الطالب: سيف صاحب موسى    المشرف: أ.م. د. يعرب عدنان حسين

 

 

تمت في كلية الادارة والاقتصاد- جامعة بغداد، مناقشة بحث الدبلوم العالي المعادل للماجستير في  تخصص ادارة البلديات للطالب ( سيف صاحب موسى ) بأشراف أ.م. د. يعرب عدنان حسين عن دراسته الموسومة (دور اللاتاكد في تبني متطلبات التقييم البيئي الاستراتيجي – دراسة استطلاعية).

اخر تواجه منظمات الاعمال اليوم تحديات بيئية متزايدة كان لابد من التفكير وبشكل متأني في امكانية خلق توازن بيئي وتقليل الاستنزاف الحاصل بالموارد ووضع قوانين جديدة تحد من عملية تلوث البيئة وعدم الاهتمام بها. لذلك برز التقييم البيئي الاستراتيجي ، كأحد أهم الادوات المهمة في تحقيق الحماية القصوى للبيئة ، بسبب تأثيراته المباشرة او غير المباشرة ، على السياسات والخطط والبرامج وكيفية تكاملها بنهج استراتيجي ، لذلك فأن  القيام بعملية التقييم البيئي الاستراتيجي يتطلب الكشف عن العوامل والمتطلبات الرئيسية التي يجب علينا توفيرها من خلال فهم البيئة الخارجية والداخلية.

مرت عملية التقييم البيئي بمراحل تطور عديدة استخدمت مجموعة من الاساليب في التقييم والتي كان من ابرزها عملية تقييم الاثر البيئي وكانت الحصيلة النهائية لعملية التطور هذه التقييم البيئي الاستراتيجي الذي له القدرة في التعامل مع المستوى الاستراتيجي في عملية صنع القرار وحاليا يتم تطبيق عملية تقييم الاثر البيئي على المشاريع المنفردة , واذا ما تم استخدام التقييم البيئي الاستراتيجي ؛ فانه سوف يطبق على السياسات والخطط والبرامج التنموية .  ويعمل التقييم البيئي الاستراتيجي مع المستويات العليا لصناع القرار وبشكل مباشر ويسهل العملية على دراسات الأثر البيئي ، وكذلك تجنب إعداد خطط وبرامج ومشروعات غير ملائمة ، ويمكن ايضا من خلاله توفير بدائل في عملية تقييم بدائل الخطط والبرامج والمشاريع وتحديد للآثار التراكمية لها وهذا الاتجاه يتأثر بعنصر اللاتأكد بشكل كبير   .

وفي العراق فأننا لحد الان لم تستخدم التقييم البيئي الاستراتيجي مما سبب اثار بيئية سلبية كبيرة ,حيث عدم قدرة ومحدودية تقييم الاثر البيئي وعدم قدرته على حساب الاثار التراكمية ,والاستخدام المفرط للموارد ادى الى مشاكل بيئية عديدة و الخيار الذي لا بد من اتباعه لتحقيق تنمية مستدامة هو تكامل البعد البيئي مع الاستراتيجية من خلال عملية التقييم البيئي الاستراتيجي ، لذا فان هذا البحث يسلط الضوء على دور اللاتأكد في تبني متطلبات التقييم البيئي الاستراتيجي.

وان مشكلة البحث تتلخص بمعرفة الدور الذي يمكن ان يحدثه اللاتأكد على المتطلبات العامة والمتطلبات الخاصة  للتقييم البيئي الاستراتيجي, وما هي درجة اللاتأكد التي تواجهها عينة البحث على المستوى الاستراتيجي والهيكلي والوظيفي؟  وعندما تكون درجة التأكد مرتفعة هل سينعكس ذلك بشكل ايجابي على تبني المتطلبات العامة والمتطلبات الخاصة للتقييم البيئي الاستراتيجي ام لا.

 

تَنبع أهمية البحث الحالي من الجوانب الآتية:

1-زيادة وعي الادارة في عينة البحث بشأن طبيعة اللاتأكد والمستويات التي يتم مواجهتها .

2-يستمد البحث الحالي أهميته من الدور الحيوي والمهم الذي يمكن ان يؤديه التقييم البيئي الاستراتيجي في تفعيل قانون حماية البيئة على المستوى الاستراتيجي.

3-تقديم تصنيف لدراسة متطلبات التقييم البيئي الاستراتيجي الى متطلبات عامة ترتبط بالبيئة الخارجية ومتطلبات خاصة ترتبط بالمنهج الذي ينبغي ان يتم تطبيقه من قبل المنظمة .

4- تشجيع الوزارة  وحثها على تغيير الثقافة القائمة في اتخاذ القرارات الاستراتيجية للقضايا التي ترتبط بالبيئة .

ويسعى البحث إلى تحقيق الأهداف الآتية:

1-قياس اللاتأكد الذي يواجه عينة البحث في ظل اللاتأكد الاستراتيجي والهيكلي والوظيفي.

2-تشخيص المتطلبات العامة للتقييم البيئي الاستراتيجي ومعرفة مدى العناصر التي تسهم في التبني والعناصر التي تحتاج مجهود من اجل تطويرها لجعلها داعمة لتبني التقييم البيئي الاستراتيجي

3-معرفة الامكانيات الحالية المتوفرة ضمن تشكيلات عينة البحث التي تسهم في تسهيل مهمة تنفيذ التقييم البيئي الاستراتيجي على مستوى الممارسات التي يمكن ان تقوم بها عينة البحث

4-قياس تأثير كل عنصر من عناصر اللاتأكد على المتطلبات العامة للتقييم البيئي الاستراتيجي وتشخيص اي المتطلبات ستكون اكثر اهمية من اجل التركيز وتحقيق النتائج المرغوبة .

وقد توصلت الدراسة الى جملة من الاستنتاجات اهمها :

من خلال التقييم البيئي الاستراتيجي سيتم تعزيز المبادرات نحو الاستدامة وهذا التوجه سيؤدي الى تحقيق تطوير في ممارسات واساليب العمل الخاصة بالتقييم البيئي الاستراتيجي

2-تغطية التقييم البيئي الاستراتيجي لمجالات واسعة شملت مختلف القطاعات (النقل والمواصلات والتلوث والصناعة والتعدين والطاقة الكهربائية والطرق والضوضاء) لما له من تأثير ايجابي في تحديد الاثار البيئية التراكمية لهذه المشاريع.

3-سعي الدول الى تطوير ممارساتها واساليب عملها في تبني التقييم البيئي الاستراتيجي من اجل تكوين حالة منفردة فان ذلك ادى الى عدم الاتفاق وبشكل محدد على الابعاد والمراحل والخطوات المستخدمة في تطبيق التقييم البيئي الاستراتيجي في اغلب الدول حيث لكل دولة مراحل مختلفة ناتجة عن التشريعات والقوانين النافذة في تلك البلدان.

4- ظهرت في الآونة الاخيرة العديد من الدول العربية والنامية تتجه الى تنفيذ التقييم البيئي الاستراتيجي مثل لبنان والسعودية والامارات العربية المتحدة وتونس ومصر وسنغافورة وماليزيا والصين وسيرلانكا اذ وضعت التشريعات لتفعيل الاستجابة لهذه التحديات .

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث مجموعة من التوصيات اهمها :

ضرورة عمل عينة البحث على تطوير منهج واسلوب يمكنه من مواجهة عوامل البيئة الخارجية وجعل متغيراتها جزء من فهم الادارة من اجل تمكين عينة البحث  في التعامل مع اللاتأكد وذلك من اجل تفعيل الممارسات الاتية :

أ-الاهتمام بالتحليل الاستراتيجي للبيئة والاستشراف المستقبلي وصياغة السيناريوهات المستقبلية.

ب-اقامة ورش لمناقشة القضايا الاستراتيجية للمنظمة وتعزيز الحوار الاستراتيجي وتنمية التفكير الاستراتيجي لدى افرادها.

ج-اقامة دورات تدريبية في كيفية ادارة الازمات في المنظمة .

2-ضرورة العمل على تفعيل ممارسات الادارة الاستراتيجية في دوائر عينة البحث والاستفادة من الخبرات المتاحة في هذا المجال وتعزيز مجالات التكامل مع التوجهات البيئية والاستدامة

3-ضرورة وضع قوانين وتشريعات الزامية لتعزيز قانون حماية البيئية رقم 27 لسنة 2009 وعدم الاكتفاء بإصدار التعليمات فقط تغطي المجالات التالية :

أ-الاثر البيئي

ب-التقييم البيئي الاستراتيجي

ج-الاستدامة البيئية

4-ضرورة الاستفادة من الخبرات المتخصصة في المجال البيئي المتوفرة في دوائر العينة وتشكيل فريق عمل بيئي لأعضاء منتدبون من كافة دوائر المحافظة ودائرة البيئة للبدء برسم خارطة طريق للتقييم البيئي الاستراتيجي تعمل على تحديد الاتي:

أ-الامكانات المتاحة في الدوائر ب-المعوقات التي من الممكن ان تؤثر على عملية التنفيذ ج-حصر المشاكل البيئية التي تعاني منها المحافظة.

 

 

 

Comments are disabled.