الطالبة:حوراء كفاح مجيد المشرف: م. د. ابراهيم خليل ابراهيم
تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة رسالة ماجستير في تخصص ادارة الاعمال للطالبة ( حوراء كفاح مجيد ) بأشراف م. د. ابراهيم خليل ابراهيم عن دراستها الموسومة (الدور الوسيط للتمكين النفسي في تعزيز تأثير العدالة التنظيمية في سلوك المواطنة التنظيمية بحث ميداني).
جاء هذا البحث ليسعى الى معرفة مستوى التمكين النفسي والعدالة التنظيمية وسلوك المواطنة التنظيمية في ديوان الرقابة المالية الاتحادي، ومعرفة علاقات التأثير فيما بينهم، فضلاً عن استكشاف دور التمكين النفسي بوصفه متغير وسيط، ومدى اسهامه في تعزيز تأثير العدالة التنظيمية في تشكيل سلوك المواطنة التنظيمية للموظفين في ديوان الرقابة المالية الاتحادي، والذي يُعد (الاخير) مؤسسة التدقيق العليا في العراق وله دور مهم وكبير في الحفاظ على المال العام، وأنه من المنظمات الفقيرة لدراسات تتعلق بالسلوك التنظيمي، ولكون الباحثة موظفة في هذا الديوان لذا تم أختياره ليكون مجتمعاً لهذا البحث.
ولغرض الاحاطة بالموضوع، فقد شمل هذا البحث أربعة فصول، إذ يتضمن الفصل الأول مبحثين، يتناول المبحث الاول منهجية البحث مركزاً على مشكلة البحث، أهمية البحث، أهداف البحث، حدود البحث، منهج البحث، الأنموذج الفرضي للبحث، فرضيات البحث، مجتمع وعينة البحث، أدوات البحث (أساليب جمع البيانات وألاساليب الاحصائية المستخدمة في التحليل) واختبار الصدق والثبات، في حين يعرض المبحث الثاني أهم الدراسات السابقة التي تتعلق بمتغيرات البحث ومناقشتها وذكر مجالات الاستفادة منها.
أما الفصل الثاني فيتضمن الجانب النظري للبحث من خلال ثلاثة مباحث، إذ يعرض المبحث الأول الأسس الفكرية للتمكين النفسي بالتركيز على مفهموم التمكين النفسي، أهميته، نظرياته، وابعاده، أما المبحث الثاني فيتضمن المضامين الفلسفية للعدالة التنظيمية بالتركيز على مفهوم العدالة التنظيمية، أهميتها، أبعادها وتأثيراتها، وأخيراً يتضمن المبحث الثالث البناء المفاهيمي لسلوك المواطنة التنظيمية بالتركيز على مفهوم سلوك المواطنة التنظيمية، أهميتها، نظرياتها وأبعادها.
أوضح الفصل الثالث، الجانب العملي للبحث من خلال مبحثين، إذ تضمن المبحث الأول عرض وتحليل نتائج إجابات عينة البحث عن فقرات الاستبانة. أما المبحث الثاني فقد أستعرض علاقات التأثير بين المتغيرات من خلال اختبار فرضيات التأثير المباشر وغير المباشر بين متغيرات البحث، وأخذ الفصل الرابع على عاتقه مهمة استعراض أهم الاستنتاجات التي توصلت اليها الباحثة بالاستناد الى نتائج البحث، وكذلك عرض مجموعة من التوصيات المقترحة والمتعلقة بموضوع البحث.
تتجسد معالم مشكلة البحث في تجسيد الطروحات الفكرية و الفلسفية للإفصاح عن العلاقة بين التمكين النفسي والعدالة التنظيمية وسلوك المواطنة التنظيمية في اطار واقعي للتحقق واختبار مدى انعكاس العدالة التنظيمية على سلوك المواطنة التنظيمية، اذا ما توفر مستوى معين من التمكين النفسي لدى الموظفين في ديوان الرقابة المالية الاتحادي، أذ تسعى المنظمات الى تبني سياسة التمكين في تعاملها مع الموارد البشرية العاملة فيها، عبر منح هذه الموارد صلاحيات في العمل، فضلاً عن الاستقلالية، الامر الذي يسهم في تحفيز الافراد لتحقيق اهداف المنظمة.
تنطلق أهمية البحث من أهمية المنظمة المبحوثة، إذ يعد ديوان الرقابة المالية الاتحادي أحد المنظمات ذات الشأن الكبير في العراق، والتي تتولى المهام الرقابية على المنظمات كافة، ولكون البحث يشتمل على علاقات بين متغيراتٍ ثلاثٍ غاية بالأهمية في مجال السلوك التنظيمي، هي التمكين النفسي، العدالة التنظيمية وسلوك المواطنة التنظيمية.
وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :
- تعد المتغيرات الثلاثة للبحث من الموضوعات التي حظيت بأهتمام واسع من لَدُن الكتّاب والباحثين في حقل السلوك التنظيمي لما لها من اثر كبير في ترسيخ الجوانب القيمية والادائية للعاملين في المنظمات.
- تباينت التعريفات التي جاءت بها الادبيات ذات الصلة لمتغيرات البحث الثلاثة، وذلك عائد الى اختلاف وتباين التوجهات الفلسفية للباحثين والكتّاب الذين كرّسوا نتاجاتهم الفكرية لهذه الموضوعات.
- خلال توزيع الاستبانة على موظفي ديوان الرقابة المالية الاتحادي (عينة البحث)، ومن خلال عمل الباحثة في المنظمة المذكورة، لوحظ ضعف المعرفة بمتغيرات البحث بشكل خاص، و بمادة السلوك التنظيمي بشكل عام.
- عبر اختبار الفا كرونباخ تبين أن أغلب فقرات الاستبانة والبالغة (48) فقرة كانت واضحة تماماً لعينة البحث وذات ثبات عالٍ ومتسقة داخلياً، نستنتج من ذلك وجود الثبات المطلوب لمقياس البحث.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث محموعة من التوصيات اهمها:
- نوصي ادارة ديوان الرقابة المالية الاتحادي بزيادة الوعي والمعرفة لدى الموظفين بأهمية متغيرات البحث الحالي (التمكين النفسي, العدالة التنظيمية وسلوك المواطنة التنظيمية) من خلال التدريب المستمر, كما نوصي بإدراج مادة السلوك التنظيمي في منهاج الدورات التي يُقيمها هذا الديوان لأغراض الترفيع أو لأغراض أخرى.
- بناءً على التوصية الاولى نوصي المنظمة المبحوثة بالتنسيق مع المؤسسات الاكاديمية المتخصصة ومكاتبها الاستشارية بغية تسليط الضوء على الاتجاهات الادارية المعاصرة, وبما يجعل منها فلسفة عمل دائمة.
- على القيادات الادارية في المنظمة المبحوثة ان تجعل من التمكين النفسي واحدا من اولوياتها من خلال:
- المحافظة على بعد الكفاية من قبل الافراد عينة البحث.
- تنشيط بعد المعنى بغية الارتقاء بقيمة العمل الذي يؤديه الموظفين.
- تعزيز بعد الاستقلالية من خلال اليات تعد لهذا الغرض.
- اعادة النظر بعلاقة الموظفين ومستوى تأثيرهم على بيئة اعمالهم , وبما يضمن الارتقاء بمستوى ذلك التاثير.
- تسليط الضوء على العدالة التنظيمية وعدها احد التوجهات الفلسفية لادارة المنظمة من خلال:
- تعزيز الاحساس لدى الموظفين بقوة العلاقة بين الرئيس و المرؤوس , الامر الذي يجسد الارتقاء بمستوى العدالة التفاعلية.
- التخفيف من حدة السياسات الروتينية ذات الصلة باتخاذ القرارات الامر الذي يعكس سبل التعامل على وفق العدالة الاجرائية.
- غرس الايمان في اذهان الموظفين بالعدالة في توزيع المكافآت والاجور بعيدا عن المحاباة او اعتماد معايير غير دقيقة , وبما يعزز ممارسة وتطبيق بعد العدالة التوزيعية.