الكتريك ومن ثم على اساس هذا الخيار تم تحديد الاستراتيجيات المستقبلية لقطاع الاستخراج.


يهدف البحث بشكل اساسي الى تحديد الاستراتيجيات المستقبلية لقطاع حيوي ومهم وهو قطاع الاستخراج في وزارة النفط باستعمال مصفوفة جنرال الكتريك باعتبارها  احدى ادوات تحليل محفظة الاعمال التي تستعمل في تحديد الخيارات الاستراتيجية  لوحدات الاعمال.


تكمن مشكلة البحث في كون قطاع الاستخراج شأنه شأن بقية القطاعات يمتلك مجموعة من المشاريع الضخمة التي خطط لها منذ عام 2012 على اساس ايرادات نفطية مرتفعة ولكن عند حدوث الازمة المالية في عام 2015 وانهيار اسعار النفط تعرضت هذه المشاريع الى توقفات اعاقت عملية تنفيذها.


لقد تضمن البحث تقييم لعمل قطاع الاستخراج باستعمال مصفوفة جنرال الكتريك, اذ تم تحديد عوامل جذب الصناعة وقوة الاعمال لهذا القطاع ومنح كل عامل منهم وزنا ودرجة تأثير لوضع الاحداثيات وتحديد موقع القطاع داخل المصفوفة , لمعرفة الخيارات الاستراتيجية الافضل له والتي على اساسها يتم رسم الاستراتيجيات المستقبلية , وللمحافظة على موقع القطاع داخل المصفوفة  او للانتقال الى موقع افضل فقد قامت الباحثة  بتقييم امكانية تنفيذ المشاريع التي يمتلكها هذا القطاع وعددها (19) باعتبارها عوامل قوة الاعمال له في ثلاثة احتمالات مستقبلية   ( احتمال استمرار الوضع الحالي ، احتمال العجز المالي، احتمال الوفرة المالية) وفي ثلاث مديات زمنية (القريب, المتوسط, البعيد) لتخرج بمجموعة من الاستراتيجيات الملائمة لأي احتمال ممكن ان يحدث من الاحتمالات المذكورة  وقد تم توزيع 25 استمارة استطلاع رأي على ثلاثين موظف في مركز الوزارة يمثلون مختلف المستويات الادارية لتحقيق هذا الغرض.


واختتم البحث بتحديد الاستراتيجيات المستقبلية لقطاع الاستخراج التي تمكنه من الاستجابة للتغيرات البيئية وتنفيذ اعماله بدون تلكؤ او توقف مفاجئ مما يؤدي في النهاية الى تحقيق اهدافه وغاياته بكفاءة وفاعلية.


وتكونت فصول هذه الدراسة من اربع فصول ، والتي بدورها تجيب عن كل تساؤلات المشكلة وتحقق الهدف التي من اجلها تم اختيار هذه الدراسة ، حيث تضمن الفصل الاول عرض منهجية البحث وبعض الدراسات السابقة ، وجاء الفصل الثاني بثلاث مباحث ، المبحث الاول منه خصص لتعريف الادارة الاستراتيجية  وأهميتها و الاختيار الاستراتيجي مفهومة واهميته ومراحل تحديده ومعايير نجاحه , أما المبحث الثاني فقد خصص لمفهوم التحليل الاستراتيجي واهميته ومستوياته, والمبحث الثالث فقد خصص لأدوات محفظة الاعمال وبصورة خاصة مصفوفة جنرال الكتريك ، وفيما يخص الفصل الثالث فتكون من ثلاث مباحث ، فقد خصص المبحث الاول لوصف عينة ومجتمع الدراسة, أما المبحث الثاني فخصص لتطبيق مصفوفة جنرال الكتريك على قطاع الاستخراج , والمبحث الثالث لتحليل مشاريع قطاع الاستخراج وتحديد امكانية تنفيذها في ثلاثة احتمالات مستقبلية  ( احتمال استمرار الوضع الحالي ، احتمال العجز المالي، احتمال الوفرة المالية) وفي ثلاث مديات زمنية (القريب 2018م, المتوسط 2018-2020 م, البعيد 2021-2022 م ) ثم تحديد الاستراتيجيات له ، واختتمت الدراسة بالفصل الرابع لبيان الاستنتاجات التي تم التوصل أليها من خلال الدراسة النظرية والعملية ، وكذلك ما يمكن التوصية به في ضوء نتائج البحث.


و من اهم الاستنتاجات التي توصلت اليها الباحثة ، هي ان قطاع الاستخراج يمتلك قوة اعمال وجاذبية صناعة مرتفعة جعلته يقع في المربع الاول من المصفوفة اما اهم التوصيات فهي ضرورة اعتماد عدة احتمالات مستقبلية عند وضع خطط الوزارة.


ومن اهم التوصيات ندرج منها :


1. اعتماد التخطيط الاستراتيجي على اساس الاحتمالات المستقبلية المتوقعة عند اعداد خطط الوزارة  لتجنب الاخفاقات وفشل الاستراتيجيات الموضوعة.

2. لغرض الحفاظ على موقع قطاع الاستخراج داخل مصفوفة جنرال الكتريك لابد من تنفيذ مشاريعه باعتبارها عوامل قوة الاعمال له.

3. دراسة المؤشرات البيئية الحالية والمستقبلية من اوضاع اقتصادية وسياسية وامنية ذات التأثير المباشر بعمل وزارة النفط بصورة عامة وقطاع الاستخراج بصورة خاصة ويتم ذلك من خلال :


أ‌. استحداث تشكيل متخصص بالدراسات المستقبلية والبيئية مرتبط بدائرة الدراسات والتخطيط والمتابعة في مركز الوزارة مهمته اصدار التقارير بالظروف البيئة المتوقعة لغرض مراعاتها عند وضع الخطط.

ب‌. الاعتماد على الخبراء النفطيين المتقاعدين والمستمرين بالخدمة في قراءة المؤشرات البيئية لامتلاكهم الخبرات الواسعة بالتعامل مع التغييرات الطارئة.

ت‌. التعاقد مع الجهات الاستشارية الوطنية او العالمية المتخصصة في مجال الدراسات المستقبلية واعداد الاستراتيجيات.

4. مراجعة الاهداف الاستراتيجية للوزارة المتعلقة بالشؤون الاستخراجية والتحقق من امكانية تنفيذها في ضل امكانات ومقدرات الوزارة. 

5. اعادة النظر بمشاريع قطاع الاستخراج  والجدوى  منها وما اذا كانت كافية لتنفيذ الاهداف الاستراتيجية للوزارة ام ان هناك حاجة لتوسع بتنفيذ المزيد من المشاريع ، اضافة الى تحديد التكلفة اللازمة لإتمام تنفيذها مع تحديد امكانية الوزارة في تغطية هذه الكلفة في ضل الاوضاع المالية الراهنة.

Comments are disabled.