كلمة السيد العميد بمناسبة عيد المرأة

الى نغم …
والى كل نساء العالم
مبارك عيدكن يا سيدات الدنيا والازل
             و يا فاتنات الحكمة والهزل
السلام عليكن يا نساء العالم
والف سلام عليكن يا نساء بلادي
                  يا عاشقات الالم
     اعتدنا في مثل هذا اليوم الربيعي المفتوح بجماله على الفرح ان نحتفل بعيد ، ليس ككل الاعياد ، التي صادر عناوينها الرجال .انه عيدٌ لازورديٌ ، عنابيٌ ، رماديٌ ، انثويٌ بامتياز. انه عيد المرأة ، عيد الربيع والمحبة والجمال ، عيد الوفاء والبهجة والكفاح ،عيد الحزن والبسمة والضياع ، عيد الصيف والشتاء ، عيد الحرب والسلام ، عيد الحياة بكل تناقضاتها وتفارقاتها وتشوهاتها واختلاف وقعها وايقاعاتها ، التي تتمثل بالمرأة ، وتعصف بالمرأة ، وتشكل المرأة ، باعتبارها ليست محض ذات مسروجة للفرح والخصب والحياة ، بل ذات مسكونة بالبنّية الاجتماعية بكل ما تحفل به من متغيرات تختزل المرأة وتستحيل سيسيات افرازاتها لتشكيل حال المرأة ومزاج المرأة في كل مكان في العالم ، ولان العراق حالة استثنائية مزمنة ، فما زالت فيه المرأة العراقية حالةٌ استثنائية  ، بقدر ما تكون فيه المرأة العراقية مضطهدةٌ ، كادحةٌ ، مهجرةٌ ، مهجورةٌ ، نازحةٌ ، اماً للشهداء ، اختاً للشهداء ، ارملةً للشهداء ، معيلةً لليتامى ، تستحيلُ الى ابٍ ، بطريرك ، وتستحيل لغتها وسلوكها الى لغة وسلوك الرجال ، وهي التي أذاها الرجال (اباً ، اخاً ، زوجاً)تستعيد الرجال في سلوكها متنكرة لأنوثتها الجميلة بقسر الحياة .
المرأة التي لم تكتفي الاقدارُ بأن تتنكر لأنوثتها وخصائصها وتنّكر الرجال لها ، تتنكر النساء ذاتهن لها .
ولكن لابأس عليكن سيداتي ، فهذه مرحلة ضرورية من مراحل التكوين والتشكل ، لابأس ان تعشن مرحلة ما قبل تشكل الهوية حال العراق والعراقيين ..
مرحلة ما قبل ادراك الرابطة الحقيقية التي تربط بينكن كأوعية لانتاح الحياة ، وبينكن وبين الرجال كمنتجين معاً للحياة ؛ سادة للرغبة في الحياة ضد الظلامين والمتخلفين والبرابرة من اعداء الحياة ، رابطة الشقاء والكدح ، رابطة الحقوق التي تعيد إنتاح سلبها الانظمة التسلطية بأنواعها الدكتاتورية والديمقراطية معاً ، رابطة الحفاظ على النوع العراقي وعلى النوع الانساني .
رابطة العناق بذراع واحدة !!!
العناق المأزوم بنقص التحرر ونقص الذراع (فكيف لي ان لا اعتكف يا ابنتي نغم )
هذا العناق الذي تعلمونا اياه انتم ، يا شموس الدهر والقهر ، والذي به نحيا ونتعرف فيه بكن على اننا موجودات انسانية .
انا احبكن(يا اخواتي وبناتي ) اذن انا موجود؛ وبحبكن واصراركن ستتشكل هويتنا وهويتكن .
مبارك عيدكن رغم الوجع  ، ورغم الشجن ؛ والارهاب والرجع .
وكل عام وانتم ترفلون بالمحبة والحياة بأيادي مفتوحة ابدا على العناق والامل. والسلام عليكن والامن والوئام ورحمة السماء .

                                                       

  الاستاذ الدكتور عبد الجبار محمود فتاح
          عميد كلية الادارة والاقتصاد
                جامعة بغداد

Comments are disabled.