تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة اطروحة دكتوراه في تخصص الادارة العامة للطالبة (غيداء حميد محمد) بأشراف أ.د.صلاح عبد القادر احمد  عن دراستها الموسومة ((المُوَائمَة بين إستراتيجية قبعات التفكير الست ومهارات التفكير الإبداعي وتأثيرهما في أنماط القيادة الإدارية –  بحث ميداني في دائرة مدينة الطب ))

يَعُد التفكير الأساس الأول في الإنتاج ويأتي الإعتماد عليه قبل الإعتماد على المعرفة, وهذا ما يجعل معرفة العاملين في منظمات الإدارة العامة بصورة عامة والقادة الإداريين بصورة خاصة لأنواع التفكير المختلفة ضرورة ملحة للنهوض بتلك المنظمات. كما ويُعد الإبداع أحد الشواغل الرئيسة في المنظمات, أذا يلعب التفكير الإبداعي والإبداع دوراً هاماً في التقدم العلمي والتكنولوجي، وفي العلوم الإجتماعية والسلوكية والإنسانية والفنون , فالإبداع إستجابة مفيدة وفعالة للتغيرات التطورية, وهو أحد محركات التطور الثقافي لانه يدفع إلى الإبتكار والتطور .

 

لذا هدف هذا البحث إلى محاكاة هذه الموضوعات المهمة , وعكف على قياس والتعرف على مدى تأثير المواءمة بين إستراتيجية قبعات التفكير الست ومهارات التفكير الإبداعي في تطوير أنماط القيادة الإدارية في دائرة مدينة الطب، وإستغرق أعداده – في الجانب الميداني- للمدة من 1/8 /2016 ولغاية 5/11/2017 . إستعمل المنهج الوصفي التحليلي لوصف الظاهرة كما توجد في الواقع ، والتعبير عنها تعبيراً كيفياً وكمياً , طبق على عينة مختارة عمدياً, بلغت (170) قائد إداري في المستويات التنظمية العليا والوسطى من حملة الشهادات الأولية والعليا وبإختصاصات طبية وفنية وإدارية والذين يعملون في قيادة وإدارة مستشفيات ومراكز ومعاهد وأقسام وشعب الدائرة المركزية , لتلائمها مع أغراض البحث ودورهذه القيادات وطبيعة المهام الملقاة على عاتقها، وتأثيرها في خط سير وأداء العاملين في المنظمة المبحوثة.

 

جمعت البيانات بإعتماد أدوات عدة كانت إستمارة الإستبيان هي الأداة الرئيسة فيها فضلاً عن قائمة الفحص Check List والملاحظه والمقابلة ,وتم وصف وتحليل البيانات بإستعمال عدد من أساليب الإحصاء الوصفي المتمثلة بـ (التكرارات, والنسبة المئوية, والوسط الحسابي, والإنحراف المعياري , ومعامل الإختلاف, والأهمية النسبية) , وإختبرت الفرضيات بإستعمال عدد من أساليب الإحصاء الإستدلالي المتمثلة بـ ( إختبار T-Test لعينتين مستقلتين, معامل إرتباط الرتب سبيرمان Spearman، تحليل الإنحدارالخطي البسيط والإنحدارالمتعدد) في البرنامج الإحصائي  (Statistical Package for Social Science “SPSS –Ver. 19”) الحزم الأحصائية للعلوم الإجتماعية, فضلاً عن إستعمال برنامج معالج الجداول (Excel) . حقق البحث جميع فرضياته , وأشارت نتائجه إلى وجود تباين ذو دلالة معنوية في إدراك القيادة الإدارية العليا والوسطى (عينة البحث) لإستراتيجية قبعات التفكير الست ومهارات التفكيرالابداعي وأنماط القيادة الادارية ناتجاً من إختلاف المستوى التنظيمي .

ومن خلال  هذه الدراسة تم التوصل الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :

1- إنَّ موضوع إستراتيجية قبعات التفكير الست من الموضوعات المعاصرة التي لازالت أطرها الفكرية والمفاهيمية قيد التطوير على المستوى النظري والتطبيقي . وأن الأدبيات تفتقر إلى نظرية متكاملة لتفسير المضامين الإسترا تيجية والتشغيلية ذات العلاقة بقبعات التفكير الست.

 

2- إنَّ  تنظيم وتوسيع التفكير بإستعمال إسلوب إستراتيجية قبعات التفكيرالست ( القبعة البيضاء , القبعة الحمراء , القبعة السوداء , القبعة الصفراء , القبعة الخضراء , القبعة الزرقاء ) يؤدي إلى تحسين مهارات التفكير الابداعي (الطلاقة , المرونة , الآصالة ,  الحساسية للمشكلات , إدراك التفاصيل , المحافظه على الإتجاه ) ويُحفز للإبداع في التفكير فتزداد فاعلية التفكيرالإبداعي, ويساعد في التحويل إلى عمليات التفكير العليا. , كما أنه يساعد على التركيز في التفكير وتوفير الوقت الثمين لأن عملية التفكير تكون مفصولة في أجزاء أصغر مما يسمح بالحفاظ على التركيز بشكل أكثر فعالية.

 

3- تُعد أستراتيجية قبعات التفكيرالست أسلوب تفكير عملي ومناسب ومفيد لجميع العاملين ( قادة وتابعين) , تساعد على تنظيم عملية التفكير , والحصول على وجهات النظر المختلفة والإحاطة بجميع أنواع التفكير والنظر للمشاكل والقضايا من زوايا مختلفة , تعزز العمل الجماعي والتعاون , وهي أكثر نفعاً وفائدة للقادة بحكم طبيعة عملهم والدور الذي يكلفون به والذي بمقتضاه يكونون مسوؤلون عن حل المشكلات وإتخاذ القرارات, وبذلك تسهم هذه الإستراتيجية في تحسين مهاراتهم وزيادة فاعليتهم , وتساعدهم على إتخاذ القرارات الصحيحة.

 

4- لأستراتيجية قبعات التفكيرالست دور في رفع كفاءة القادة الإداريين ويجعلهم أكثر إيجابية ويوسيع مداركهم في حل المشكلات والتقليل من النزاعات والصراعات والتشجيع على العمل الإبداعي والمُنتج, بحيث تكون مصدر إلهام لهم لتحسين نوعية الخدمات المقدمة  .

 

5- للتفكير الإبداعي جذور واضحةً في حقل علم النفس، إذ يُعدّ علم النفس بمثابة المهد الذي ظهر وترعرع فيه هذا المفهوم، الا أن العلوم الأخرى، ومنها علم الإدارة، وبالتحديد (حقل السلوك التنظيمي) قد تبنى هذا المفهوم وإهتم به ، وأصبح في مطلع التسعينيات من القرن الماضي موضوعاً مهماً في هذا الحقل المعرفي المُتميز.

 

6- إن التفكير الإبداعي مهارة يمكن تنميتها بالتدريب والتعليم , يحتاج إلى دوافع ذاتية (داخلية) : تتمثل بالحماس في تحقيق الأهداف وتحقيق الذات , ودوافع خارجية : تتمثل في البيئة الخارجية والحاجه إلى الإبداع في مجالات العمل المختلفة والحاجه إلى النمو والتقدم والإزدهار.

 

7- إن التفكير الإبداعي يُولد التحدي للتغلب على الصعوبات التي تعترض تحقيق الأهداف ، ويزيد من القدرة على العمل والإنتاج .

 

وفي ضوء الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة يوصي الباحث بمجموعة من التوصيات اهمها :

1- منح فرصة أكبر للمرأة وتمكينها من تولي مناصب القيادة الإدارية العليا , لاسيما وإن المنظمة المبحوثة تمتلك أعداداً كافية من الملاك النسوي الطبي والفني والإداري اللواتي يمتلكن قدرة جيدة على تولي هكذا مناصب والإبداع فيها.

2- أعطاء فرصة للملاك الإداري الكفوء والمتدرب أوالمتخصص وتمكينه من تولي مناصب القيادة الإدارية للأقسام والشعب ذات الإختصاص والعمل الإداري, وعدم أسناد قيادة الأقسام والشعب الطبية والإدارية إلى الملاك الطبي , لفتح الطريق أمام الملاك الإداري للعمل والإبداع وتشجيعه على ذلك ليأخذ دوره والثقه بقدراته وإمكاناته .

3- إلحاق القادة الإداريين من الملاك الطبي في المنظمة المبحوثة  بدورات تدريبية وتطويرية في الإدارة , وأنماط القيادة ,والسلوك القيادي, وعدم الإكتفاء بتدريبهم على تخصصاتهم الطبية كونهم يشغلون مناصب قيادة إدارية , والقيادة والإدارة علم وفن تتطلب المام ومعرفه بإصولها لكي تُمارس على وجهتها الصحيحة وتؤتي ثمارها.

4- نشر ثقافة التفكير العاطفي ( تفكير القبعة الحمراء) بين أفراد القيادة الإدارية في المنظمة المبحوثة لأهمية هذا النوع من التفكير في الشعور بشعور العاملين أو المرضى وخلق حالة من الإنسجام بينهم, والتي تنعكس بدورها على نتائج العمل ( شأنه شأن التفكير الموضوعي الحاصل على نسبة عالية في تفكير القيادة الإدارية) .

5- تعميم مفاهيم إستراتيجية قبعات التفكير الست ومهارات التفكيرالإبداعي وأنماط القيادة الادارية ونشرها بشكل عام , ولاسيما لدى القيادة الإدارية العليا, لزيادة فهمها  وإدراكها بصورة أكبر مما هو عليه الأن , لأهمية هذه المفاهيم لطبيعة عملها ودورها  القيادي الباني والمطور للمنظمات الصحية , ولكون هذه القيادات يقع على عاتقها التعامل مع متغيرات كثيرة , وهي المعنية بإتخاذ القرارات.

 

6- منح فرصة ووقت أكبر للقيادة الإدارية العليا للتفكير والعمل ودعمها من خلال منحها الصلاحيات اللازمة , والتقليل من الضغوط المسلطه عليها , وعدم التدخل في  أعمالها من قبل  أصحاب السلطه والنفوذ .

 

 

 

 

 

 

Comments are disabled.