دور تصميم البرامج التدريبية في تحقيق متطلبات المواطنة البيئية


الطالب علي حسين مطلق           المشرف : أ.د. غني دحام تناي

تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة بحث الدبلوم العالي المعادل للماجستير في تخصص ادارة البلديات للطالب ( علي حسين مطلق ) عن دراسته الموسومة ” دور تصميم البرامج التدريبية في تحقيق متطلبات المواطنة البيئية – بحث تطبيقي في عدد من الدوائر البلدية في مدينة بغداد “.


يعد الانسان من أكثر الاحياء تأثيراً في البيئة، لذلك فإن اعداده وتربيته بيئياً له غايــــة في الاهمية، واذا كانت القوانين التي تحكم العلاقة بين مكونات البيئة غير قابلة للتغيير، فإن معرفة الانسان لأثر سلوكه على البيئة تمكنه من تعديل هذا السلوك. ان مفهوم المواطنة البيئية يركز على ايجاد رادع ذاتي ينبع من داخل الانسان ويدفعه الى حماية البيئة وصيانتها وأحترامها، وهذا هو جوهر المواطنة البيئية.


وكذلك تهدف المواطنة البيئية بصفة عامة الى غرس مجموعة من القيم والمبادئ والمثل لدى أفراد المجتمع صغاراً كانوا ام كباراً لتساعدهم في ان يكونوا صالحين وقادرين على المشاركة الفعالة والنشطة في قضايا البيئة ومشكلاتها كافة وبذلك يتطور مفهوم المواطنة ويصبح له مدلول أشمل يتعدى كون الانسان مواطناً داخل وطنه فقط الى كونه عضوا نشيطاً وفاعلاً وسط المجتمع البشري ككل، أي عليه واجبات تجاه العالم كله مثلما له واجبات وطنية، وبالتالي يصير مواطناً ذا صبغة عالمية يحمل على عاتقه مسؤولية اوسع نطاقاً نحو بيئته ككل، وبذلك يصبح مفهوم المواطنة البيئية والسلوك البيئي الصحيح ضرورة وجودية لبقاء الانسان وليس مجرد رغبة او شعار له ان يختاره او يرفضه.


وتعتبر مشكلات تلوث البيئة الحضرية من سمات العصر الحديث نظرا للتطور السريع في الصناعة والتقدم التكنولوجي والزيادة الهائلة بعدد السكان , اذ أصبحت مشكلات تلوث البيئة تحيط بالإنسان من كافة الجوانب وفي شتى ميادين الحياة , فالتلوث البيئي هو احد مصادر القتل والدمار الذي ظهر بشكل واضح وملموس في قلب المدن الصناعية للدول المتقدمة فأصبح كالغصة في الحلق يحبس عنها رونق الحياة ويشوه جمال الطبيعة.


وان مشكلة التلوث البيئي ليست مشكلة جديدة أو طارئة وإنما الجديد فيها هو زيادة شدة التلوث كماً وكيفاً في عصرنا الحاضر وأصبح التلوث مشكلة عالمية , لا تعترف بالحدود السياسية لذلك حظيت باهتمام دولي , ولأنها فرضت نفسها على الجميع فالتصدي لها يتجاوز حدود وإمكانيات التحرك الفردي لمواجهة هذا الخطر المخيف , والحق أن الأخطار البيئية لا تقل خطرا عن النزاعات والحروب والأمراض الفتاكة أن لم تكن أكثر خطرا.  لذلك أصبحت المحافظة على البيئة ومواردها امرأ ضروريا وحيويا لبقاء الإنسان. 


و يشهد العراق في الوقت الحاضر مناقشة موضوعات حديثه اظهرتها متطلبات وظروف بيئة العمل الحالية ، أذ أن مشكلة البحث الحالي التي لمسها الباحث هي الممارسات البيئية الخاطئة ضد البيئة ومصادرها الطبيعية والتي تعبر احدى التحديات التي تواجة منظمات اليوم ومنها امانة بغداد ودوائرها البلدية بشكل خاص، مما يتطلب ان تقوم أمانة بغداد بدورها الفاعل بتصميم برامج تدريبية وفق متطلبات (المواطنة البيئية ) كون هذا الموضوع هو حلقه شبه مفقودة في امانة بغداد ودوائرها البلدية التابعة لها باعتبار المواطنة البيئية احد المواضيع الهامه التي تنبع من داخل الانسان وتعزز علاقته مع البيئية وتؤكد على أيجاد رادع ذاتي وتدفعة الى حماية البيئة وصيانتها واحترامها وهذا هو جوهر وهدف المواطنة البيئة.


ومن هذا المنطلق تبلورت فكرة وهدف البحث الحالي والتي لها الدور المتميز في ضل التحديات التي تواجه أمانة بغداد في الوقت الحالي حيث اثبتت هذه الدراسة التي طبقت في بيئات عديدة في الخارج الى نجاحها ولحاجة امانة بغداد لهذا النوع من الدراسات ، ولم يتم تبني هذا الموضوع من فراغ وانما يعتبر تصميم البرامج التدريبية البيئية وفق ما تتطلبه المواطنة البيئية لموظفي أمانة بغدادهو عاملاً جوهرياً في قيام موظفي الدوائر البلدية بدورهم في كيفية تثقيف المواطن بيئياً ، حيث ان سلوك المواطن البيئي الصحيح يعتبر ثروه حقيقية اذا ماتم بنأوها بالصورة الصحيحة ولقد استأثرت البرامج التدريبية بقدر كبير من الاهتمام وذلك للنتائج التي حققتها ، اذ اصبحت حجر الزاويه والحل الرئيسي لتوفير القدرات الكبيرة التي يمكن ان تتولى مسؤولية توزيع المهام والواجبات لموظفي امانة بغداد ، ومن هنا تنطلق فكرة البرامج التدريبية وفق متطلبات المواطنة البيئية بالأضافة الى تطوير هذه المعلومات والمعارف والمهارات بما يتناسب مع التغيرات المنشودة.


ولإبراز مفهوم تصميم البرامج التدريبية ودورها في تحقيق متطلبات المواطنة البيئية بوصفها أحد أهم أهداف الدراسة فضلاً فضلاً عن أهمية العلاقة بينهما عبر عرض المضامين الفكرية والنتائج العملية للدراسة ، وتضمنت الدراسة اربع فصول بتسع مباحث ، وجاء الفصل الاول بمبحثين و المبحث الاول تضمن منهجية الدراسه اما المبحث الثاني فتضمن بعض الدراسات السابقه للبحث ومجالات الأفاده منها ، اما الفصل الثاني فقد تناول المبحث الاول منه الجانب النظري لتصميم البرامج التدريبية اما المبحث الثاني فتضمن الجانب النظري للمواطنة البيئية.


أما الفصل الثالث فقد تناول المبحث الأول منة  لمحه عن قانون أمانة بغداد رقم (16) لسنة 1996أما المبحث الثاني فقد تناول الجانب العملي للبحث والعلاقات الأحصائية بين متغيرات البحث اما المبحث الثالث تناول أختبار فرضيات البحث وتحليل نتائجها ، أما الفصل الرابع  تناول المبحث الأول أهم الاستنتاجات اما المبحث الثاني تناول أهم التوصيات التي توصل اليها البحث.


وقد توصلت الدراسة الى بعض الاستنتاجات كان اهمها :

1- لوحظ بان تحديد الاحتياجات التدريبية لمواضع المواطنة البيئية من اهم الامور واسباب التي تدفع بتحقيق اهداف المواطنة البيئية اذ حقق هذا البعد استجابات اعلى من الوسط الفرضي .

2- لاتقوم أمانة بغداد بأخذ رأي الموظفين عند تحديد الأحتياجات التدريبية حيث حقق هذا البعد  ادنى مستوى في بعد تحديد الاحتياجات التدريبية مما يرجع عدم قيام الدوائر البلدية اخذ راي الموظفين عند تحديد البرامج التدريبية لاي برنامج .

3- أما بشأن الاهداف التدريبية المتعلقة بالبيئة المتدربين في الحصول على افكار جديدة حيث آخذت هذه الفقرة أعلى مستوى في بعد تحديد الاهداف مما يؤكد على ان البرامج التدريبية البيئية تساعد على الحصول على افكار جديدة في مجال البيئة .

4- قصور مشاركة مدراء الشعب والاقسام في البرامج التدريبية البيئية في شعبة الوعي البلدي بسبب الانشغال بالمهام والواجبات ، حيث حققت هذة الفقرة ادنى مستوى اجابة في بعد تحديد الاهداف التدريبية.


وقد خرجت الدراسة بمجموعة من التوصيات وهي :

1- ضرورة أهتمام الدوائر البلدية بالبرامج التدريبية البيئية عند تحديد الأحتياجات التدريبية من قبل ديوان أمانة بغداد لغرض تصميم البرامج التدريبية كونها الأساس لتحقيق أهداف المواطنة البيئية.

2- يتطلب الأستعانة برأي الموظفين عند تحديد البرامج التدريبية البيئية للدوائر البلدية كونهم الأساس الذي يتطلب الأخذ بأرائهم و على تماس مع المواطن .

3- ضرورة مشاركة مدراء شعب وأقسام الوعي البلدي في الدورات التدريبية التي ستقام في معهد التدريب المهني في أمانة بغداد للبرامج الخاصة بالمواطنة البيئية.

4- ضرورة قيام معهد التدريب المهني بتوزيع الأستمارات عند أنتهاء كل برنامج تدريبي على المتدربين لغرض بيان الرأي بشأن البرنامج وبيان النقاط الأيجابية والسلبية وتقديم المقترحات لتطوير هذه البرامج.

5- تقديم التوصيات بشأن زيادة البرامج التدريبية الخاصة بالمواطنة البيئة وبرامج الوعي البيئي ضمن البرامج الفصلية لأمانة بغداد.

6- زيادة أهتمام أمانة بغداد بقسم الوعي البلدي وتقديم الدعم الكافي كونة أحد الأقسام المهمة التي تساهم بنشر الوعي البيئي في جميع دوائر أمانة بغداد.

7- تقديم الدعم المادي والمعنوي لزيادة المساهمات المجتمعية نحو البيئة لغرض تشجيع المواطنين على التعامل الصحيح مع البيئة وف متطلبات المواطنة البيئية .

8- ضرورة التطبيق الفاعل للقوانين والتشريعات البيئية الصادر بموجب قانون البيئة رقم(22) لسنة 2008.

Comments are disabled.