بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ “إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ” “عالمٌ جليل في ذمّة الخلود”

 

تشرفت بتدريس الأستاذ الدكتور المرحوم (ظافر حسين رشيد) في بداية السبيعينيات عددا من المواد الأحصائية والرياضية في مرحلة الدراسات الأولية. وكان طالباً مؤدباً نشيطاً تكسو محياه البشاشة والجدّية والانظباط والابتسامة المتميزة التي لا تفارقه.تميّز في سنوات الدراسة بالتفوق العلمي حيث كان دائماً في الصدارة (الأول) والحركة الدؤوبة والألفة والمحبة والتسامح والتعاون والتعايش السلمي والعمل بثقة وجرأة وإبداع (كخلية النحل ).

ومضت الأيام والأعوام وعملنا سوية في تدريس مادة الأستدلال الإحصائي. وكانت من أجمل سنوات عمري حيث أرى طالب الأمس زميلاً لي في التدريس ومتميزاً في كل شيء : رصيناً في المضمون والأداء وأصالة في العرض والموضوعية في التحليل يشدّ الطلبة للمادة فكان (أستاذ الأساتذة) بحق وجدارة وحرفية مهنية عالية المستوى. ومضت الأيام والمربي ، المفكّر ، المبدع يزداد تألقاً بعملة المقدّس إدارةً وتدريساً وبحثاً.

وتخرجت على يديه الكريمتين أعداداً كثيرة من حملة البكالوريوس والماجستير والدكتوراة، وألّف ونشر العديد من الكتب والمراجع العلمية والبحوث الرصينة في داخل البلد وخارجه. أحببناه وأحبهُ كل من عمل معه عن قرب وبادله عبق المعرفة. وقَست الأيام وفارق الحياة (أبو حسين) فكانت الفاجعة والصدمة كبيرة في نفوس طلبته ومحبية وعارفي فضله. وأسمح لي يا أبني الأعـــز عندما سمعتُ الخبر قلت وأنا أستغفر ربي (( ما شبعنا منك ومن منهلك الصافي بعد يا د.ظافر. نعم كنتَ قِمة العطاء.

محتاجيك في ظل التغيرات التي يشهدها العصر الراهن والتسارع الشديد في ثورة المعلومات والاتصال وظهور عالم جديد يقوم على المناقشة الحادة والجودة والمعرفة والتقانات العالية كلها تتطلب إنتاجاً راقي النوعية وقاعدة واسعة من الباحثين ذوي المهارات والتمكن المعرفي. وأنت على رأسهم )) فسلامٌ على تلك الأيام الخوالد وسلامٌ عليك يا (أبو حسين) العالم الجليل وأستاذ الأساتذة. إنها إدارة الملك القادر المقتدر القدير. ولا نقول وداعاً فأنتم الحاضر دائماً بمثلكم وقيمكم وتأثيراتكم في زملائكم وطلبتكم وفيما خلفتم وراءكم من بصمات وآثار ومؤلفات وبحوث (مقروء ، مسموع ومرأي) أضاءت الدرب وأنارت العقول وقدحت زناد الفكر. والأمل معقود على زملائكم وطلبتكم على حمل الأمانة المقدسة في حدقات العيون وهم أهلٌ لها ، ويبشّرون بأن المستقبل سيظل خصيباً وأن مواليد الغد من العلماء قادمة بالغّلة والثمر العميم. تغمّدَ الله الفقيد الغالي برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته. وألهمنا وألهم ذويه وطلبته الصبرَ والسلوان. وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وإنا لله وأنا اليه راجعون.



أ.د. عبدالمجيد حمزة ناصر 

22/4/2017

Comments are disabled.