الطالبة:  نورا بهاء فاضل      المشرف: أ.م. د. نسرين جاسم محمد

 

تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ،  مناقشة رسالة ماجستير  في تخصص الادارة العامة  للطالبة  ( نورا بهاء فاضل ) بأشراف أ.م. د. نسرين جاسم محمد  عن دراستها الموسومة (دور المشاركة بالمعرفة في تحقيق التفوق التنظيمي).

لقد اعتنت الاواسط الاقتصادية من حكومات ومراكز بحوث ومنظمات في موضوع المشاركة بالمعرفة ,إذ نلاحظ ان العالم اليوم يتصف بانه عالم المعارف نتيجة لزيادة حدوث التغيرات الديناميكية في البيئة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية والتي تؤثر بطبيعة الحال في واقع المنظمات الإدارية وتهدد بقاءها واستمرارها, وإن هذه التغيرات قد تحدث بشكل مفاجئ مما يؤدي إلى وضع المنظمة في حالة أزموية تشير إلى وجود خلل غير طبيعي, وفي هذه الحالة يستلزم من قيادة المنظمة أن تشجع على مشاركة المعرفة بين الموظفين بصورة ناجحة عبر مواكبة وممارسة أساليب حديثة لمواجهة الأزمات وتجنب آثارها السلبية والحفاظ على وجود وبقاء المنظمة, ويتوقف هذا الدور الفعال للقيادة داخل المنظمة من خلال الاعتماد على اسلوب المشاركة التي تعد من الاساليب التي تحقق تنمية اقتصادية.

ونظرا للتغيرات التي يشهدها اقتصاد المعرفة اصبحت الكفاءات البشرية تشكل أهم مصادر بناء الميزة التنافسية ,وذلك بسبب الدور الاستراتيجي الذي تلعبه في خلق القيمة المضافة و قدرتها في تحقيق التفوق التنظيمي الذي اصبح تحدي كبيرا للمنظمات ،فضلا عن الهدف الرئيس وهو زيادة قوة المنافسة بين المنظمات ، وزيادة التعقيد البيئي مما جعل المنظمات الحديثة تمتد لرؤية التفوق والعمل على تقييم جميع الفرص والموارد المتاحة ، من أجل رعاية الكمال في الأداء ، والوصول إلى التفوق المرغوب .

وتنحصر مشكلة البحث في التعرف على دور المشاركة بالمعرفة في تحقيق التفوق التنظيمي, حيث ان معظم المنظمات اليوم لم تستفد من المعرفة سواء كانت على شكل حدس ام خبرات ام مهارات ام تفكير, التي تؤدي الى رفع مستوى العاملين من خلال العمل الجماعي والمشاركة بالمعرفة والأفكار والمعلومات, ومن هذه المنظمات هي ديوان وزارة المالية ,اذ ان الباحثة من خلال معايشتها بوصفها احد منتسبيها اكتشفت وجود ضعف في جانب الاستفادة بالمعرفة ومشاركتها لتحقيق التفوق التنظيمي وانجاح المنظمة.

و يهدف البحث الى التعرف على مدى مشاركة العاملين للمعرفة والقدرة على تبادلها مع الزملاء في العمل, وتحليل العلاقة بين المشاركة بالمعرفة ودورها في تحقيق التفوق التنظيمي في المنظمات المبحوثة. وهناك عدة اهداف رئيسية وهي ما يأتي :

  1. تحديد مستوى التشارك المعرفي في المنظمة المبحوثة.
  2. تحديد مستوى التفوق التنظيمي .في المنظمة المبحوثة.
  3. تشخيص وتحليل علاقة الارتباط بين المتغيرين.
  4. بيان مدى تأثير التشارك المعرفي في التفوق التنظيمي.
  5. اعطاء الاهمية لمتغيرات البحث من اجل بيان مدى قدرة هذه المتغيرات في تحقيق التفوق التنظيمي.

 

وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :

  • وجد بأن هناك مستويات جيدة من التفوق التنظيمي, وهذا بدوره يعد مؤشراً مهماً على أن المنظمة على علم بمدى اهمية تحقيق التفوق التنظيمي للمنظمة , اما فيما يخص الابعاد فقد جاءت النتائج كالاتي:
  • تبين أن المنظمة المبحوثة تمكنت من التأثير في فرص التفوق التنظيمي من خلال التشجيع على الابتكار وما له من اهمية في احداث المزيد من التغيرات والتطورات في اساليب العمل وذلك من خلال الاطلاع على الاساليب الابداعية لتلبية احتياجات المنظمة.
  • ظهر ان ادارة المنظمة تركز على تحقيق الجودة وانجاز الاعمال بكفاءة عالية, والعمل على استخدام اساليب حديثة تساعد على تحقيق الاهداف وبتفوق.
  • نلاحظ ان المنظمة تسعى الى اتخاذ القرارات بفاعلية عالية التي بدورها تحقيق النجاح للمنظمة.
  • إن التمتع في مساعدة الاخرين يؤكد أن مشاركة المعرفة مع الزملاء يؤدي الى الشعور بالاستمتاع والرضا لدى الافراد,  لكن بالمقابل غياب الدافع التطوعي لدى الافراد من اجل المشاركة بالمعرفة أي ان الافراد يعتمدون على التعليمات الصادرة من ادارة المنظمة والعمل في ضوئها.
  • أما بالنسبة للكفاءة الذاتية فقد تبين بأن المنظمة تشجع على العمل الكفوء في سبيل توفير المعرفة الضرورية من أجل انجاز الاهداف المرجوة, الا ان هناك عدم المام عدد من الموظفين بأعمال المنظمة وهذا بدوره يعتبر مؤثر سلبي في المنظمة.
  • يبين بعد ادارة الدعم على أن المنظمة المبحوثة تشجع الافراد على مشاركة المعرفة فيما بينهم وذلك لأنها على دراية بأن تبادل المعلومات والمعارف بين الافراد ينعكس على مدى قدرتها في تحقيق كافة الاهداف سواء كانت على مستوى المنظمة ام على مستوى الافراد, لكن هناك بعض القصور في توفير معظم وسائل الدعم التي بدورها تساعد على توفير الموارد وحل المشاكل التي تواجهها لضمان التنفيذ الفعال.

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث مجموعة من التوصيات اهمها :

  • زيادة اهتمام الادارة العليا بالأساليب الابداعية وتشجيع الابتكار لما له الدور الكبير في نمو وتطوير المنظمة, وذلك من خلال البحث عن كافة  الفرص الجديدة واستثمارها.
  • زيادة الاهتمام بمفهوم الكفاءة وذلك لكونها احد الابعاد الاساسية للتفوق التنظيمي من خلال القيام بدورات تدريبية بشكل دوري تعمل على اخضاع القيادات العليا الى اختبارات واقعية وميدانية هذا بدوره ينمي قدراتهم ويجعلهم اكثر قدرة على مواجهة متطلبات البيئة.
  • الاستثمار في العلاقة التفاعلية بين المشاركة بالمعرفة والتفوق التنظيمي من خلال اهتمام المنظمة في تحقيق الفاعلية من اجل الوصول الى مستويات اعلى من التفوق التنظيمي.
  • على المنظمة تسهل عملية التشارك بين الافراد من خلال منحهم حرية الرأي والتعبير والتقليل من الاوامر والتعليمات لكي تخلق حافز المشاركة بشكل طوعي من قبل الافراد العاملين وليس مجرد تنفيذ قرارات صادرة وموجهه اليهم.
  • وضع المعايير الازمة التي في ضوئها يتم تقييم الاشخاص الاكثر معرفة عن غيرهم من خلال مدى قدرتهم على التحكم في كافة المواقف التي تواجههم.

 

 

 

Comments are disabled.