تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة رسالة ماجستير في تخصص ادارة الاعمال للطالبة ( بتول رعد ابراهيم ) بأشراف أ.م. د. ناظم جواد عبد عن دراستها الموسومة ((انعكاس الاغتراب الوظيفي على اداء العاملين بتوسيط سلوكيات المواطنة التنظيمية)).
أن موضوع الإغتراب الوظيفي هي احد الموضوعات المهمة والحساسة التي تستحق الدراسة والبحث لما لها من تأثيرات سلبية في منظمات الأعمال وبالتحديد على أكثر موجوداتها قيمة وفاعلية ألا وهو المورد البشري ، وما ينعكس بالسلب على أداء الأفراد العاملين في المنظمات الأمر الذي يؤدي الى تفاقم المشكلة مولدة خلل في عمل هذه المنظمات لكونها ستصبح عائقاً أمام موظفيها لتحقيق أعلى مستويات الأداء المطلوب منهم ويعد موضوع البحث (الإغتراب الوظيفي) أحد أهم العوامل النفسية والسلوكية والإجتماعية التي تؤثر في أداء العاملين في المنظمات، إذ اصبح يهدد إستقرار المنظمات والعاملين فيها على حدٍ سواء، فهو يزداد بتزايد التكنولوجيا وحجم المنظمات وإتساع المهمات والمسؤوليات والإجراءات والنظم الرسمية وما يصاحب هذه المنظمات من تغييرات على المستوى المادي والمعنوي، والعام والشخصي، وتكمن خطورتها في كونها ظاهرة لها جذور قديمة وتبلورت على مدى سنين طويلة،.
ولتحقيق الهدف من البحث تم تقسيمه الى أربعة فصول :-
تناول الفصل الأول (منهجية الدراسة وبعض الدراسات السابقة ) وقد تألف من مبحثين، المبحث الأول منهجية البحث والمبحث الثاني تناول بعض الدراسات السابقة.
تناول الفصل الثاني (الإطار النظري للدراسة) وقد تألف من ثلاثة مباحث، المبحث الأول الإغتراب الوظيفي في حين تناول المبحث الثاني أداء العاملين أما المبحث الثالث فقد تناول سلوكيات المواطنة التنظيمية.
تناول الفصل الثالث (الجانب العملي) وقد تكون من أربع مباحث: الأول الوصف الاحصائي وتحليل البيانات وتفسير نتائجها بحسب متغيرات البحث الرئيسة، والمبحث الثاني علاقة الارتباط بين متغيرات البحث أما المبحث الثالث إختبار وتحليل فرضيات التأثير لمتغيرات البحث، المبحث الرابع تحليل العلاقات غير المباشرة ( تحليل المسار) بين متغيرات البحث الرئيسة، اما الفصل الرابع (الإستنتاجات والتوصيات) وقد تألف من مبحثين، المبحث الأول الإستنتاجات الخاصة بالجانب النظري والجانب العملي أما المبحث الثاني فقد تناول توصيات الدراسة والمقترحات.
وتتمثل مشكلة البحث النظرية والعملية بالتساؤلات الاتية :
- ما ابرز اسهامات الفكر الاداري من خلال الادبيات السابقة والجهود النظرية المتراكمة حول متغيرات البحث؟
- هل يوجد اغتراب وظيفي لدى الافراد في وزارة الموارد المائية ؟
- هل توجد سلوكيات المواطنة التنظيمية لدى العاملين في وزارة الموارد المائية ؟
- ما مستوى اداء العاملين في وزارة الموارد المائية ؟
- ما درجة فهم و معرفة المفاهيم الرئيسة لمتغيرات البحث من قبل المنظمة المبحوثة وتأثيرها على الواجبات والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم؟
- ما العلاقات الترابطية بين متغيرات البحث (الاغتراب الوظيفي, اداء العاملين, سلوكيات المواطنة التنظيمية) ؟
- ما الدور الذي يؤديه سلوك المواطنة التنظيمية في علاقته بالاغتراب الوظيفي وانعكاس ذلك على أداء العاملين؟
وتتجلى اهمية الدراسة في المحاور الآتية :
- تأتي أهمية هذا البحث في كونه يلقي الضوء على ظاهرة اجتماعية مهمة وخطيرة في عصرنا الحالي ألا وهي (الاغتراب الوظيفي) الذي كثرت فيه متطلبات الحياة وزادت تعقيداتها مما أدى ذلك إلى عجز الفرد عن مواجهة هذه التغيرات الكثيرة لتجعله يتجه نحو ذاته ليعيش من خلالها عزلة اجتماعية حقيقية .
- تناول البحث دراسة متغيرات تعد هامة لكونها تعمل بشكل ايجابي وسلبي في آن واحد وأن هذا التفاعل بينها يخدم عمل المنظمة .
- توعية القيادات الادارية في المنظمة المبحوثة باهمية هذه الموضوعات ودورها في أدائها بالشكل الأمثل وذلك للإفادة من طبيعة وأهمية العلاقة القائمة بين موضوعات البحث (الإغتراب الوظيفي وأداء العاملين وسلوك المواطنة التنظيمية ) في تطوير منظماتهم وزيادة الوعي بالشكل الذي ينعكس إيجابياً على مستوى أداء عامليها .
- يعد البحث مساهمة متواضعة لدعم المكتبة العربية والعراقية كمصدر من المصادر في موضوعات السلوك التنظيمي وادارة الموارد البشرية.
- تعد الدراسة الأولى التي تناولت هذه المتغيرات على صعيد البلد و على حسب علم الباحثة و التي تجري في مقر وزارة الموارد المائية بكل اقسامها .
توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :
- اظهرت النتائج قلة الموظفين الشباب في وزارة الموارد المائية، فضلا عن قلة الشهادات العليا في الوزارة ولاسيما شهادة الدكتوراه، على الرغم من ان مهام الوزارة تحتاج لدراسات وبحوث وتطوير بمختلف مجالات اختصاصها الوظيفي.
- يستشري الروتين في وزارة الموارد المائية المقر العام في اغلب أعمالها الوظيفية، نتيجة للتعقيد والتباطؤ في تنفيذ الإجراءات، فضلا عن القلق الذي ينتاب منتسبيها بين الحين والأخر وبمختلف الظروف الوظيفية وشعورهم بنمطية الإجراءات.
- تتبنى وزارة الموارد المائية المقر العام إجراءات وأعمال تسهم بشكل ملحوظ من تذويب البيروقراطية نتيجة لميل الوزارة إلى اتاحة فرص المشاركة لأفرادها وقبول اقتراحاتهم، فضلا عن تحملهم للمسؤوليات الملقاة على عاتقهم ووضوح الأعمال الموكلة إليهم.
- ظهر ضعف نظام الحوافز الذي تتبناه وزارة الموارد المائية المقر العام، بسبب ضعف تطبيق مفاصله بشكل كامل، فضلا عن سيدة العلاقات الشخصية والابتعاد عن الموضوعية وإهمال نظام المكافأة التي تقابل إسهامات العاملين وتركيز الإدارة على الجوانب السلبية من أداء العاملين دون الأيجابية منها.
وفي ضوء الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة يوصي الباحث بعدد من التوصيات اهمها:
- ينبغي على وزارة الموارد المائية عند لجؤها إلى فتح أبواب التوظيف ان تعتني بالخريجين ممن يحصلون على الشهادات العليا وخصوصا شهادتي الدكتوراه والماجستير، والاهتمام بإيجاد توازن من الاعمار الوظيفية المتناسقة، نظرا لوجود فئات على وشك الوصول لسن التقاعد والعمل وفق اليات تمكنهم من تبادل الخبرات في مجال العمل.
- ينبغي على وزارة الموارد المائية ان تقضي على الروتين في مجال أعمالها من خلال:
أ. تقليل درجات التعقيد والتشدد في إجراءاتها التي تخص منتسبيها.
ب. الاهتمام بسرعة انجاز أعمالها وإجراءاتها ووضع سقف زمني لكل مهمة، فضلا عن وضع معايير الأداء والانجاز.
ت. الاهتمام بوضع العاملين النفسي وأبعادهم عن مسببات القلق والتوتر في مجمل أعمالهم حتى يصلون شيئا فشيئا إلى الاستقرار الوظيفي.
3- تبني نظام حوافز متكامل يكون مستندا لمعايير موضوعية تبتعد عن المحسوبية والمنسوبية والاهتمام بالإسهامات التي يقدمونها الافراد في ظل نظام المكافأة المادية والمعنوية.
4-تعزيز مشاركة الافراد ذوي المهارات والامكانيات العلمية والمعرفية والاهتمام بمساهماتهم وفتح الباب لقبول مقترحاتهم وبناء بيئة صالحة للعصف الذهني في مجمل المهام الموكلة دون اهمال الأعمال الجيدة، فضلا عن الابتعاد عن تكرار الأعمال الروتينية لأفرادها أصحاب المواهب الفنية والعلمية.