الطالب: ماهر شريف حسين    المشرف : م. د. هالة حمد ماجود

 

تمت في كلية الادارة والاقتصاد- جامعة بغداد، مناقشة بحث الدبلوم العالي في تخصص ادارة البلديات للطالب( ماهر شريف حسين ) بأشراف م. د. هالة حمد ماجود عن بحثه الموسوم (دور عوامل النجاح الحرجة في عمليات ادارة المشروع لمديرية بلدية كربلاء المقدسة  ).

 

يهدف هذا البحث الى بيان دور عوامل النجاح الحرجة في نجاح عمليات ادارة المشروعات في مديرية بلدية كربلاء المقدسة, اذ تتركز المشكلة في تحديد اهم الاسباب والعوامل الاساس التي ادت الى تلكأ المشروعات بشكل عام, وماهي الطرائق اللازمة تحديد هذه العوامل, فضلا عن معرفة طبيعة التعامل معها والسيطرة عليها من قبل ادارة المشروع او الادارة العليا في البلدية, ويرجع ذلك للأهمية الكبيرة التي تحتلها المشروعات البلدية في تقديم الخدمات للمواطنين, اذ انه من الضروري جدا ان يتم تنفيذ هذه المشروعات في الوقت المحدد والكلفة المقرة والجودة المطلوبة, اذ تعد هذه العوامل بمثابة محددات ترغب الدوائر والمنظمات في تنفيذ مشروعاتها من خلالها, وتعد كذلك بمثابة مؤشر اساس في نجاح المشروعات, وان المشروعات التي تنفذها البلدية هي بالحقيقة ذات تأثيرات استراتيجية على مدينة كربلاء المقدسة ومستوى النهوض بالواقع الخدمي والاقتصادي والسياحي والاجتماعي لها, كونها مدينة تشتهر بالسياحة الدينية, وانها تشهد توافد ملايين الزائرين اليها بشكل مستمر من داخل البلد ومن خارجه, فضلا عن ما تشكله هذه المشروعات من عبء مالي ضخم على مستوى تخصيصات في الموازنة العامة للمدينة, ونظرا لهذه الاسباب تم اختيار قطاع مشروعات البلدية كونه احد القطاعات الحيوية والمهمة جدا والتي تلعب دورا كبيرا في النهوض بواقع البنية التحية في عموم مدن العراق ولا سيما في ظل الاوضاع الحالية التي يمر البلد, ويختص هذا البحث في مجموعة من المشروعات المنفذة والتي تقوم مديرية بلدية كربلاء المقدسة بتنفيذها او الاشراف عليها كميدان للدراسة من اجل الوقوف على واقع عمليات ادارة المشروعات الخدمية ومعرفة مدى تأثرها بعوامل النجاح الحرجة, وقام الباحث باختيار عدد من المشروعات المنفذة في مدينة كربلاء المقدسة والتي تم انجازها والبعض منها ما زال قيد التنفيذ لغاية الان خلال الاعوام(2010– 2014), كما قام الباحث بأجراء العديد من المقابلات الشخصية مع الخبراء اللذين يمثلون عينة البحث للحصول على المعلومات اللازمة للدراسة كونهم يمثلون بشكل اساس مديري فرق المشروعات المنفذة اعلاه وكذلك اعضاء ضمن هذه الفرق, وشملت عينة البحث (100) من مهندسين وفنيين والمعنيين بعمليات التنفيذ, اذ تم تصميم استبانة تتضمن عوامل النجاح الحرجة التي تضم (رسالة المشروع, دعم الادارة العليا, جدولة المشروع, استشارة المستفيد, الموارد البشرية, المهام التقنية, قبول الزبون, الرصد والمراقبة, الاتصالات, رصد المشاكل وحلها, مدير المشروع, العجالة والالحاح, الاحداث البيئية) ومتغيراتها, ومدى تأثيرها في عمليات ادارة المشروعات وهي (عملية التصور, وعملية التخطيط, وعملية التنفيذ, وعملية الرصد والمراقبة, وعملية الاغلاق) ومتغيراتها, وتضمن الاستبانة (66) فقرة لعوامل النجاح الحرجة ومتغيراتها, و(30) فقرة لعمليات ادارة المشروعات ومتغيراتها, وتم استخدام مقياس ليكرت الخماسي للقياس, كما تم الاعتماد على البرنامج الاحصائي (SPSS) في ادخال

أ

البيانات واستخراج النتائج وحساب الوسط الحسابي والانحراف المعياري وعلاقات الارتباط والانحدار بين عوامل النجاح الحرجة وعمليات ادارة المشروعات, وتوصل الباحث الى مجموعة من الاستنتاجات على مستوى البحث النظري وكذلك من خلال النتائج العملية, ومن هذه الاستنتاجات:

من خلال استعراض ادبيات عوامل النجاح الحرجة منذ تحديدها ولغاية الان وجد بانه يوجد اهتمام متزايد من قبل الباحثين والمولفين في البحث اكثر بتحديد جميع العوامل المؤثرة في المشروعات, وكذلك فان المنظمات والدوائر التي تقوم بتنفيذ المشروعات اهتمت بشكل كبير بضرورة تحديد عوامل النجاح الحرجة اللازمة للانجاز ضمن نطاق الكلفة والجودة والوقت, اذ كانت عوامل النجاح في بداية تحديدها متكونة من خمسة عوامل ومن ثم تطورت الى سبعة وانتهى الحال الان الى تحديد اكثر من (70) عاملا” حرج للنجاح

  1. لكل مشروع ظروفه الخاصة به, تختلف عن بقية المشروعات الاخرى, كون البيئة التي يعمل فيها المشروع تختلف عن بيئة المشروعات الاخرى, وبالتالي فان لكل مشروع عوامل نجاح حرجة ومعايير نجاح خاصة به, والتي يجب على ادارة المشروع او الادارة العليا تحديدها وتوضيحها لفريق المشروع, كما انه توجد عوامل حرجة خاصة بمديري المشروعات انفسهم وبقريق المشروع والادارة العليا كذلك.
  2. من خلال ما تم استعراضه من ادبيات للباحثين والمؤلفين واطاريح علمية وجد بانه توجد عوامل حرجة اساسية يجب الاهتمام بها اكثر من غيرها من العوامل الاخرى, وهي (رسالة المشروع, دعم الادارة العليا, جدولة المشروع, قبول المستفيد, الموارد البشرية, استشارة المستفيد, الاتصالات, الرصد والمراقبة, رصد المشاكل وحلها, المهام التقنية), وهذه العوامل هي التي تم الاعتماد عليها في الجانب النظري من البحث بعد اضافة الباحث ثلاثة عوامل اخرى وجد انها ضرورية هي (مدير المشروع, الالحاح والعجالة, الاحداث البيئية) من خلال استعمالها مع متغيراتها الفرعية لتصميم الاستبانة الخاصة بهذا البحث .
  3. يلاحظ الاهتمام الكبير بالمعايير الخاصة بالنجاح للمشروعات وطرائق قياسها, كونها تمثل الاطار العام الذي يجب على المنظمات الالتزام بها, وتمثل المدخل الرئيس لقياس النجاح للمشروع من عدمه.

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث مجموعة من التوصيات :

. ضرورة اهتمام الادارة العليا ومديروا المشروعات بتحديد وتشخيص عوامل النجاح الحرجة, لما لها من تاثير ايجابي كبير في نجاح عمليات ادارة المشروعات, وانجاز المشروعات ضمن الكلفة والوقت والجودة المطلوبة, وتوضيحها لجميع العاملين في فريق المشروع, وتحديد العوامل الخاصة لكل عملية من عمليات ادارة المشروع لغرض متابعتها باستمرار.

  1. مراعاة الادارة العليا ومديري المشروعات لخصائص البيئة التي يعمل فيها المشروع, وتحليلها بشكل واقعي لغرض تحديد نقاط القوة وبنائها وتحديد نقاط الضعف وتصحيحهاعلى مستوى البيئة الداخلية للبلدية, وللاستفادة القصوى من الفرص الموجودة حول المشروع وانتهازها وتجنب المعوقات والمشكلات والتهديدات والتحديات التي تعترض انجاز المشروع والتي لا يمكن التكهن بوقوعها خلال عملية التصور والتخطيط.
  2. ضرورة اهتمام الادارة العليا ومديرو المشروعات وفرقهم بالمعايير الخاصة بنجاح المشروعات, واستعمال الطرائق الحديثة لقياس مدى تطبيقها وملائمتها للمشروع الذي تقوم بتنفيذه, ومتابعة مدى تطبيقها والالتزام بها من قبل مدير المشروع وفريقه وحتى الادارة العليا في التنفيذ .
  3. ضرورة وجود اتصال منسق ومتكامل بين مجموعات ادارة المشروعات الخمسة (التصور, التخطيط, التنفيذ, الرصد والمراقبة, الاغلاق), لتبادل المعلومات والبيانات بينهم, ولغرض الاستفادة من التغذية العكسية لعمليات المراقبة والرصد خلال عمليات التنفيذ, لغرض اتخاذ الاجراءات التصحيحية في الوقت المناسب من قبل مجموعة عملية التنفيذ او التخطيط وباقل ضرر ممكن.

 

Comments are disabled.