الطالب:حسين علاء حسين المشرف :أ.م. د. اسماء جاسم محمد
تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة رسالة ماجستير في تخصص الاقتصاد للطالب ( حسين علاء حسين ) بأشراف أ.م. د. اسماء جاسم محمد عن دراسته الموسومة (آليات التمويل في المصارف الإسلامية ودورها في تنشيط الاقتصاد العراقي).
لقد استطاعت المصارف الإسلامية أن تثبت حضورا عالميا ً ومتميزا ً منذ ان بدأت تمارس نشاطها فعليا بداية السبعينات من القرن الماضي ، فعلى الرغم من حداثة نجربتها المصرفية ومقارنة بالتاريخ البعيد لنظيرتها المصارف التجارية (التقليدية ) ، وما واجه تلك التجربة من تحديات ومصاعب كثيرة ، الا اتها استطاعت ان تتجاوز تلك تحديات وتحقق النجاح على المستوى الأقليمي والعالمي ، ودليل ذلك يتلخص في نقطتين اساسيتين ، الاولى : وتتمثل في زيادة عددها وانتشارها الجغرافي الواسع ،فضلا عن النمو الكبير والمستدام في حجم أنشطتها ، إذ زاد عدد المصارف الإسلامية وتجاوز نحو اكثر من( 400 ) مصرفا منتشرة في عدد من الدول على المستوى العالمي .
يكمن أهمية البحث في معرفة مدى قدرة المصارف الاسلامية في توظيف ادوتها باتجاه التمويل التنموي للاقتصاد ، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية للامام ،وبالتالي المساهمة في نهوض جميع القطاعات الاقتصادية سواء كانت زراعية ام صناعية وتجارية ام خدمية ..الخ .
وينطلق البحث من فرضية مفادها ان المصارف الاسلامية تمارس وظائفها الاقتصادية والاجتماعية وبالتالي تؤدي دورا ايجابيا في النهوض بالاقتصاد من خلال استخدامها لادوات تمويلية استثمارية في دعم العملية التنموية لاقتصاد البلد .
ولاثبات الفرضية جاء البحث باربعة فصول ، تناول الفصل الاول الجانب النظري للتعريف بالمصارف الاسلامية ودورها التمويلي واهم اهدفها والتحديات التي تواجهها ، وفي الفصل الثاني تم طرح أهم الاليات الاستثمارية التي تتعامل بها المصارف الاسلامية لتمويل الاقتصاد ، والفصل الثالث تناول تجارب بعض تجارب الدول ، اما الفصل الرابع فيتعلق بتجربة العراق في المصارف الاسلامية .
وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها:
- يتضح من خلال البحث ان المصرف الاسلامي هو مؤسسة مالية تحمل رسالة أقتصادية وأجتماعية ودينة تهدف الى تحقيق نفع عام للمجتمع الإسلامي قائم على أسس أخلاقية وإنسانية وأقتصادية وأجتماعية أي أنه مؤسسة لاتهدف الى الربح بقدر مايستهدف تحقيق قيم تربوية واقتصادية واجتماعية عليا لتحقيق بالضرورة أعلى درجات التكافل الأجتماعي من خلال مبدأ العدالة الأجتماعية في توزيع الثروة
- هناك عدد من التحديات التي تواجة المصارف الاسلامية والتي تقف حائلأ أمام تطور وانتشار الصيرفة الاسلامية ،وتنقسم الى التحديات الداخلية ولممثلة بقلة الوعي المالي الاسلامي وقلة العاملين المؤهلين للعمل المصرفي …الخ،وهناك التحديات الخارجية والممثلة بتحديات تحرير التجارة الخدمات المالية وتحديات لجنة بازل وتحديات الفجوة التكنلوجية .
- يقوم عمل المصارف الاسلامية على اليات وعقود كثيرة تؤدي مهاما اقتصادية كالمشاركة والمضاربة, حيث اجاز الاسلام المشاركة في المعاملات, واجاز المضاربة بمشاركة راس المال بالعمل, وهناك العديد من البيوع التي يمكن ان يمارسها المصرف الاسلامي مثل بيع المرابحة , وبيع التقسيط, والتاجير, وكلها اليات تساهم في دعم النشاط الاقتصادي وتنمية اقتصاد المجتمع وهناك عقودا تؤدي مهاما اجتماعية ومنها الية القرض الحسن, وهو مدُّ يد العون والمساعدة للمتعاملين وإبعادهم عن الاقتراض بالفائدة, ويتم تمويل صندوق القرض الحسن من أموال المصرف الخاصة.
- هناك تجارب عديدة في مجال الصيرفة الاسلامية, منها تجربة السودان والبحرين , اذ تعد تجربة السودان من التجارب الرائدة في هذا المجال, اذ اقدمت بكل جرأة على تطبيق العمل المصرفي الإسلامي على نحو شامل، وتمكنت من تحقيق النجاح والريادة والابتكار, ودفع هذا النجاح المؤسسات الإسلامية العربية والعالمية إلى السعي للتعرف على اسس هذه التجربة، والتعرف على مميزاتها وإضافاتها للصناعة المصرفية العالمية
5-ومن خلال تجربة المصرف البحريني الاسلامي تبين ان هناك تغير كبير في موجوداتة خلال سنوات الدراسة، وهذا يعكس متانة وضع المصرف من الناحية المالية وزيادة قدرتة على تعبئة المدخرات ، وزيادة ثقة العملاء بأداء المصرف وقد يتلخص ذلك بقدرتة على ادارة موجودات واصوله وبما يكفل استمرار النمو واستدامة ،ويؤكد هذا التطور في الموجودات من ناحية اخرى على ان المصرف يسير وفق خطة مدروسة في استثمار اموالة واستغلالها
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث مجموعة من التوصيات اهمها:
- العمل على نشر ثقافة المالية الاسلامية الزبائن من خلال ترويج ونشرات الاعلانية على عمل مصارف الاسلامية لكي يدرك متعاملين مع مصارف الاسلامية مايميز عملها عن مصارف التقليدية لكي تزداد ثقة لدى زبائن على مدى التزام مصارف الاسلامية بلعمل مع يتوافق مع الشريعة الاسلامية
- العمل على انشاء مراكز بحوث متخصصة في العمل في جانب المالي الاسلامي من خلال دورة تدريبة العاملين في مصا رف الاسلامية وكذلك اضافة منهج كتاب في قسم الاقتصاد يختص بل عمل مصارف الاسلامية لكي نوفر عاملين كفوين متخصصين في عمل مصرف الاسلامي
- عمل على محاكاة دول التي تقدمت تقدم كبير في عمل مصرف الاسلامي مثل ماليزيا والبحرين وغيرهم من الدول من خلال عمل تعاون مشترك مع تلك الدول الرائدة في مجال الصيرفة الاسلامية والاستفادة من تلك الدول و خبراتهم في مجال الصيرفة الاسلامية
- على مصارف الاسلامية تنويع صيغ الاشستثمارية الاسلامية وعدم الاقتصار على صيغ المرابحة في تمويل لكي يزاد دورها في تمويل الاقتصاد الحقيقي
- على مصارف الاسلامية التركيز على الائتمان على القطاعات الاقتصادية الانتاجية التي تعود بل نفع على التنمية الاقتصادية البلد .
- على مصارف الاسلامية جذب الاستثمارات الاجنبية المباشرة الى البلد في مجال صناعة المعدات والاًلات ووسائل النقل ، عن طريق المشاركة ، بحيث تتمكن البلاد من إنتاج خطوط الإنتاج اللازمة للنهوض بالصناعة في الفترة القادمة ، كما ينبغي أن تهتم المصارف الاسلامية في البلد بتمويل البحث العلمي وتوطين التكنولوجيا ، وبالتعاون مع الجامعات