استعمال نظرية صفوف الانتظار ذات الاسبقية في ظل البيئة الضبابية

للطالب : حسام عبدالله عياده                 المشرف : د. عمر محمد ناصر

تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير في تخصص بحوث العمليات للطالب ( حسام عبدالله عياده ) عن دراسته الموسومة ” استعمال نظرية صفوف الانتظار ذات الاسبقية في ظل البيئة الضبابية مع تطبيق عملي “.

تعد نظرية صفوف الانتظار ذات الأسبقية (الأولوية) احدى التطبيقات المهمة في بحوث العمليات حيث تأخذ واقع الحياة العملية للإنسان في انتظاره الحصول على خدمة معينة ، إذ يتم اختيار الزبائن ذوي الأولوية العليا في تقديم الخدمة لهم اولاً على ذوي الأولوية الدنيا كما يحدث في بعض المؤسسات (المراكز الصحية كالمستشفيات في قسم الطوارئ وقسم العيادة الاستشارية وفي العمليات الجراحية نظراً لخطورة حالة المريض وكذلك في العيادات والمجمعات الطبية التي تأتي اليها حالات تستوجب خدمة المريض بشكل سريع واعطاءه الأسبقية (الأولوية) على الاخرين طبقاً لحالاتهم المرضية اذ يتم تحديد الأسبقية على اساس خطورة الحالة بوجه التحديد ، كذلك في المصارف التي تعطي أسبقية لبعض الزبائن من كبار السن او موظفي الدوائر الحكومية الذي تكون اوقات انتظارهم حرجة نوعاً ما فضلاً عن الزبائن الذين يعدون من رواد البنوك والمصارف الذين لديهم مصالح عليا مشتركة في ذلك او في أولوية المواد الخامة الداخلة في عملية انتاجية معينة).


إذ إن نظرية صفوف الانتظار ذات الأسبقية في ظل البيئة الضبابية لها اهمية كبيرة في المستشفيات والعيادات الطبية نظراً لوصول المرضى بأوقات متفاوتة وغير مؤكدة كذلك وصول الحالات الطارئة التي تتطلب فحص فوري او علاج فوري او كلاهما طبقاً لخطورتها إذ قد يختلف ذلك من حالة الى اخرى.


و تتلخص مشكلة البحث بعدم وجود آلية تنظيم لعملية دخول المرضى الى قسم طوارئ الباطنية في مستشفى بغداد التعليمي حيث ان هناك العديد من الحالات الخطرة تتعرض للانتظار بسبب عدم وجود تنظيم لأولويات المرضى وبالتالي يحدث تأخير في اتخاذ الاجراءات الطبية مما يؤثر في حياة المريض.


وإن الهدف من البحث تحسين أداء قسم طوارئ الباطنية في مستشفى بغداد التعليمي باستعمال نظرية صفوف الانتظار ذات الأسبقية في ظل البيئة الضبابية لغرض تقليل وقت الانتظار بالنسبة للحالات الخطرة وضمان جودة الخدمة بالشكل المرضي بما في ذلك اعطاء الأولوية لبعض المرضى الذي تكون اوقات انتظارهم حرجة تستوجب ادراكها وخدمتها بأقل وقت ممكن ، إذ سيكون معدلات وصول الاولويات ومعدل الخدمة ضبابية.


و تضمنت هذهِ الدراسة ايجاد مقاييس الأداء في نظام صف الانتظار لثلاث أولويات للنموذج (FM/FMi/1):( Priority / ∞)، و كان كل من معدلات الوصول ومعدل الخدمة أعداد ضبابية، باستعمال خوارزمية DSW (Dong, Shah and Wong) وتقنية الرتب الحصينة (Robust Ranking Technique).


إذ تعتمد خوارزمية DSW على الـα-cuts ومبدأ التمديد لـ(Zadeh) للمجموعات الضبابية لإيجاد دوال انتماء مقاييس الأداء والتي تعطي بدورها قيم ضبابية كحدود عليا ودنيا لكل من مقاييس أداء النظام. وإن تقنية الرتب الحصينة تقوم بتحويل معدلات الوصول للأولويات الثلاث ومعدل الخدمة الضبابية الى معدلات اعتيادية لإيجاد مقاييس الأداء بالاعتماد على الـα-cuts للمجموعات الضبابية. إذ تم استعمال البرمجة المعلمية الرياضية في كلتا التقنيتين.


حيث استعمل الباحث نهج البرمجة المعلمية الرياضية لتحليل انظمة صفوف الانتظار ذات الأولوية الضبابية التي تعتمد تطوير دوال انتماء مقاييس اداء النظام استناداً الى خوارزمية DSW التي تعتمد على الـ α-cuts ومبدأ التمديد لـ(Zadeh) للمجموعات الضبابية. وتقنية الرتب الحصينة التي تعتمد على الـ α-cuts  لتحويل المعدلات الضبابية الى معدلات اعتيادية لإيجاد مقاييس أداء النظام.


وتضمنت الرسالة اربعة فصول ، حيث تضمن الفصل الاول المنهجية والاستعراض المرجعي حيث تكونت المنهجية من مقدمة ومشكلة وهدف البحث في حين الاستعراض المرجعي هو الدراسات السابقة الخاصة في سياق رسالة الباحث ، و الفصل الثاني تناول الجانب النظري النظريات والمعادلات التي ساهمت في التوصل الى النتائج المنشودة في الجانب التطبيقي وتكون هذا الفصل من ثلاث مباحث هي: ( المبحث الاول نظرية صفوف الانتظار و المبحث الثاني نظرية المجموعة الضبابية اما المبحث الثالث فكان عن نظرية صفوف الانتظار ذات الأسبقية (الأولوية) الضبابية ، اما الفصل الثالث (الجانب التطبيقي) فتناول اعتماد النظريات والمعادلات التي تطرق لها الباحث في الفصل الثاني (الجانب النظري) اذ تضمن الجانب التطبيقي تحليل لبيانات واستخراج وتفسير النتائج لمقاييس الأداء لنظام ودوال الانتماء الخاصة بها وذلك من خلال استعمال خوارزمية DSW (Dong, Shah and Wong) وتقنية الرتب الحصينة (Robust Ranking Technique) ، واختتم البحث بالفصل الرابع الذ تضمن الاستنتاجات والتوصيات وذلك لما توصل اليه الباحث من دراسته حول مستشفى بغداد التعليمي / قسم طوارئ الباطنية.


وقد لخصت الدراسة مجموعة من الاستنتاجات والتوصيات ، وان من اهم الاستنتاجات عدم تفعيل قسم التصنيف الطبي الذي يقوم بتشخيص وتوزيع الحالات المرضية على اقسام المستشفى، إذ من الممكن ان يقوم قسم التصنيف الطبي بخدمة الحالات المرضية التي لا تستوجب احالتها إلى قسم اخر وتشخيص حالتها فيه بدل من دخولها واحالتها إلى الاقسام المتبقية من المستشفى.


ومن اهم التوصيات تطبيق هذهِ الدراسة على المستشفيات التي تعمل بنظام الاقسام المنفردة (قسم طوارئ الباطنية ، قسم طوارئ جراحية ، قسم استشارية باطنية … الخ) واعتماد مبدأ الأولوية في عمليات وصول المرضى إلى اقسام المستشفى وذلك من خلال تقديم الخدمة حسب خطورة الحالة واعطاءها أولوية عن نظيراتها من الحالات الاخرى للحفاظ على سلامة المواطنين.

Comments are disabled.