سمنار رسالة ماجستير علوم في الادارة العامة
من قبل الطالب : حيدر علي محمود بأشراف الدكتور حسام علي
تمت في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد ، عقد حلقة نقاشية لمناقشة البحث المقدم من قبل الطالب ( حيدر علي محمود ) تخصص ماجستير في الادارة العامة عن بحثه المقترح الموسوم ” الدور الوسيط لإثراء العمل في العلاقة بين استراتيجيات التمكين و الابتكار التنظيمي / دراسة تطبيقية في وزارة النفط “.
حيث يشهد عالم الاعمال تغيرات بيئية كبيرة فالوضع الديناميكي الذي يسيطر على الموقف العام لم يعطي للمنظمات حرية الاختيار في الدخول بأساليب جديدة واستراتيجيات عمل متقدمة من عدمه , فالتفكير الرؤيوي والبعد الاستراتيجي المطلوب في كل جزئية من اجزاء المنظمة والمنهج الابتكاري وغيره من الاساليب هي الان من تحدد بقاء المنظمة واستمرارها من انحسارها وفناءها, فلوقت قريب نوعاً ما كان هذا نهج منظمات الاعمال التي تعيش حالة من التنافسية الكبيرة على تصدر المراكز وحصد حصص سوقية كبيرة في مجال الانتاج والتركيز على السمعة التنظيمية وغيرها من الامور المهمة لكل منظمة اعمال ,اما الان ومع تزايد حدة المنافسة والتحول الكبير الذي فرضته العولمة وشبكات الاعمال والشركات العالمية الكبيرة المتحالفة والمندمجة والتي اصبح راس مال اي واحدة منها يفوق ميزانيات بعض الدول جعل من المؤسسات العامة ايضاً تحت دائرة التهديد الامر الذي فرض عليها ان تنتهج اساليب جديدة في العمل قد تقترب فيه من منهج الاعمال لكن بصبغة المنظمات العامة مثل ادارة الجودة والاعتمادية واستراتيجيات الاعمال والريادية والابتكار التنظيمي ، وغيرها من المفاهيم التي كان لها الكلمة الفصل في ترجيح كفة العديد من المنظمات التي شرفت على الانهيار وانقذت موقفها.
و واحدة من تلك المصطلحات المهمة التي حضت باهتمام كبير من قبل الكتاب والباحثين هو الابتكار التنظيمي (Organizational creativity) فالابتكار بأبسط معانيه هو خلق شيء جيد في اي مجال ,كما يمكن ان ينظر اليه على انه امكانية تعديل الوضع الراهن بأسلوب جديد او طريقة جديدة ، اما الابتكار التنظيمي هو عملية قيام المنظمة بحل المشاكل التي تواجهها و/ او الوصول الى المرحلة التي ترغب الوصول اليها بطريقة جديدة واسلوب عمل غير متبع من قبل المنظمات الاخرى سابقاً ، او هو عملية تقديم افكار غير مألوفة وجديدة معاً ,او هو عملية تحويل الافكار الابداعية الى حالة انتاجية فمعيار التمييز بين الابتكار(Creativity) والابداع Innovation)) هو تحويل الابداع من افكار الى حالة عملية تلبي احتياجات المستفيدين وتغير واقع معين او تحقق هدف ما.
ان من اهم مبررات اختيار موضوع الابتكار التنظيمي والبحث في امكانية تحقيقه وتسليط الضوء علية كمتغير مهم يتناسب وقوة ميدان البحث المختار في مؤسسة رائدة ومهمة تشكل عصب الحياة للعراق الا وهي وزارة النفط العراقية التي تشكل ما نسبته90% تقريباً من واردات الدولة , والمبرر الثاني يتمثل في توجه الوزارة المذكورة لتبني استراتيجيات عمل متقدمة واساليب مميزة في ادارتها تبدأ من اهتمامها في استقطاب كفاءات متميزة من الخريجين والمبتعثين وسياستها في رصد مبالغ للإيفاد ونقل الخبرات وصولا الى مستويات متقدمة في مجال ادارة ملف النفط.
ولتحقيق هذا الهدف ركز البحث على متغير استراتيجيات التمكين (Empowerment strategies) كمتغير مستقل فضلا عن انه هنالك كثير من المتغيرات ممكن ان تدخل عوضاً عنه لكن تولدت قناعة لدى الباحث ان التمكين بمفهومة واستراتيجياته ان طبق بالشكل الصحيح ممكن ان يعطي نتائج إيجابية منطقية فالتمكين هو منح العاملين الصلاحيات اللازمة وحرية العمل لغرض جعلهم قادرين على خدمة المنظمة بكفاءة وفاعلية , واستراتيجيات التمكين تدور في فلك هذا المفهوم فالغرض الرئيس منها هو اعطاء مساحة اكبر للموظفين لعرض افكارهم واحتضانها وفسح المجال امام رؤاهم وتطلعاتهم الابداعية للظهور الى ارض الواقع وهذا الامر يترتب عليه ابعاد اخرى قد تكون ليست ذات علاقة بالبحث الحالي لكنها مهمة مثل خلق مناخ تنظيمي ابداعي مناسب , تعزيز حالة الالتزام والولاء لدى الموظفين ,التحول لأساليب قيادية بمستوى يرقى للأبداع والابتكار وغيرها من الامور المهمة.
ولغرض تحقيق الهدف المنشود من البحث اضيف متغير وسيط الا وهو اثراء العمل (Enrich work) الغرض منه تأكيد وتعزيز تأثير استراتيجيات التمكين ,اذ يمثل اثراء العمل وسيلة تستخدمها الادارة العليا في المنظمات المختلفة لتحفيز العاملين من خلال منحهم المزيد من المسؤوليات والانصاف في عملهم.
سوف يقدم البحث انموذج مقترح يتكون من ثلاث متغيرات يطبق في مقر وزارة النفط معتمداً في ذلك على عينة من القيادات والمدراء اصحاب القرار ,كذللك سوف يتم تعزيز البحث من خلال الحصول على بيانات ميدانية واقعية تعزز اجابات العينة وتنفيها اضافة الى المقابلات الميدانية المهيكلة.
و تبرز مشكلة البحث في محدودية الابتكار في المنظمة المبحوثة ( وزارة النفط ) وقد تم التوصل الى هذه المشكلة الحقيقية عن طريق مقابلات قد اجراها الباحث مع بعض قيادات الوزارة بعد تحليل نتائج الاستطلاع الاولي والذي بين انخفاض او تواضع الابتكار التنظيمي قياسا ً بالجهود المادية المبذولة من قبل وزارة النفط المتمثلة ( بتعيين الطلاب الاوائل على الجامعات ، وابتعاث الموظفين الى خارج العراق للدراسة ، والاهتمام اللامتناهي بالتطوير والتدريب والتعليم المستمر لكافة المنتسبين وعلى اختلاف مستوياتهم الوظيفية وتحصيلاتهم العلمية ) وكذلك عدم وجود ادراك للعلاقة بين المتغيرات المبحوثة استراتيجيات التمكين واثراء العمل والابتكار التنظيمي على العمل في الوزارة.
و يستمد البحث اهميته من خلال تناوله لموضوعات حيوية وذات تأثير بالغ في اداء المنظمات وتميزها ،و تمثل مجتمع البحث بمقر وزارة النفط الواقعة في بغداد وتمثلت عينة البحث قيادات وزارة النفط ( السيد وزير النفط ، السادة الوكلاء الوزارة ، السادة مستشاري الوزارة ،السادة مدراء دوائر ، السادة مدراء اقسام ، السادة مسؤولي شعب) بأسلوب الحصر الشامل لكافة قيادات مقر الوزارة.
وعلية سوف يتوزع البحث المقترح الى مجموعة من الفصول ,يتضمن الفصل الاول الجهود المعرفية السابقة الاجنبية والاقليمية والمحلية ,كمحاولة لعرض ما توصلت له هذه الجهود من مجال البحث المناظر للإفادة من مقترحاتها وتجنب جوانب الخفاق الذي مرت به , ومن ثم تعرض منهجية البحث المتمثلة في المشكلة والتساؤلات والاهمية والاهداف وفرضيات البحث ومجتمع وعينة البحث واساليب جمع البيانات واساليب التحليل الاحصائي.
اما الفصل الثاني سوف يناقش الادبيات ذات العلاقة بمتغيرات البحث ويستعرض تلك الافكار والابعاد الرئيسة بأسلوب نظري , يتبعه الفصل الثالث الذي تناقش فيه النتائج التي تم الحصول عليها من مقياس البحث والادوات الاحصائية واخيرا سوف يسفر البحث عن استنتاجات ميدانية تقدم بعد مناقشتها الى المهتمين في وزارة النفط ,كذلك توصيات كأليات عمل تحاكي تلك الاستنتاجات.