باتت مواقع التواصل الاجتماعي من النشاطات الاجتماعية التي لا غنى عنها، حتى اصبحت   غاية اكثر منها وسيلة لتحقيق ما يصبو اليه كل فرد من افراد المجتمع بصورة عامة، اذ تلقي بأثارها السلبية  على عدة جوانب منها الصحية والنفسية والسلوكية فضلا عن آثارها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وان كان هناك بعض الاثار الايجابية التي قد تكون محصورة بنطاق ضيق وفقا لاستخدامات كل فرد سواء في الوظيفة العامة او في الحياة ، اذ لا يختلف اثنان عن اهمية وسرعة الاتصال وايصال المعلومات عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.
كان هذا محور الندوة العلمية التي نظمها قسم الادارة العامة والتي القتها م.د. سلمى حتيتة رحيمة ، التدريسية بالقسم والتي تطرقت فيها الى ظهور مواقع التواصل الاجتماعي لاول مرة واهم المواقع كما بينت  اثر مواقع التواصل الاجتماعي في اخلاقيات الوظيفة العامة.

 

حيث تلعب الاخلاق  دوراً هاماً في تشكيل شخصية الفرد العامل وتحديد أهدافه، في إطار معياري صحيح، فهي تمكننا من التنبؤ بسلوك حاملها في المواقف المختلفة، وتمنح حاملها القدرة على التكيف والتوافق الإيجابي، وأداء ما هو مطلوب منه، ليحقق الرضا عن نفسه، من خلال تجاوبه مع الجماعة في عقائدها ومبادئها الصحيحة، وتساعد الموظف في التحرر من الأنا والذاتية، وتجعله يسلك سلوكا أكثر إيجابية، وتمنحه الإحساس بالأمان، كما تعطيه فرصة التعبير عن نفسه، وتساعده على فهم العالم المحيط به. وتعمل على إصلاحه نفسياً وخلقيا يتضح اسلوب التعامل ذلك من كون  شبكات التواصل الاجتماعي شبكات تربط الأفراد بعضهم ببعض سواء بروابط مباشرة او غير مباشرة، فيسمح بإنتقال المعلومات والبيانات بين الأفراد ونظرائهم.
وهنا أود أن أشير لعلاقات مباشرة وغير مباشرة بين المؤسسات والأفراد، فالعديد من المؤسسات والجهات سواء الإعلامية أو الحكومية أو غير الحكومية أو شبه الحكومية أو القطاع الخاص لديهم الآن حسابات وصفحات احترافية على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن التواصل فيها موجه إلى الأفراد المستفيدين من الخدمة مما يتيح إمكانية التواصل وطرح الآراء وتلقي الأخبار والمعلومات ذات الثقة من هذه الحسابات.
وهنا أشير إلى أهمية فتح قنوات اتصال بين المؤسسات الحكومية  وبقية القطاعات  اذ يساعد ذلك على المزيد من اندماج هذه القطاعات في البيئة الإفتراضية وتعزيز تواجدها فيها للتواصل مع أكبر عدد ممكن من المستهدفون. والحصول على الآراء والمقترحات في الوقت المناسب من المستهدفون حول أي منتج أو قرار  إلى غير ذلك.
ومن هنا أثار موضوع الشبكات الاجتماعية عديدًا من المفاهيم والقضايا الخلافية حول أخلاقيات الشبكات الاجتماعية والجهة المنوطة بذلك إذا تم الاتفاق على مفهوم الأخلاقيات، وتم وضع أطر ومعايير حاكمة لها، وهنا يثور التساؤل حول من سيملك صلاحية التطبيق لتلك المعايير : هل لجهة منظمة أم للمؤسسات السياسية أم لمطوّري برامج الشبكات الاجتماعية أنفسهم؟ وكيف يمكن أن نجعل كلمة المعايير مفهومة ومتاحة لجماعات مختلفة من المستخدمين ذوي اهتمامات وخلفيات ومرجعيات وتوجهات مختلفة ؟ وما القوة المحركة التي تدفعهم للالتزام بها ؟ وما الذي يجبرهم على الاستمرار في الالتزام إن لم يلتزم الطرف الأخر في المقابل؟.
وقد حاولت الدراسات الأكاديمية تقديم حلول لذلك وطرح مفهوم أخلاقيات المعرفة العالمية كسياق مناسب لوضع إطار لأخلاقيات المعرفة، بينما في المقابل طرح باحثون آخرون تطوير وتجديد وتطوير المداخل  الأخلاقية الحالية مثل  البراجماتية، أخلاقيات الفضيلة الرعاية والاهتمام الأخلاقي.
في عام 2012 أقرت الإمارات العربية المتحدة قانون الجريمة الإلكترونية المحدثة، والذي يجرم انتقاد السلطات، ويمنع دعوات الإصلاح السياسي. وقد أُدين عديدٌ من الناس بانتهاك ذلك القانون ومنهم الإماراتي أسامة النجار الذي يحاكم حاليًا في أبو ظبي بتهمة استخدام التغريد من أجل “الإساءة إلى الدولة ” بعد أن نشر تغريدة ينتقد فيها حاكم الشارقة.
وقد تعرضت كل من قطر والإمارات العربية المتحدة لانتقادات شديدة من قبل جماعات حقوق الإنسان بسبب قوانين جرائم الإنترنت.
وتوصلت الندوة لعدد من التوصيات اهمها :
  • ايجاد معايير موحدة تضمن تداول المعلومات وحفظ حقوق الملكية الفكرية في شبكات التواصل الاجتماعي.
  • اعتماد شبكات التواصل الاجتماعي كقنوات اتصال رسمية فيما بين المؤسسات والجهات الرسمية وغير الرسمية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية، الاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعي في الجوانب العلمية والمهنية وعدم اقتصار النظرة لها على انها مواقع ترفيهية.
  •  دعم التوعية الأسرية والإعلامية بالمخاطر الاجتماعية والأخلاقية الناجمة عن استخدام شبكات    التواصل الاجتماعي، ومشاركة الأسرة للأبناء في بيان أهمية استخدام الإنترنت وتحديد إيجابياته وسلبياته.
  •  وضع برامج إعلامية توعوية للشباب لترشيد استخدام تلك الشبكات، وإصدار نشرة إعلامية إرشادية جامعية، توزع داخل الجامعة، لنشر الوعي لدى الشباب بضرورة الاستفادة من الإنترنت بشكل إيجابه.
  •  تنمية الإحساس بالدين والوطن والانتماء، وتوعية الأسرة بأهمية التربية الدينية، وتربية الأبناء على الحياء من الله ومراقبته، وغرس الوازع الديني لحماية الشباب من أي انحراف، أو زيغ عقائدي.



 

Comments are disabled.