تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة بحث الدبلوم العالي في تخصص الادارة المحلية  للطالب (احمد عدنان محمد) بأشراف أ.د. عبد الجبار خضر بخيت ، عن دراسته الموسومة (استعمال أسلوب التحليل الشبكي لتحديد الزمن الأمثل لإنجاز المشاريع مع تطبيق عملي).

على الرغم من التقدم العلمي والتطور التكنلوجي الذي نشهده في الوقت الحاضر وفي جميع مجالات الحياة ، إلا إننا نجد أن أغلب المشاريع الإنشائية المنفذة تعاني الفشل في إنجازها ضمن الوقت والكلفة المحددة لها ، وترجع أسباب هذا الفشل عادة إلى سوء التخطيط والرقابة وعدم إستخدام الأساليب العلمية الحديثة في جدولة المشاريع والمتمثلة في أساليب التحليل الشبكي ، والتي تلعب دوراً مهما في إنجاز تلك المشاريع ضمن الوقت المحدد ، ومن ثم يمكن الإفادة من عاملي الوقت والكلفة للإنتقال الى تنفيذ مشاريع أُخرى في المستقبل ولاسيما في الوقت الراهن الذي يمر به بلدنا العزيز والحاجة الضرورية لتشييد وتطوير العديد من المنشآت لمواكبة التطور العمراني والثقافي الذي يشهده العالم . يهدف البحث الى الوقوف عند المشاكل والعقبات المسببة لتأخر إنجاز المشاريع اثناء التنفيذ من أجل تجاوزها والتغلب عليها عند القيام بإعداد الخطط للمشاريع المستقبلية ، ولأجل تحقيق ذلك ركز الباحث على توظيف أسلوب التحليل الشبكي لمراقبة وجدولة أنشطة المشاريع في قسم الدائرة الهندسية التابع لديوان محافظة كركوك ، إذ اختار الباحث دراسة مشروع بناية مديرية الجنسية والجوازات والإقامة في كركوك وتم إعداد مخطط شبكي خاص للمشروع مع تحديد المسار الحرج والأنشطة الحرجة وغير الحرجة ، بعد ذلك قام الباحث بتقليص أزمنة نشاطات المشروع عينة البحث وذلك بتطبيق آلية ضغط العامل الزمني ، وبمشاركة دائرة المهندس المقيم للمشروع تم تخمين أعلى وقت يمكن ضغطه لنشاطات المشروع مقابل زيادة في كلفته بإستخدام برامجيات الحاسوب الحديثة والمتمثلة ببرنامج ( Win QSB ).

و تكمن مشكلة البحث في عدم استخدام أغلب المؤسسات الحكومية العراقية للأساليب العلمية الحديثة في عملية التخطيط والجدولة والرقابة في إدارة مشاريعها والمتمثلة بأسلوب التحليل الشبكي مما أدى إلى ضياع الكثير من الوقت والكلف المحددة لهذه المشاريع ، ويُعد قسم الدائرة الهندسية في ديوان محافظة كركوك واحدة من هذه المؤسسات التي تواجه العديد من الإخفاقات ، إذ يوجد هدر في الزمن المحدد لإنجاز المشاريع وصعوبة تسليم هذه المشاريع ضمن المُدة المحددة ، مما يسبب ضرر للمواطن الذي لم يتمتع بالفائدة المتوقعة من هذه المشاريع ولاسيما إذا كانت مشاريع خدمية .

من خلال هذه الدراسة توصل الباحث إلى الاستنتاجات الآتية :

  1. عدم اعتماد إدارات المشاريع على البرامج الحديثة في إدارة مشاريعهم ولاسيما المشاريع الكبيرة والاكتفاء بمخططات جانت لاستعراض برنامج تقدم العمل والتي لا تقوم بإظهار تداخل العلاقات بين النشاطات .
  2. قدم الباحث في هذه الدراسة آلية لتخفيض زمن إنجاز المشروع إلى الزمن الأمثل وبأقل زيادة ممكنة في التكلفة وهذا يعطي لأصحاب القرار المرونة المطلوبة لاتخاذ القرارات اللازمة لضغط مدة تنفيذ المشروع وبما يتوافق مع الميزانية المخصصة للمشروع إذا اقتضت الضرورة ، فكان مقدار التخفيض في زمن إنجاز مشروع بناية مديرية الجنسية والجوازات والإقامة ( عينة البحث ) ( 82 ) يوم وبأقل زيادة ممكنة في التكلفة بلغت ( 23,559,980 ) ديناراً ، ومقدار التخفيض في زمن إنجاز مشروع بناية قصر العدالة ( 150 ) يوماً وبأقل زيادة ممكنة في التكلفة بلغت ( 33,524,980 ) ديناراً .
  3. عدم وجود اهتمام لعمليتي التخطيط والرقابة في جدولة الموارد المالية والبشرية للمشاريع باستخدام أساليب التحليل الشبكي .
  4. إن إدارات المشاريع لا تُلزِم الشركات والمقاولين الذين تُحال إليهم المشاريع بتقديم جداول زمنية لتقدم العمل باستخدام أسلوب المخططات الشبكية والاكتفاء بمخططات جانــــت .

من خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات :

  1. يوصي الباحث جميع الأقسام الفنية في المؤسسات الحكومية والمؤسسات الأهلية بإستخدام الطرائق والأساليب العلمية الحديثة كأسلوب التحليل الشبكي في كل المشاريع وذلك لغرض إيجاد المسار او المسارات الحرجة ونشاطاتها والعمل على عدم التأخير في تنفيذ هذه الأنشطة لأن التأخير فيها يؤدي الى تأخر إنجاز المشروع في وقتها المحدد .
  2. لأجل التخلص من الإنحرافات التي ترافق الأعمال في المشروع والتي من الممكن أن تؤخر إنجاز المشروع يوصي الباحث بتخفيض زمن إنجاز المشروع من خلال تسريع فعالياته وبأقل زيادة ممكنة في التكلفة وبما يتناسب مع الميزانية المخصصة من أجل إنجاز العمل ضمن المدة المحددة وعدم زيادة تكاليفه الناتجة من هذا التأخير .
  3. إعطاء أهمية كبيرة لكل من التخطيط والرقابة في جدولة الموارد المالية والبشرية بإستخدام أسلوب التحليل الشبكي .
  4. قيام إدارات المشاريع بإلزام الشركات والمقاولين الذين تُحال إليهم المشاريع بتقديم جداول زمنية لتقدم العمل قبل المباشرة بتنفيذ المشروع وبإستخدام أسلوب المخططات الشبكية والتي تُوضّح بشكل مفصل المسار الحرج والنشاطات الحرجة وغير الحرجة وأوقات المرونة ( أوقات الوفرة ) وهذا يساعد على إنجاز المشروع ضمن الزمن المخطط له.

Comments are disabled.