انعكاس عملية التغيير في تعزيز الأداء التنظيمي


الطالبة : عذراء محسن عبد          المشرف : أ.م.د. تلا عاصم فائق

تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير في تخصص الادارة العامة للطالبة ( عذراء محسن عبد ) عن دراستها الموسومة ” انعكاس عملية التغيير في تعزيز الأداء التنظيمي – بحث تحليلي “.

إن الشيء الوحيد الذي لا يتغير هو التغيير , هذا ما أوردة علماء الاجتماع حيث إن التغيير هو حالة مستمرة تحصل بقصد أو بدون قصد أو بشكل إرادي أو غير إرادي و بالنسبة إلى المنظمات  فأنها تتجه إلى التغيير نتيجة لضغوط مجموعة من القوى الخارجية سواء أن كانت  سياسية , اقتصادية , اجتماعية ,تكنولوجية والقوى الداخلية والتي تشمل إدخال تكنولوجيا جديدة , والتغيير في الموارد البشرية , والتغيير في القيادة  وعلى الرغم من تناول موضوع التغيير التنظيمي في الكثير من الدراسات والبحوث العربية والأجنبية إلا انه يبقى موضوع حيوي ومتجدد وان أهميته بالنسبة للمنظمات سواء أن كانت عامة أم خاصة تكمن بأنه يرتبط بمختلف جوانب ومجالات المنظمة ابتداءً من رؤيتها ورسالتها إلى تحقيق غاياتها وأهدافها  وقد يتبادر إلى الذهن أن التغيير التنظيمي يوجد في منظمات الإعمال على اعتبار أنها تسعى إلى التطوير والابتكار لتحقيق ميزة تنافسية والوصول إلى هدفها في تحقيق الربح لكن موضوع التغيير التنظيمي هو موضوع مهم وحيوي بالنسبة للمنظمات العامة أيضا لاسيما و أن هذه الأخيرة  تقدم خدمة لشريحة واسعة ,وان تقديم هذه الخدمة لا يأتي مباشرة عند الأخذ بالتغيير بل يؤثر في جانب مهم ألا وهو الأداء ألتنظيمي , ففي الكثير من الأحيان التغيير يؤدي إلى رفع مستوى الأداء لكن لا يمكن الجزم بهذا فنحن لا ننسى موضوع مهم وهو مقاومة التغيير فقد يبدي مجموعة من الإفراد استجابة سلبية للتغيير لأسباب عديدة منها الخوف من التغيير أو خوفا على مصالحهم أو وظائفهم مما يؤثر سلبا في الأداء العام للمنظمة.


ويهدف هذا البحث إلى اختبار علاقة وتأثير عملية التغيير التنظيمي كمتغير مؤثر في الأداء التنظيمي كمتغير مستجيب في ديوان محافظة بغداد , وكذلك تحديد مدى وجود الفروقات ذات الدلالة الإحصائية بين متغيرات البحث , وثم محاولة الخروج بجملة توصيات بما يسهم في تعزيز أدائها التنظيمي.


تكمن مشكلة الدراسة هنا هو بالاهتمام المتواضع  في ديوان محافظة بغداد  بالتغيير التنظيمي مما ينعكس سلبا على أدائها التنظيمي سواء أن كان ذلك بعدم استجابتها للتغييرات في البيئة الخارجية من اقتصادية واجتماعية وسياسية وتكنولوجية أو بعدم إحداث تغييرا في بيئتها الداخلية لتجاوز مشاكلها وما يسودها من روتين ونقص في التكنولوجيا المستخدمة ، لذا فتتركز مشكلة البحث الحالية على دراسة عملية التغيير التنظيمي بإبعادها (التغيير في الموارد البشرية , والتغيير في المهام , والتغيير في الهيكل التنظيمي , والتغيير في التكنولوجيا) والأداء التنظيمي بإبعاده ( الأداء المالي , والأداء العملياتي , ورضا الزبون , والنمو والتعلم ).


وطبق هذا البحث على عينه قصديه عمديه بلغ عددها (75) فردا , والتي تمثلت بالقيادات العليا والوسطى والدنيا في ديوان المحافظة , واستخدمت الباحثة الاستبانة كأداة رئيسة لجمع البيانات الخاصة بمتغيرات البحث من خلال المقاييس التي تم بناءها , فضلا عن الاستعانة بالمقابلة وأيضا بعض البيانات الورقية , ولأجل معالجة البيانات والمعلومات تم الاستعانة ببرنامج التحليل الإحصائي (SPSS) للوصول إلى النتائج من خلال وسائل إحصائية عديدة أهمها ( النسب المئوية والتكرارات , وتحليل المتوسطات , والانحراف المعياري , و تحليل الارتباط , وتحليل الانحدار الخطي , ومعامل الاختلاف , واختبار مربع كاي ) وكانت ابرز نتائج البحث هو وجود وبمستوى متوسط لممارسة متغيرات البحث (عملية التغيير التنظيمي ,و الأداء التنظيمي ) في ديوان محافظة بغداد , إضافة إلى وجود علاقة ارتباط بين عملية التغيير التنظيمي والأداء التنظيمي إذ تم قبول الفرضية الرئيسة الأولى بنسبة 100% نتيجة لقبول جميع الفرضيات الأربعة المنبثقة منها والتي تنص ( توجد علاقة ارتباط ذو دلالة إحصائية بين إبعاد التغيير التنظيمي والأداء التنظيمي ) كما توجد علاقة تأثير بين التغيير التنظيمي والأداء التنظيمي إذ تم قبول الفرضية الرئيسة الثانية بنسبة 100% نتيجة لقبول جميع الفرضيات الأربعة المنبثقة منها والتي تنص (يوجد تأثير ذو دلالة إحصائية لإبعاد التغيير التنظيمي في الأداء التنظيمي ).


و لأجل تحقيق أهداف البحث واهتماماته والإلمام بجوانب الموضوع و أبعاده يتوجب علينا هيكلة مضامين البحث إلى أربعة فصول , اذ يتضمن الفصل الأول مبحثين و تم تخصيص المبحث الأول لمنهجية البحث إما المبحث الثاني فيتضمن الدراسات السابقة ، في حين كرس الفصل الثاني للإطار النظري للبحث وتضمن ثلاث مباحث  حيث ركز المبحث الأول على عملية التغيير التنظيمي إما المبحث الثاني فقد اهتم بالأداء التنظيمي في حين تناول الثالث العلاقة بين متغيري البحث.


اما الفصل الثالث فقد تناول الجانب الميداني للبحث والذي يتمثل بعرض النتائج ووصفها وتحليلها , وقد تمثل بخمسة مباحث تضمن المبحث الأول تحليل المتوسطات لدور التغيير التنظيمي في الأداء التنظيمي في حين تضمن المبحث الثاني  التحليل الإحصائي للعلاقة بين إبعاد التغيير التنظيمي والأداء التنظيمي اما المبحث الثالث فقد تضمن على التحليل الإحصائي لتأثير إبعاد التغيير التنظيمي في الأداء التنظيمي والمبحث الرابع فيتضمن إيجاد أفضل نموذج تنبؤي لتأثير أبعاد التغيير التنظيمي في الأداء التنظيمي ، اما المبحث الخامس فيشمل على دور المتغيرات الشخصية والوظيفية لتأثير أبعاد التغيير التنظيمي في الأداء التنظيمي ، في حين تناول الفصل الرابع والأخير مبحثين , المبحث الأول والذي خصص للاستنتاجات النظرية والعملية إما المبحث الثاني فكان للتوصيات والمقترحات التي توصل إليها البحث.



وانتهى البحث بجملة استنتاجات ومنها إن التغيير التكنولوجي والتغيير في المهام هما ابرز الإبعاد التي لها علاقة مباشرة بتطور الأداء التنظيمي في ديوان محافظة بغداد وأيضا فان التغيير التكنولوجي والتغيير في المهام يمثلان ابرز الأبعاد وأكثرها تأثيرا في الأداء التنظيمي ومن الاستنتاجات أيضا توجد فورقات ذو دلالة إحصائية بين استجابات المبحوثين حول تأثير إبعاد التغيير التنظيمي في الأداء التنظيمي تعزى إلى المتغيرات الشخصية كما اظهر تحليل الانحدار المتسلسل بان الأبعاد ( التغيير التكنولوجي , التغيير في الهيكل التنظيمي , التغيير في المهام ) هي ابرز الأبعاد المكونة للنموذج التنبئي رغم استبعاد  بعد التغيير في الموارد البشرية إلا انه يعد بعدا مهما.


وانتهت الدراسة بمجموعة من التوصيات التي من شأنها حل مشكلة البحث ان طبقت ، ومن جملة هذه التوصيات ندرج الاهم منها :


1. الاهتمام بعمليات التغيير التنظيمي ( التغيير في الموارد البشرية , والتغيير في التكنولوجيا , والتغيير في الهيكل التنظيمي , والتغيير في المهام ) لما لها دور من تحسين أداء المنظمات.

2. الاهتمام بإدخال تكنولوجيا حديثة إلى ديوان محافظة بغداد عن طريق إدخال أجهزة والات حديثة فهذا من شأنه أن يطور ويسهل من عملها ولأجل التكيف مع التغييرات التكنولوجية المتسارعة في البيئة الخارجية.

3. الاهتمام بإعطاء الإفراد لمهام ومسؤوليات تتوافق مع إمكانياتهم وقدراتهم وما يمتلكوه من مؤهلات علمية.

4. الاهتمام بالموارد البشرية وعدها عنصراً حيوياً وذلك من خلال إقامة دورات تدريبية لأجل إكسابهم لمهارات وقدرات جديدة.

5. الاهتمام بالبرامج التدريبية ومناهجها وتخصيص المبالغ الكافية لتغطيتها.

6. الاهتمام بإعطاء المناصب الإدارية ممن يمتلكون شهادات عليا لما للخبرة العلمية من قدرة على تجاوز مشاكل العمل وتحسينه.

7. الاهتمام بعنصر الشباب ممن يمتلكون قدرات مستقبلية على المدى البعد لتعزيز تطوير ديوان المحافظة.

Comments are disabled.