معلومات الأداء الحكومي وانعكاسها على الموازنة العامة

نظم قسم المحاسبة ندوة علمية بعنوان ” معلومات الأداء الحكومي وانعكاسها على الموازنة العامة ” قدمتها  م. سناء احمد ياسين التدريسية بالقسم.

حيث أضحى الأداء الحكومي واحداً من المفاهيم الهامة في المجال الحكومي كونه انعكاساً للكيفية التي تم من خلالها استعمال الموارد المتاحة على صعيد الوحدات الحكومية والحكومة ككل واستغلالها بكفاءة وفعالية بصورة تجعلها قادرة على تحقيق أهدافها، وما بروز بعض الاتجاهات الحديثة التي شكلت مداخل لتطوير الأداء الحكومي والبلوغ به إلى مستويات التميز والتفوق كمدخل إعادة الهندسة ومدخل التفوق المقارن ومدخل جوائز الأداء الحكومي إلا دليلاً على ذلك، ثم توجت هذه المداخل بجوائز تمنحها جهات عديدة للأداء الحكومي المتميز كجائزة دبي للأداء الحكومي المتميز والتي يتوقف منحها على المعلومات المالية وغير المالية المتاحة عن أداء الجهات الحكومية المتنافسة.


وبغض النظر عن المعيار المعتمد في تصنيف معلومات الأداء الحكومي سواء كان وفقاً للشمولية أو المدة الزمنية أو طبيعة المعلومات المتاحة، فأن إتاحة معلومات عن الأداء الحكومي له أهمية في مجالات عدة أهمها أنها تعكس ارتكاز الوحدات الحكومية وكذلك الحكومة على أهداف واضحة قابلة للقياس تمكن من وصف الأعمال والأنشطة المطلوب القيام بها لإنجاز تلك الأهداف، فضلا عن إن إتاحة معلومات الأداء الحكومي يساعد إدارة الوحدة الحكومية في التعرف على رضا المستفيدين من الخدمات التي تقدمها الوحدات الحكومية والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة وبما يضمن تحقيق أداء متميز.


وتعد الموازنة العامة الأداة الوحيدة المعبرة عن الأهداف التي تنوي الحكومة تحقيقها خلال السنة المقبلة والأداء الواجب انجازه لبلوغ ذلك، ولما كان الأسلوب المعتمد في إعداد الموازنة العامة في العراق هو موازنة البنود، فان هذا الوضع سيؤدي إلى إتاحة معلومات أداء حكومي مالي فقط وتجاهل بشكل كامل معلومات الأداء الحكومي غير المالي، إذ أن معلومات الأداء الحكومي المالي وحده غير كافي للتعبير عن الأداء الحكومي وذلك لأن معلومات الأداء الحكومي المالي لا تغطي كافة جوانب الأداء الحكومي كونها لا توضح الأهداف والبرامج التي ترصد الأموال لأجل تنفيذها وهذا يتطلب إتاحة معلومات غير مالية لتبيان ذلك.


وعليه فأن هذه الورقة البحثية تقترح التحول في أسلوب إعداد الموازنة العامة من موازنة البنود إلى الموازنة الموجهة بالنتائج كونها من أساليب إعداد الموازنة العامة الحديثة والمهمة التي تهتم بالأساس بالربط بين الإنفاق على أنشطة الوحدات الحكومية واللازمة لأداء المهام المكلفة بها للوصول الى الأهداف المرسومة والنتائج المتحققة من هذا الإنفاق من خلال وضع منظومة مؤشرات لقياس الأداء لكافة المستويات لتحقيق كفاءة وفاعلية الإنفاق والوصول إلى الأهداف المرسومة

وقد خرجت الندوة بعدد من التوصيات اهمها :


1. صياغة وتوصيف منهج متطور للأداء الحكومي المتميز ينسجم مع معطيات بيئة الوحدات الحكومية العراقية ليشكل مصدراً إرشاديا لتحقيق التميز في الأداء الحكومي في هذه الوحدات.

2. ضرورة قيام الوحدات الحكومية المختلفة بإتباع مدخل التفوق المقارن لغرض الاستفادة من مضامينه في تحسين وتطوير الأداء الحكومي كونه المدخل الملائم مع بيئة الوحدات الحكومية العراقية والذي سيكون الأساس لاعتماد مدخل جوائز الأداء الحكومي المتميز في مرحلة لاحقة.

3. على وزارة المالية والجهات الحكومية المختلفة إيلاء معلومات الأداء الحكومي غير المالي الاهتمام الكافي بنفس مستوى الاهتمام بمعلومات الأداء الحكومي المالي وضرورة اعتمادها في جميع المراحل التي تمر بها الموازنة العامة.

4. ضرورة قيام وزارة المالية بإعادة النظر في أسلوب إعداد الموازنة العامة وتهيئة متطلبات اعتماد الموازنة الموجهة بالنتائج لأنها تمكن من تحقيق الترجمة العملية للأهداف العامة التي تنوي الحكومة تحقيقها، فضلا عن إتاحة معلومات عن الأداء الحكومي بجانبيها المالي وغير المالي تمكن من التعرف على مساهمة الجهات التنفيذية في تحقيق الأهداف.

5. تنظيم دورات تدريبية للعاملين في المجال المحاسبي حول كيفية إعداد وتنفيذ الموازنة الموجهة بالنتائج لتأهيلهم من أجل ضمان تطبيق الموازنة الموجهة بالنتائج بالشكل الصحيح.

6. توجيه الجهات الرقابية لإعادة النظر في أسلوب الرقابة على الموازنة العامة لتتحول من الرقابة المالية والقانونية على الإنفاق إلى الرقابة على تحقيق الأهداف من الأنفاق. 







Comments are disabled.