الانماط القيادية ودورها في تعزيز رأس المال الفكري

تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد مناقشة رسالة الماجستير في تخصص الادارة العامة للطالبة ( لمى قيس رؤوف ) عن دراستها الموسومة (الانماط القيادية ودورها في تعزيز رأس المال الفكري – بحث ميداني في وزارة الخارجية ).

كانت ظاهرة القيادة ولا تزال احد اهم المتغيرات في الفكر الاداري، وقد حظي موضوع القيادة باهتمام الكثير من الباحثين والمتخصصين سعياً منهم لتفسيرها وتصنيفها ضمن اطر نظرية ومداخل علمية مختلفة، ومع تطور علم الادارة بدأت الانظار تتوجه نحو مفهوم القيادة بوصفها عاملاً حاسماً في نجاح المنظمات. وقد ادت الظروف، ومنها التعقيد وكبر حجم المنظمات وتنامي العلاقات الداخلية والخارجية الى سعي المنظمات الحثيث للتجديد والتطوير والابتكار والتي لا تتحقق الا في ظل توافر قيادة ناجحة، فالقيادة الناجحة هي دالة حقيقية لنجاح المنظمات وتطورها، واصبحت القيادات من الموجودات الحاسمة في ظل العوز الكبير في الكفاءات القيادية الفاعلة، وتصنف الانماط القيادية تصنيفات كثيرة تضمنتها الكتاب من وجهات نظر مختلفة، في هذا البحث سيتم اعتماد إنموذج بليك وموتون المكون من خمسة انماط.


اهتم هذا البحث بدراسة ثلاث متغيرات حيوية هي (القيادة، الانماط القيادية ورأس المال الفكري)، وقد هدفت عبر تحليل العلاقات بين الانماط القيادية ورأس المال الفكري الى بناء اطار معرفي لمتغيرات البحث، فضلاً عن استكشاف طبيعة علاقات الارتباط بين تلك المتغيرات وبيان تأثير الانماط القيادة في بناء وتعزيز رأس المال الفكري.


اجري البحث في وزارة الخارجية العراقية ، وشملت عينة من الرؤوساء والمرؤوسين بلغت (186)، تم استعمال الاستبانة بوصفها الاداة الرئيسة لجمع البيانات عن عينة البحث، حاول البحث اختبار بعض الفرضيات ذات الصلة بعلاقات الارتباط والانحدار بين المتغيرات المبحوثة.


وبغية التعامل مع البيانات المستحصلة والتوصل الى النتائج استعملت الباحثة مجموعة من الوسائل الاحصائية منها (الوسط الحسابي، الانحراف المعياري، النسب المئوية، معامل الارتباط، معامل الانحدار.


توصل البحث الى مجموعة من الاستنتاجات منها، تفاوت تأثير الانماط القيادية في بناء وتعزيز رأس المال الفكري، وتفاوت اجابات افراد العينة من رؤوساء ومرؤوسين حول متغيرات البحث.


واستناداً الى الاستنتاجات التي تم التوصل اليها، تم تقديم مجموعة من التوصيات على امل الافادة منها من الوزارة المبحوثة ومن هذه التوصيات ضرورة قيام الوزارة المبحوثة باستحداث وحدة ضمن هيكلها التنظيمي تسمى (وحدة رأس المال الفكري).


وتم تقسيم هذا البحث الى اربعة فصول ، حيث تضمن الفصل الأول منهجية البحث ودراسات سابقة وامتداداتهما المعرفي والتطبيقي، وتضمن ثلاث مباحث أهتم أولهما بعرض لمجموعة من الدراسات السابقة ذات الصلة بمتغيرات البحث، ومناقشتها وبيان مدى للإفادة منها، ثانيهما الإطار المنهجي للبحث، إذ تضمن مشكلة البحث، وأهدافه، وأهميته، وفرضياته، ونموذجه الفرضية فيما تضمن المبحث الثالث عرضاً لمجتمع البحث وعينته المتمثلة بمجموعة من القادة والمرؤوسين في وزارة الخارجية العراقية.


وأما الفصل الثاني فقد تضمن عرضاً مفاهيمياً للمتغيرات الثلاثة للبحث وذلك عبر ثلاث مباحث تضمن الأول الإطار المفاهيمي للقيادة عبر عرض نظرة تحليلية في نشأة وتطور فكرة القيادة مع استعراض لأهم النظريات القيادية التي اشتملت عليها الادبيات ذات الصلة بالموضوع، فضلاً عن اهميتها وفقرات اخرى ذات صلة، اما المبحث الثاني فقد تضمن موضوع الانماط القيادية، وذلك من خلال عرض ما جاءت به الادبيات المعنية من افكار ونماذج، فيما اهتم المبحث الثالث بموضوع رأس المال الفكري وقد تضمن هذا المبحث المفهوم والنماذج التي قدمها العلماء والباحثين.


وأخذ الفصل الثالث (وهو الفصل العملي) على عاتقه وصف متغيرات البحث وبيان الارتباطات بين المتغيرات التي اشتمل عليها وتقديم التفسيرات اللازمة، إذ أهتم المبحث الأول بوصف إجمالي لمتغيرات البحث في إطار نتائج الميدان، أما المبحث الثاني فقد احتوى على ثلاث اتجاهات ركز اولها على بيان علاقات الارتباط بين المتغيرات الرئيسة والفرعية للبحث، واختبار فرضيات الارتباط، فيما تضمن الاتجاه الثاني بيان نتائج تحليل الانحدار بغية اختبار فرضيات التأثير، بينما اهتم الاتجاه الثالث بعرض الفروقات المعنوية من اجل اختبار فرضية الفروقات المعنوية بين فئتي العينة من رؤوساء ومرؤوسين.


واختتمت الدراسة بالفصل الرابع الذي اختص بعرض الاستنتاجات والتوصيات المقترحة عبر مبحثين أثنين تخصص الأول بالاستنتاجات في جانبيها النظري والعملي، والتي تتعلق بفئتي عينة البحث، فيما تضمن الآخر عرضاً للتوصيات.

Comments are disabled.