السمات الجوهرية للمديرين وانعكاسها على أداء المشروعات

تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد مناقشة بحث الدبلوم العالي المعادل للماجستير في تخصص ادارة البلديات للطالب ( علي رشك شذر ) عن دراسته الموسومة ( السمات الجوهرية للمديرين وانعكاسها على أداء المشروعات – بحث تحليلي لمشاريع بلدية الحي في محافظة واسط ).
يعد مدير المشروع هو عصب نجاح المشاريع من حيث قدرته على مراقبة النشاطات جميعها بالمشروع وبعدّه حلقة الوصل مع الاطراف المتعاملة معه كافة , كما انه مسؤول عن اتخاذ القرارات المناسبة وسرعة انجاز العمل , وضمن الموازنات والمواصفات المحددة , كما ان لكل مشروع اهداف تقع على عاتق مدير المشروع تنفيذها , لذا كان لابد من توافر كفاءات جوهرية أو سمات تمكن هؤلاء المدراء في التأثير بالآخرين ولديهم القدرة على التحفيز وتجميع الافراد لإنجاز الاهداف المتعلقة بهذه المشاريع.

وبات هذا الموضوع الشغل الشاغل للعديد من المنظمات ذات العلاقة , فضلاﹰ عن المهتمين من الكتاب والباحثين , لذا طورت نماذج متعددة للكفاءات جوهرية أو السمات للمديرين بغية وضع متطلبات محددة لابد من توافرها في مدير المشروع من اجل ان يتمكن من تسلم هذه المسؤولية وإدارة المشاريع بالشكل الصحيح الذي يمكن ان يضمن نجاح المشاريع والتزامها بما مخطط لها من وقت وكلفة.


وبهدف التصدي لمشكلة البحث فسيتم التركيز على مدى وجود مقومات التنفيذ الناجح من قبل الادارة , إذ يمكن القول ان اختيار مديري المشاريع يتم وفق الاقدمية وليس وفق مواصفات تؤهل الاشخاص لإدارة هذه المشاريع , لذا فقد عانت هذه المشاريع من مشاكل عدة لعل ابرزها تجاوز وقت وكلفة هذه المشاريع مما ينعكس على تأخر حصول المواطنين على الخدمات البلدية , وقد باتت هذه الحالة ظاهرة عامة تشهدها اغلب المشاريع المنفذة بعد عام (2003) , لذا سيركز هذا البحث على المديرين كونهم الجهات الفاعلة في إدارة هذه المشاريع وسيعتمد مشروعين نفذت في قضاء الحي وهما مشروع انشاء بناية  بلدية الحي والذي احيل الى شركة طلوع الفجر للمقاولات العامة المحدودة ضمن خطة مشاريع تنمية الاقاليم لعام (2008) , ومشروع انشاء متنزه مع ساحة رياضية والذي احيل الى شركة مدينة الصباح للمقاولات العامة المحدودة ضمن خطة مشاريع تنمية الاقاليم لعام (2013).


وتم تقسيم هذا البحث الى اربعة فصول خصص الفصل الاول الى منهجية البحث وبعض الدراسات السابقة فضلاً عن مجالات الافادة من هذه الدراسات , فيما تناول الفصل الثاني ,  الجانب النظري للبحث من خلال مبحثين , اهتم المبحث الاول السمات الجوهرية لمديري المشاريع , اما المبحث الثاني فقد تناول اداء المشروع  , وجاء الفصل الثالث بمبحثين , ركز المبحث الاول تحليل نتائج البحث وتفسيرها, أما المبحث الثاني فتناول تحليل نتائج قياس اداء المشروع وفق عدد من الصيغ الرياضية , اما الفصل الرابع فقد تضمن الاستنتاجات والتوصيات المتعلقة بالبحث.


وتوصل البحث لجملة استنتاجات لعل ابرزها تفاوتت النتائج فيما يتعلق بفقرات الكفاءات الفنية للمديرين , فقد اتضح ان مدير مشروع انشاء بناية بلدية الحي لم يكن على قدر كافي من الادراك لمعايير شروط نجاح المشروع مما انعكس على تجاوز وقت كلفة المشروع , في حين كان مدير مشروع انشاء متنزه مع ساحة رياضية مدرك لهذه الشرط والمعايير مما يعني ان المشكلة في تجاوز وقت وكلفة المشروع تتعلق بنقاط أخرى , اما ابرز التوصيات فكانت تتعلق بضرورة تحديد شروط نجاح المشاريع والالتزام بها عند التنفيذ من اجل تجاوز الاخفاقات التي تحصل نتيجة تجاوز وقت وكلفة المشاريع.

Comments are disabled.