الطالب : رائد محمد علوان     المشرف : أ.د. ثائر محمود رشيد

 

تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة بحث الدبلوم العالي في تخصص الادارة المحلية  للطالب ( رائد محمد علوان ) بأشراف أ.د. ثائر محمود رشيد عن بحثة الموسوم ( تحليل الاستدامة التنموية عبر المؤشرات الصحية على ضوء الانفاق الحكومي لقطاع الصحة في محافظة كربلاء بعد عام 2003 ).

طالما عانى الجانب الصحي في العراق من قصور انسجاماً مع مدة العقوبات الاقتصادية والدولية والتي كان يؤمل بعد مدة 2003 ان تتجه الدولة من خلال تخصيصاتها الاستثمارية في توفير متطلبات بناء قطاع صحي يضمن استدامة في جوانب تتعلق بالتنمية البشرية في ظل ما تعرض له العراق من تحديات ومشاكل اهمها حالة الحروب وتدهور البيئة والفقر والبطالة , وتعرض الموارد البشرية من اضرار بشرية من مثل حالات ( العوق , والتشوهات الخلقية و الامراض المزمنة …. الخ ) وتحديات داخلية ونقاط ضعف عدة في ظل الوفرة المالية طوال المدة الماضية.

ويهدف البحث الى تحليل الاستدامة التنموية عبر المؤشرات الصحية في ضوء الانفاق الحكومي للقطاع الصحي في محافظة كربلاء بعد العام 2003 , انطلاقا من مشكلة يعاني منها معظم سكان محافظة كربلاء وهي قلة الخدمات الصحية المقدمة او ليس بالمستوى المطلوب, اذ سوء توزيع في الكادر الطبي والتمريضي المخصص للقطاع الصحي وقلة المستشفيات والمراكز التخصصية , ونلاحظ ان جزءاً كبيراً من هذا الانفاق يذهب الى المصروفات التشغيلية والرواتب وليس للاستثمار لبناء المستشفيات وشراء الاجهزة والمستلزمات الطبية الضرورية , وان فرضية البحث تتلخص في وجود انفاق حكومي للقطاع الصحة في محافظة كربلاء الا انه دون الطموح ، ويتمثل ذلك في ضعف مؤشرات الوضع الصحي العام في محافظة كربلاء , اذ تضمن البحث تحليل بعض المؤشرات الصحية الرئيسية , والتي تعكس واقع الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين في محافظة كربلاء المقدسة , ومن اهم هذه المؤشرات هي ( مؤشر الحوادث الحياتية , ومؤشر الرعاية الصحية , ومؤشر الموارد البشرية ) , فضلاً عن تحليل موازنة القطاع الصحي في محافظة كربلاء ونصيب الفرد منها, وكذلك تحليل البيئة الداخلية والخارجية لموارد القطاع الصحي , واقتراح استراتيجية للنهوض بتلك الموارد واستغلالها بالشكل الامثل من اجل الوصول الى الاستدامة في تقديم الخدمات الصحية , وان اهم استنتاجات توصل اليها الباحث هي :

  • التنمية المستدامة هي خطة لتحقيق مستقبل افضل واكثر استدامة للجميع رغم وجود التحديات التي تعيق عملية التقدم وكذلك تعد مقياس للتقدم اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً.
  • تعد التنمية البشرية تطوير لقدرات ومهارات الافراد حتى تمكنه من الوصول الى الارتقاء بمستوى مرتفع من الانتاج والدخل وذلك من خلال تهيئة بيئة صحية, ويتحقق ذلك من خلال تقديم خدمات صحية اساسية يحتاجها الفرد وذات جودة عالية لكل مرحلة من مراحل حياته .
  • ان المؤشرات الصحية هي المعيار لقياس جودة وكفاءة الخدمات الصحية وهي تمثل الواقع الصحي بلغة الارقام , وتعد المؤشرات الصحية المعتمدة في العراق من مؤشرات الصحة العالمية .
  • ارتفاع ملحوظ في معدلات الوفيات خلال المدة نتيجة ضعف الوضع الامني وكذلك تطوع عدد كبير من ابناء المحافظة من اجل تحرير المناطق المحتلة من قبل العصابات الارهابية فضلاً عن حدوث الازمة المالية التي اثرت سلبياً في جودة الخدمات العلاجية والوقائية وكذلك قلة الادوية والمستلزمات الطبية .
  • ارتفاع معدل اشغال الاسرة في المستشفيات الحكومية فضلاً عن ارتفاع اعداد المرضى الراقدين فيها خلال المدة , هذا بسبب الاوضاع الامنية التي شهدتها المحافظة وكذلك تخصيص جناح خاص لجرحى العمليات العسكرية .

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث مجموعة من التوصيات اهمها :

  • وضع خطة استراتيجية تستهدف الوصول الى المؤشرات الصحية العالمية في تقديم الخدمات الصحية .
  • السعي الى انشاء مستشفيات عامة وتخصصية كي تتناسب مع اعداد السكان المتزايدة في المحافظة والاخذ بالحسبان الاعداد الوفيرة من الوافدين للمحافظة , وتقديم افضل الخدمات الصحية , وتفعيل دور التعاون والتنسيق بين القطاع العام والقطاع الخاص من اجل تبادل الخبرات وتفادي المشاكل والتحديات التي تواجه القطاع الصحي بشكل عام في المحافظة, اذ ان العدد الحالي للمستشفيات الحكومية في محافظة كربلاء هو (8) هذا يعد غير كافي لتغطية الخدمات الصحية على مستوى محافظة كربلاء واستيعابها لأعداد السكان المتزايدة , اذ ان فتح مستشفى جديد يحتاج الى (100,000) نسمة من السكان , واذا قارنا عدد السكان مع عدد المستشفيات الحكومية لمحافظة كربلاء لسنة 2016 نجد ان عدد السكان بلغ (1210568) , لذا تحتاج محافظة كربلاء الى انشاء (12) مستشفى حكومي على الاقل , والاخذ بنظر الاعتبار الى الزيادة المتوقعة للسكان خلال السنوات القادمة لذا لابد من التوسع في انشاء المستشفيات لتغطي اعداد السكان ومن اجل تحقيق الاستدامة للقطاع الصحي في محافظة كربلاء .
  • الحد من حالات الاصابة بالامراض الانتقالية من خلال نشر الوعي الصحي بين الناس عن طريق وسائل الاعلام المرئية والسمعية وتوفير اللقاحات وغيرها من الاساليب التي تحد من انتشار الامراض الانتقالية .
  • تقديم الخدمات الصحية وفق الأخلاقيات الطبية والسلوك المهني للملاك الطبي والصحي لتعزيز صورة المهنة الطبية في المجتمع.

 

 

Comments are disabled.