تمت في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد ، مناقشة رسالة ماجستير في تخصص الإدارة العامة للطالبة (سمر سعدون هلال) بأشراف أ.م.د. هديل كاظم سعيد عن رسالتها الموسومة (القيادة العلائقية وتأثيرها في الطاقة التنظيمية- بحث ميداني – في المصارف العراقية ( الرافدين ، الرشيد )) وقد منحت الباحثة تقدير امتياز.

لقد تزايد الاهتمام بموضوع الطاقة التنظيمية  كونه أصبح من الأمور الضرورية والحاسمة بالنسبة للمنظمات اليوم التي تواجهه العديد من التحديات و التي تفرضها عليها البيئة الداخلية والخارجية والتغيرات التكنولوجية المتسارعة والمنافسة الشديدة والثورة المعلوماتية ، ولكي تستطيع المنظمات أن تنمي وتزيد من طاقاتها التنظيمية ، ينبغي عليها أن تتبني نماذج قيادية تدرك قيمة وأهمية الطاقة التنظيمية وتشجعها وتوفر العوامل اللازمة التي من شانها أن تعمل عل تنميتها وتعزيزها.

وهو ما وجه الانظار الى ( القيادة العلائقية ) كنظرية قيادية تساهم في تعزيز الطاقة التنظيمية والبيئة النفسية الداعمة والتي بموجبها لا ينبغي للقائد ان يجلس في مكان مرتفع ويتسلط على مرؤوسيه بتوجيه الأوامر بل ينبغي  أن يكون القائد، وفقاً لهذا المفهوم، شخصاً يمتاز بمهارات علائقية، تتلخص في الأخلاق والنزاهة، والتفهم، والرؤية. والأهم من ذلك أنه يجب أن يشجع مرؤوسيه المشاركة ومراعاتهم، ليضمن ولاء هؤلاء الموظفين من تلقاء أنفسهم لانهم سيحبون أسلوبه القيادي ويرون أن قراراته صائبة، وتعبر عنهم هذه القيادات بإرشاد وتوجيه سلوك العاملين من خلال ايجاد مقومات تفاعل يكون في بوتقته تلاقحا للأفكار والمشاعر والقيم ومعالجة للمعلومات بتوازن قبل
اتخاذ القرار وبناء الثقة والمصداقية بين الطرفين في ظل مشاعر ايجابية مبنية
على علاقات شفافة .

يسعى البحث الى تحقيق الاهمية الاتية :-

  1. السعي لتطوير مفاهيم ادارية وفق نظرة عصرية تلبي حاجة المنظمات العامة العراقية في الايفاء بمتطلبات الزبائن الداخليين والخارجيين وفق اسس علمية معرفية رصينة وبما يمثل اسهاماً معرفيا في مجال الفكر الاداري .
  2. تحديد العلاقة التفاعلية بين القائد والمرؤوسين وفق منهج علمي قائم على فروض عملية بأبعاد كل متغير من متغيرات البحث وبما يخدم عينة البحث في مصرفي الرشيد والرافدين .
  3. تعد متغيرات البحث من المتغيرات التنظيمية والسلوكية النفسية والتي تلعب دور كبير في قيادة المنظمات لتطور الطاقة التنظيمية وجعلها اكثر فعالية ونشاط .
  4. السعي نحو ترسيخ مصطلحات البحث في البيئة العراقية وبما يعزز الفهم والادراك لكل من القيادة العلائقية وتأثرها في تعزيز الطاقة التنظيمية .

يعد هذا البحث مكملا لاهتمامات الفكر الاداري الحديث وجزءا من المسيرة العلمية في مجال البحث العلمي واستنادا على ذلك يمكن تحديد الاهداف بالاتي :-

  1. التركيز على المفاهيم الادارية والمرتكزات الفكرية لمتغيرات البحث بما تحتويه من خصائص ونماذج وابعاد لغرض الاستفادة منها عمليا من قبل مجتمع البحث .
  2. تحديد مستوى تبني كل متغير من متغيرات البحث من خلال عدد من المؤشرات التي تبين الاهمية النسبية لكل بعد من ابعاد هذه المتغيرات لدى عينة البحث .
  3. السعي في جذب انتباه القيادات الوسطى والعليا في مصرفي الرشيد والرافدين لأليات التأثير التي توفرها القيادة العلائقية في تعزيز واظهار الطاقة التنظيمية عند المرؤوسين في ظل البيئة المعقدة التي تعمل فيها .
  4. اعطاء التحليل والتفسير الاداري والمنطقي لعلاقة الارتباط بين متغيري البحث والمستند الى عدد من المؤشرات والاساليب العلمية التي اعتمدتها الباحثة فضلاُ عن مدى تأثير القيادة العلائقية بأبعادها في الطاقة التنظيمية عند القيادات العليا والوسطى في مصرفي الرشيد والرافدين من اجل وضع اطار علمي معرفي يساعد على الاستفادة لهذا البحث من قبل العينة المبحوثة فضلاً عن وضع الخطوط العريضة للباحثين في هذا المجال مستقبلاً .
  5. تشخيص مستوى التباين في تبني متغيرات البحث لدى مصرفي الرشيد والرافدين فضلاً عن تشخيص مقدار الارتباط والتأثير في كل منهما للوقوف على الاسباب والاثار التي تمخضت عن ذلك والية معالجة المشكلات التي تحول دون الوصول للكفاءة في ابداء الطاقة التنظيمية لدى عينة البحث في كلا المصرفين .

 

وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :

  1. اظهرت النتائج بوجود اهتمام فعلي من مصرف الرافدين والرشيد ببعد الشمولية فقد وجدت الباحثة ان هناك حرص شديد على ان تكون هناك شمولية من اذ مشاركة الادارات الثلاث او اخذ مقترحاتهم عند اتخاذ القرار مع مراعاة القيم والآراء المختلفة الموجودة لدى الموظفين ، وذلك ايمانا من قبل الادارة العليا في كلا المصرفين بأن المنظمة هي كيان اجتماعي يتفاعل الافراد فيما بينهم و لا يمكن العمل بصورة منفردة عندما نريد تحقيق الاهداف المخططة لها ، ولكن وجدت الباحثة تفاوت بسيط بين المصرفين وخاصا بعد اجراء المقابلات اذ يتميز مصرف الرافدين باهتمام اعلى بالجانب الشمولي من مصرف الرشيد .
  2. بينت النتائج ان كلا المصرفين يعملون وفق مبدأ التمكين للعاملين الذي يؤكد على منح المعلومات التي يحتاجها الموظفين مع اعطاءهم الثقة في انجاز واجباتهم و ذلك سعيا من الادارة بأن تطور من المهارات التي يمتلكونها الموظفين و الذين في المستقبل القريب سوف يحتاجهم المصرف لكي يستلموا المناصب الادارية التي سوف تصبح شاغرة نتيجة النقل او الترقية او التقاعد .
  3. اظهرت نتائج البحث ان كلا المصرفين الرافدين و الرشيد لديهم عامل الرعاية الذي تقدمه القيادة العليا في المصارف المبحوثة و لكن هناك افضلية الى مصرف الرافدين مقارنة بمصرف الرشيد ، اذ هناك رعاية و اهتمام مشاعر واحتياجات الموظفين والعمل على تلبيتها قدر الامكان مع التأكيد على جانب دعم القدرات للموظفين من اجل تطويرهم و لكن الملاحظ على مصرف الرافدين انه قد تميز نوعا ما مقارنة بمصرف الرشيد من اذ العلاقات الشخصية مع الموظفين اذ نجد ان مصرف الرشيد يؤكد على جانب اهتمام القائد ببعد الرعاية و لكنه يعمل وفق السياقات الرسمية و نجده يتراجع عندما يتعلق الامر بالاهتمام بالجانب الشخصي للموظفين ولعل السبب في ذلك هو نتيجة كثرة المهام والواجبات والمسؤوليات الكثيرة الملقاة على الادارة العليا فأنها تمنع من التركيز والاهتمام بالجانب الشخصي لكل الموظفين .
  4. وتأكيدا على ما سبق نلاحظ ان القيادة العليا في مصرف الرشيد والرافدين عندما اهتمت بالجانب الشمولي والرعاية والتمكين فأن ذلك لم يمنعها من التأكيد على جانب الاخلاقي عند قيادة المصرف ولما له من دور فاعل ومؤثر في التأثير على سير العملية الادارية داخل المصرف المبحوث اذ اكدت النتائج بوجود اهتمام فعلي بالجانب الاخلاقي داخل المصارف المبحوثة .

 

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات  اهمها :

  1. زيادة وتوسيع الاهتمام بمتغيرات البحث وذلك من خلال زيادة وعي وتثقيف الادارة العليا في المنظمات ولاسيما المنظمات المستهدفة وهي المصارف وتوعية الموظفين بكل ما يتعلق في ( القيادة العلائقية والطاقة التنظيمية ) وطبيعة عمل هذه المتغيرات داخل المصرف ، من خلال اقامة ندوات ومؤتمرات تفتح فيها باب الحوار لبيان ابرز المعوقات المؤثرة على هذه المتغيرات ، مع استضافة مدراء الادارات الوسطى والدنيا ومدراء الاقسام والشعب للأخذ بمقترحاتهم وحلولهم لاتخاذ القرار .
  2. نتيجة الضعف المتباين بين المصرفين لبعد الشمولية اذ تميل الكفة على ضعف مصرف الرشيد نوعا ما يجب على القيادة زيادة مشاركة المستويات الادارية والاقسام واعطائهم اهمية اكبر .
  3. نتيجة الضعف الواضح نوعا ما لدى مصرف الرشيد بمبادئ القيادة العلائقية توصي الباحثة التقرب من الموظفين من خلال الاجتماع بهم او وضع ممثل للإدارة العليا في كل مستوى اداري يتقرب من الاقسام ويعرف مشاكلهم وينقلها للإدارة العليا للبحث فيها .
  4. هناك ضعف واضح للجانب السلوكي في مصرف الرشيد مقارنة بمصرف الرافدين الذي فيجب على قيادة مصرف الرشيد تقليص حجم الفجوة بين الادارة والموظفين والسعي لبناء ثقة بينهم .

Comments are disabled.