الطالب: مجيد حميد طاهر      المشرف: أ.م.د. هديل كاظم سعيد

 

تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ،  مناقشة اطروحة دكتوراه في تخصص الادارة العامة  للطالب  ( مجيد حميد طاهر  ) بأشراف أ.م. د. هديل كاظم سعيد عن دراسته الموسومة (العلاقة بين القدرات الديناميكية و المرونة الاستراتيجية و انعكاسها على فاعلية اتخاذ القرار).

سعى الفكر الاداري و خاصة بعد فترة التسعينيات الى تبني مواضيع أكثر حيوية و فائدة للمنظمات و منها (القدرات الديناميكية و المرونة الاستراتيجية) التي كانت منسجمة مع ضروريات البيئة الحالية, فالقدرات الديناميكية غيرت التوجه الاستراتيجي من حيث الاهتمام بالبيئة الخارجية الى الاهتمام ايضا بالبيئة الداخلية منطلقا عبر دراسة Teece, 1997)) بسؤاله ” ما الذي يميز اداء المنظمات عن المنظمات الاخرى, وما هو الشيء الذي يجعل النجاح مستمرا”. فالقدرات الديناميكية همها الاول نقل المنظمة في اجراءاتها من اجراءات إستاتيكية ثابتة الى اجراءات ديناميكية متغيرة وفقا للموقف التنظيمي. اما المرونة الاستراتيجية فقد كانت الحل الاكثر نجاحا للعديد من المنظمات العامة و الخاصة في تحقيق اهدافها, بصورة اكثر واقعية عبر تفاعلها و استباقها للمتغيرات البيئية. وترى العديد من الدراسات أن تفاعل هذين المتغيرين (القدرات الديناميكية و المرونة الاستراتيجية) مع بعض سينعكس بصورة ايجابية على تحقيق فاعلية اتخاذ القرارات. و أنطلاقا مما ذكر أنفا فقد ارتأى الباحث الى أن يركز على (القدرات الديناميكية, المرونة الاستراتيجية, فاعلية اتخاذ القرار) لتكون ميداناً لهذا البحث مركزا على فجوتين هي الفجوة المعرفية و الفجوة الميدانية, “الفجوة المعرفية” هي من الناحية النظرية لمتغيرات البحث فعند النظرة اليها من الوهلة الاولى قد نجدها أنها مفاهيم متداخلة ومتشابهة و لكن الجوهر العلمي للمتغيرات يؤكد على غير ذلك, (فالقدرات الديناميكية) الى الأن تعد للبعض كصندوق اسود لا تعرف ملامحه او وسائل قياسه, الى جانب التساؤل هل أن القدرات الديناميكية مكلفة ام لا و هل نجدها في البيئات المضطربة فقط ام في البيئات العادية ايضا. اما (المرونة الاستراتيجية) فأن هذا المتغير حظي باهتمام كبير خلال الفترة الاخيرة و هو المطلب الاساسي للمنظمات, و لكن بالوقت نفسه هناك مشكلة حول مفهوم المرونة الاستراتيجية و الغموض و التداخل مع مفهوم المرونة و كذلك بكيفية قياسها وهل التركيز يكون على مرونة الأنتاج او مرونة الاجراءات, لتكون هذه التساؤلات هي المعضلة الفكرية لمتغير (المرونة الاستراتيجية) اما المتغير التابع (فاعلية اتخاذ القرار) الذي يعد احد المفاهيم الكلاسيكية الاساسية في الإدارة بل هو الإدارة نفسها ويتوقف عليه مدى استمرار المنظمة و مدى نجاحها من فشله, لذا أن معرفة الجوانب الفلسفية لفاعلية اتخاذ القرار و ما هي النظريات التي تستطيع أن تواكب الوضع الحالي الديناميكي و ما هي اهم المعوقات الفلسفية من تحقيق فاعلية اتخاذ القرار, ستكون التساؤلات للمعضلة الفكرية (لاتخاذ القرار). و ايضا لا بد من الاجابة على طبيعة العلاقة التي تربط بين المصطلحات (القدرات الديناميكية و المرونة الاستراتيجية و فاعلية اتخاذ القرار) و ما هي أسباب الجدل الفكري الحاصل ضمن الحقل الاداري حول متغيرات البحث.  لذا اصبح لدينا أنموذجاً فرضياً نحاول أن نبين فيه اهم المتغيرات المؤثرة و الفاعلة على المنظمات العامة خاصة عبر العلاقة بين (القدرات الديناميكية و المرونة الاستراتيجية) وما هي أنعكاس العلاقة على فاعلية اتخاذ القرارات.

يكتسب البحث الحالي أهميته من أهمية الموضوعات التي تناولها باعتبارها ظواهر إدارية معاصرة و مهمة في الوقت نفسه:

الاهمية العلمية :

  1. يعرض البحث جدليات فكرية و فلسفية تتعلق بالمتغيرات الثلاثة المستهدفة للبحث و هي القدرات الديناميكية و المرونة الاستراتيجية و فاعلية اتخاذ القرار و التي لم تتناولها الدراسات السابقة عبر الربط المباشر بينها حسب اطلاع الباحث.
  2. يمثل هذا البحث اضافة متواضعة للمكتبة العراقية في مجال القدرات الديناميكية و المرونة الاستراتيجية و فاعلية اتخاذ القرار و عن ابرز مساهمات الباحثين في هذه المجالات, الى جانب تعريف الوزارة المبحوثة بالجانب المعرفي لقيمة هذه المتغيرات في تأثيرها على فاعلية اتخاذ القرارات اجمالا.
  3. جمع هذا البحث ما بين حقل الإدارة الاستراتيجية و السلوك التنظيمي لتظهر لنا توليفة لهذه المواضيع المهمة.

الاهمية العملية:

  1. يعد البحث الحالي مساهمة علمية و تطبيقية للوقوف على مستوى تأثير متغيرات البحث (القدرات الديناميكية و المرونة الاستراتيجية) في فاعلية القرارات المتخذة في وزارة الصحة.
  2. تبرز أهمية البحث الميدانية في اختياره القطاع الصحي الذي يعد من القطاعات المهمة في البلد بوصفها تقدم خدمات ذات قيمة اجتماعية مهمة للمواطنين. وكذلك دورها في تأهيل مجتمع خالي من الاصابات والأمراض. مع تقديم بعض الحلول للمشاكل التي تعاني منها وزارة الصحة عبر تحليل و تفسير البيانات بمجموعة متنوعة من الوسائل الاحصائية.
  3. كما تكمن أهمية هذا البحث في محاولته لتوفير قاعدة معلومات يمكن توظيفها في وزارة الصحة من أجل مواجهة المتغيرات الحالية و المستقبلية، ولتحديث أساليبها في العمل، بما يضمن ابرازها للقدرات الديناميكية و تميزها بالمرونة الاستراتيجية التي تساهم بتحقيق النجاح على فاعلية اتخاذ القرارات.

وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من التوصيات اهمها :

اظهرت النتائج بوجود تراجع في مستويات القدرة على الاستشعار, على الرغم من المحاولات العديدة التي تقوم بها وزارة الصحة من خلال البحوث و الاستطلاعات العديدة, لكن مع وجود حلقة مفقودة في هذه الاجراءات فقد افقدها عنصر الفاعلية, وهي (الإدارة الصحيحة) و الاهتمام الفعلي و ليس الشكلي بقدرة الاستشعار, اذ اغلب الاموال و الجهود تبذل و في النهاية لا يتم تفعيل النتائج بصورة صحيحة.

2- يلاحظ  ايضا تراجع في قدرة الاستشعار من خلال الاهمال في مستويات الاهتمام للمواطنين (المرضى) من قبل وزارة الصحة اذ لم نجد اليه واضحة لمراجعة اراء و ردود افعال المرضى حول الخدمات التي تقدم لهم من قبل الوزارة و هل هي جيدة ام لا. و من ثم فإن هذا الأهمال بالمواطن (المريض), سيخلق فجوة كبيرة ما بين الوزارة و المواطن الذي تقدم له الخدمة. خاصة اذا ما علمنا ان المؤسسات العامة وجدت لخدمة المواطنين و عند القصور في هذه الخدمة فهذا دليل واضح على عدم تحقيق اهدافها الريئسية في اداء واجباتها.

3- أكدت النتائج ان وزارة الصحة لديها القدرة التعلم, و لكنها بالوقت نفسه ليست بمستوى الطموح و تلبي متطلبات وزارة كبيرة و مهمة مثل وزارة الصحة, اذ لاحظ الباحث ان الوزارة تهتم بالجانب الروتيني للتعلم وليس الجانب الفني, أي ترتكز على الدورات الحتمية الضرورية لترقية الموظف و كذلك على دورات لا تلبي المشكلة الحقيقية و الحاجة التدريبية الفعلية له,  و الدليل على ذلك هناك ما يقارب من نصف المسؤولين في الإدارة العليا داخل الوزارة ليس لديهم دورات تدريبية في مواضيع ضرورية جدا لهذا المنصب الوظيفي كدورات (اتخاذ القرار , إدارة الازمات, التخطيط الاستراتيجي) على الرغم من الخدمة الطويلة التي يتمتعون بها. ونتيجة لذلك نجد ان اغلب القرارات التي يتم اتخاذها من قبل هذه الإدارة تكون فاقدة للحس الاداري الصحيح, اذ اغلب الخبرات الموجودة لديهم تم اكتسابها من الادارات السابقة التي عملوا معها, و من ثم سوف يكررون ما تم ممارسته سابقاً و من دون تحليل او دراية ان ما تم ممارسته سابقاً من الادارات الماضية كان صحيحا ام لا.

 

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث مجموعة من التوصيات اهمها :

– زيادة وتوسيع الاهتمام بمتغيرات البحث من خلال تثقيف القيادات العليا في الوزارة و الموظفين بكل ما يتعلق بــــــ (القدرات الديناميكية و المرونة الاستراتيجية و فاعلية اتخاذ القرار) وطبيعة الواقع الفعلي لهذه المتغيرات  داخل الوزارة, عبر مؤتمرات او ندوات تفتح فيها باب الحوار لبيان اهم المعوقات المؤثرة على هذه المتغيرات, مع إستضافة اصحاب القرار و أساتذة الجامعات لاتخاذ القرارات و أبداء الملاحظات.

2- نتيجة الضعف الواضح في القدرة على الأستشعار ينبغي أن تكون لدى الوزارة قسم أو شعبة خاصة بعملية (الاستشعار البيئي), تكون مهمة هذه الوحدة بالتعاون مع وحدة البحوث, استشعار و رصد المتغيرات البيئة (الاقتصادية, السياسية, الاجتماعية, التكنولوجية, القانونية, الديمغرافية)

 

3- الأهتمام الفعلي بالمرضى المراجعين للوزارة و المستشفيات من خلال استحداث شعبة إدارة علاقات المرضى بهدف وضع الأسس العامة لمعالجة شكاوى المرضى و  وضع الحلول المناسبة لها, إلى جانب متابعة تنفيذ آليات العمل والتعليمات التي تكفل حقوق المرضى بالإضافة إلى تثقيفهم بحقوقهم و واجباتهم

 

 

 

 

Comments are disabled.