الطالب : أنور صبحي محمد المشرف : أ.م.د. نغم يوسف عبد الرضا
تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير في تخصص الادارة الصناعية للطالب ( انور صبحي محمد ) عن دراسته الموسومة ” الموائمة بين الاستراتيجيات المثلى لتخطيط الطاقة الانتاجية والتخطيط الاجمالي باستعمال المحاكاة في ظل الطلب الضبابي “.
نظراً لأهمية المعرفة في عملية تخطيط الطاقة والتخطيط الإجمالي للإنتاج ومكانتهما في الديمومة والارتقاء بحياة الشركات الصناعية في ظل ما تعيشه هذه الشركات من ظروف بيئية ديناميكية ومعقدة يسودها ضبابية عالية في الطلب، فضلاً عن معالجة متطلبات تخطيط الطاقة والتخطيط الإجمالي كمناطق منفصلة في كثير من الدراسات والبحوث السابقة مع أنهما ترتبطان أرتباطاً وثيقاً في معظم بيئات الإنتاج، لذلك سعى الباحث لتناول ودراسة هذه الموضوعات، أذ يمكن تقسيم تخطيط الإنتاج إلى ثلاثة مستويات هو تخطيط الطاقة والتخطيط الإجمالي والجدولة (الاستراتيجي والتكتيكي والتفصيلي)، ويعد تخطيط الإنتاج جزءاً حيوياً من التصنيع وبمثابة مفهوم شامل للتعامل مع الطاقة الإنتاجية، فضلاً عن ذلك يُنظر إليه على أنه مصطلح شامل لجميع قضايا الطاقة من التخطيط الاستراتيجي إلى التخطيط الإجمالي الى الجدولة اليومية ويشمل كل شيء من الاستراتيجيات والتصاميم إلى الخطط والتنفيذ، فعند الاستمرار في عملية تخطيط الطاقة يتم أستعمال التخطيط الأجمالي بشكل شائع لربط تخطيط الطاقة الاستراتيجي طويل المدى بالتخطيط المتوسط المدى من خلال إنشاء خطة أجمالية لإعطاء نظرة على الطاقة المطلوبة، والتي هي الأساس للخطة الرئيسة، وعند الاقتراب من بداية التصنيع تكون السيطرة على الطاقة ذات أهمية أذ يكون التركيز على إدارة الطاقة المتاحة لضمان تنفيذ الخطط لتلبية طلب الزبائن.
أذ تعد عملية تخطيط الطاقة الأنتاجية عنصراً مهماً في نجاح التخطيط الإجمالي للإنتاج في ظل الطلب الضبابي، وينبغي النظر الى هذه المتغيرات كافة بشكل كلي من خلال أنموذج متكامل لغرض تخفيض كلفة التشغيل وكلفة الطاقة، مما يجعل التخطيط للطاقة والإنتاج عملية صعبة من الناحية التطبيقية كونه يرتبط بتكاليف مختلفة تسعى الشركة الى تخفيضها الى أدنى حد، وهنا تظهر صعوبة أخرى في تحديد أنموذج الكلفة المناسب لاختيار السياسة المثلى لتخطيط الطاقة والتخطيط الإجمالي عندما تكون الطلبات على المنتجات تمتاز بالضبابية، مع العرض أن معظم نماذج التخطيط الإجمالي للإنتاج الذي أطلع عليها الباحث وعلى حد علمه تفترض أن الطاقة الإنتاجية تستمر دون تغيير، ونادراً ما تهتم بمسائل تخطيط الطاقة في الوقت الذي أصبح التغيير في الطاقة وارداً ولاسيما في ظل التغيرات الكبيرة الذي تحدث في نظم الأنتاج وفي الطلب مما يؤدي الى مشكلة تعديل الطاقة.
سعى البحث الى حل مشكلة القصور في التكامل بين تخطيط الطاقة الإنتاجية والتخطيط الإجمالي للإنتاج، في ظل الطلب الضبابي المتذبذب لمصانع (دجلة، الفرات، شط العرب) العائدة الى شركة بغداد للمشروبات الغازية بسبب تأثير بعض العوامل الخارجية عليه، مما يؤدي الى وقوع حالة عدم التأكد العالية في تقدير الطلب على منتجاتها هذا من جهة، فضلاً عن أعتمادها على الخبرة الشخصية وعدم أستعمال الأساليب العلمية الحديثة في هذا المجال، وما يزيد من عمق المشكلة هو موسمية الأستهلاك على منتجات الشركة عينة البحث وعدم وجود أستراتيجيات واضحة المعالم لتخطيط الأنتاج سواء أكان على المستوى الأستراتيجي بعيد المدى أم على المستوى التشغيلي متوسط وقصير المدى، مع الأخذ بنظر الأعتبار أن كل من تخطيط الطاقة الأنتاجية والتخطيط الإجمالي يتعامل مع المصدر الرئيس للضبابية ممثلاً في الطلب على منتجات الشركة عينة البحث.
وقد هدف البحث الى حل هذه المشكلة من خلال بناء نظام محاكاة لغرض المواءمة بين الأستراتيجيات المثلى لتتخطيط الطاقة الإنتاجية والتخطيط الإجمالي، عن طريق بناء ومحاكاة مجموعة من الخطط الأستراتيجية والتشغيلية وبالأعتماد على عدد من المعايير أهمها تلبية الطلب على منتجات الشركة بالوقت المحدد وبأقل التكاليف، وقد تم أستعمال مجموعة أدوات وأساليب لهذا الغرض منها برنامج (spss) للتنبؤ بالطلب، وبرنامج (Matlab 2018) لمعالجة ضبابية الطلب، وبيئة تطوير البرامجيات(Visual Studio 2012) وقواعد البيانات (Sql Server 2012) لبناء أنموذج المحاكاة.
ولكون شركة بغداد للمشروبات الغازية أحدى الشركات العراقية الحاصلة على أمتياز من شركة بيبسيكو العالمية، لذا تم اختيارها لتكون عينة الموضوع للدراسة المبحوثة ، فقد تميز الطلب على معظم منتجاتها بالأرتفاع المستمر، وهذا ما يحتم عليها تعديل أو زيادة طاقتها الأنتاجية بما يتناسب مع التزايد في الطلب على منتجاتها من جهة، ومن جهة أخرى وجود عوامل عدة تحد وتأثر بالطلب على منتجاتها منها عامل المناخ، العامل الأمني، عامل المنافسة مع الشركات الأخرى.
اذ قسمت الدراسة الى أربعة فصول، الفصل الأول منها تضمن مبحثين أفرد الأول منهجية الدراسة مقسمة لمشكلة وأهمية وأهداف البحث، فيما جاء الثاني بالدراسات السابقة ومجالات الأستفادة منها وأختلاف الدراسة الحالية عنها.
أما الفصل الثاني فقد أشتمل على الجانب النظري للدراسة متضمناً ثلاثة مباحث الأول منها تخطيط الطاقة الأنتاجية، الثاني التخطيط الأجمالي، الثالث هو الأدوات المستعملة في البحث (المحاكاة والضبابية).
فيما جاء الفصل الثالث ليركز على الجانب العملي للدراسة ويتضمن أربعة مباحث: تناول المبحث الأول منها نبذة عن الشركة والواقع الحالي للطاقة الأنتاجية، فيما تضمن المبحث الثاني التنبؤ بالطلب الضبابي، وأفرد المبحث الثالث نبذة عن نظام المحاكاة المعد وواجهاته، أما المبحث الرابع فقد ركز على تشغيل وتحليل نظام المحاكاة.
وأخيراً تناول الفصل الرابع بمبحثه الأول أهم الأستنتاجات التي توصل أليها البحث، ومبحثه الثاني أهم التوصيات الذي وجهها الباحث الى الشركة عينة البحث.
وتوصل البحث الى مجموعة من الأستنتاجات أهمها أذا كانت الشركة تبحث عن الحلول السريعة والمتوسطة المدى فبأمكانها أختيار الخطة الثانية الناتجة عن المواءمة بين أستراتيجيات التخطيط الأجمالي، أما أذا كانت تبحث عن الحلول الأستراتيجية طويلة المدى فبأمكانها أختيار الخطة الثالثة الناتجة عن الموائمة بين أستراتيجيات التخطيط الأجمالي وتخطيط الطاقة الأنتاجية، فيما أوصى الشركة عينة البحث بأعتماد وتطبيق نظام المحاكاة الذي أعده الباحث كونه يقدم مرونة عالية وسهولة للأدارة العليا في عملية وضع وبناء الخطط والمقارنة بينها وأتخاذ القرار بما يتناسب مع توجهات الشركة.