بسم الله الرحمن الرحيم
” ان وعد الله حق”
صدق الله العظيم 
بمزيد من الحزن والاسى تنعى عمادة واساتذة و موظفي كلية الادارة والاقتصاد فقيدتها الراحلة الدكتورة ” نادية لطفي عبد الوهاب ” الذي وافاتها المنية اثر مرض عضال ، تغمد الله روحها الطاهرة بواسع رحمته واسكنها فسيح جناته والهمنا الله وذويها واحبابها و طلبتها الصبر و السلوان.

انا لله وانا اليه راجعون
ان الفقيدة قد تسنمت قيادة عدة مناصب في الكلية .. منها مقرر قسم ادارة الاعمال و معاون عميد الكلية لشؤون الطلبة

  

كلمة رثاء بقلم الدكتور جعفر الدجيلي

عميد الكلية

لست ادري لماذا كلما حاولت ان اقول فيك كلمة رثاء تطفر الدمعة من عيني لقد عهدناك محبة للحياة لا بل عاشقة لها، هادئة كما الحمام، متواضعة كما السنابل الزاخرة بسيطة كعشاء الفقراء، مخلصة في عملك وعطائك , عظيمة الهمة نظيفة القلب و السريرة

أستاذتي الفاضلة….


الحـقُّ نـادَى فاستجبت ، ولـم تَـزالي  …  بــالحقِّ تحــفِلينُ عنـدَ كـلِّ نِـداء


خــلَّفْت فــي الدنيـا بيانًـا خـالدًا …  وتــركْت أَجيــالاً مــن الأبنــاءِ 


وغـدًا سـيذكرك الزمـانُ, ولـم يَزلْ … للدِّهــرِ إِنصــافٌ وحسـنُ جـزاء

من أين أبدأ فيك رحلة كلامي، وأنت الكلام كلّ الكلام

أستاذتي ألفاضلة المعلّمة، الّذي قضت حياتها من التّواضع إلى التّواضع …


من أين أبدأ وأنت مفرد بصيغة جمع ، اندغمت فيك المتناقضات …

جمعت الرّقّة والصّلابة، العذوبة والجزالة، الشّفافيّة والقوّة، العناد والدّماثة، فتلوّنت شخصيّتك وتنوّعت حياتك، تتنقّلين فيها من محطّة إلى محطّة بين مدارج ذات قوام واحد: الصّبر والثّبات، الصّمود والتّحدّي ، العزم والعزيمة، الإرادة والحقّ.


فكم هي قاسية لحظات الوداع والفراق، التي تسجل وتختزن في القلب والذاكرة ، وكم نشعر بالحزن وفداحة الخسارة والفجيعة، ونختنق بالدموع.


نودعك استاذتنا الفاضلة فتنحني قامتنا وكبريائنا احتراما وتقديرا لمقامك الرفيع . كنت واحدة من جيل المربين والأساتذة الافاضل المؤمنين بالرسالة التربوية العظيمة، الناكرين للذات، من ذلك الزمن الجميل البعيد، أستاذتنا جميعا.ً

فقد فارقت الدنيا،  بعد مسيرة عطاء عريضة، ومشوار حياة في التعليم والعمل  تاركتاً سيرة عطرة، وذكرى طيبة، وروحاً نقية، وعبق أريج نرجسية وشذا شجرة برتقال يافية، وميراثاً من القيم والمثل النبيلة.


أستاذتنا الكريمة، إن العطاء في الحياة سر من أسرار الخلود، سر عرفته وعرفت كيف تجعلينه نهجا ونمطا لحياتك، فمهما حاول الموت، لن يمحو ذكر من أعطى كل هذا العطاء.


فيا أيتها الانسانة الطيبة، والمربية الفاضلة، ويا نبع العطاء والنهر المتدفق حباً لعملك، يعز علينا فراقك، في وقت نحتاج فيه الى امثالك الأوفياء الصادقين.

ومهما كتبنا من كلمات رثاء، وسطرنا من حروف حزينة باكية، لن نوفيك حقك لما قدمته من علم و وقت وجهد وتفانٍ في سبيل شباب ورجال المستقبل والغد.

Comments are disabled.