الطالبة : هاله قاسم عبد الله    المشرف :  أ.م.د. إيمان محمد عبد الله

 

تمت في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد ، مناقشة بحث الدبلوم العالي في تخصص الاحصاء التطبيقي  للطالبة  ( هاله قاسم عبد الله ) بأشراف   أ.م.د. ( إيمان محمد عبد الله ) عن دراستها الموسومة ” استعمال نماذج بوكس وجنكنز للتنَبؤ بالواقع المائي للعراق بَعد تَخفيض الإيرادات من دول المَنبَع “.

ان ارتفاع معدلات النمو السكاني وبالتالي زيادة الطلب على المياه الصالحة للاستعمال البشري وعدم السيطرة على الموارد المائية وازدياد التنافس على الطلب وفق القطاعات الاقتصادية المختلفة في الداخل وبين البلدان المتشاطئة هي اسباب حقيقية لنشوب الصراعات و في غياب آليات حل النزاعات المتفق عليها بصورة متبادلة مثل اتفاق تقاسم المياه بين الدول ، يبقى الصراع حول المياه يشكل تهديدا للسلام والاستقرار الدوليين وفيما يخص تجربتنا في العراق فينبغي ان تستند الحلول على عدة ركائز منها المفاوضات الجدية والنهج التقني والاخذ بنظر الاعتبار حاجة السكان الفعلية من المياه من هنا تبلورت فكرة هذا البحث فهناك ازمة حقيقية تخص الموارد المائية في العراق وهناك تحديات تقف حائل ما بين الطلب المتزايد على المياه ولمختلف الاستعمالات (البشرية و الزراعية والصناعية ) وبين قلة و رداءة المياه الواردة من دول الجوار الى العراق فلقد كان موضوع هذا البحث هو الواقع المائي في العراق بعد تخفيض الايرادات من دول المنبع ، ويعد التنبؤ نقطة البداية في أي عملية تخطيط ، فهو يتيح الرؤية المستقبلية والتي بها يمكن تحديد الأهداف بدرجة أكبر من الدقة ، والتنبؤ ضرورة من ضروريات الحياة ، سواء  أكان على مستوى الأفراد أم الجماعات ، وهي ضرورة ملحة في أي تنظيم مهما كان نوعه ، وعليه فإن عملية التنبؤ تعد ذات أهمية خاصة في الوظائف الإدارية ، فالتنبؤ عبارة عن الخطط المستقبلية والتقدير لما يمكن أن تكون عليه المشاهدات والظواهر المستقبلية ، وبالتالي هو عملية ضرورية وحتمية للتخطيط السليم وعن طريقه نستطيع  التوصل إلى تحديد الاهداف واتخاذ القرارات وتم استعمال بيانات تصاريف المياه لنهري دجلة والفرات لمدة (51) عاما” للتنبؤ بايرادات البلد للسنين القادمة.

تَتَمَحوَر مُشكلة البَحث بالآتي:

الإنخفاض الكَبير في الموارد المائية العراقية وضعف القانون الدوَلي لمُعالَجة عَمَلية تَقسيم المياه بَين العراق وسوريا وتركيا وضعف القوانين والتشريعات العراقية التي تَهدُف إلى الحفاظ عَلى هذه الثَروة وغياب الإدارة المُتَكاملة للمياه وَغياب التَسعيرة أدى إلى الإستهلاك التبذيري وإنخفاض عرض المياه بسَبَب الظُروف المناخية وإرتفاع كَبير في دَرَجات الحَرارة وَ الرياح والجَفاف والتَصَحُر وإعتماد المياه وَرَقة ضَغط سياسي وإقتصادي من قبَل تركيا وإيران، وَ هذا أدى إلى نشوب الصراعات من أجل التَحَكُم بتَصريف المياه أو تَقاسَمها و حَتى إدارتها.

يهدف البحث إلى دراسة الواقع المائي في العراق والتنبؤ بإيراداته بالسنوات القادمة بَعد تَخفيض الإيرادات من دول الَمنبع لنَهرَي دجلة والفُرات.

وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :

  • إن السلسلة الزمنية لكمية الموارد المائية لنهر الفرات هي سلسلة زمنية غير مستقرة وبعد اخذ الفرق الاول الاعتيادي استقرت السلسلة، وتم اختيار الانموذج كأفضل انموذج للتنبؤ وذلك من خلال المفاضلة بين عدد من النماذج المعنوية بالاعتماد على معايير (AIC ,SBC,H-Q)، وتم التأكد من ملاءمة الانموذج وذلك وفق اختبار حدود الثقة للبواقي واختبار LjungBoxإذ تبين أن معاملات دالة الارتباط الذاتي للأخطاء المقدرة تتوزع توزيعا عشوائياً، وقد تم التنبؤ لخمس سنوات من 2017 ولغاية 2022.
  • إن السلسلة الزمنية لكمية الموارد المائية لنهر دجلة هي سلسلة مستقرة ، وتم اختيار الانموذج (ARMA(2,0كأفضل انموذج للتنبؤ وذلك من خلال المفاضلة بين عدد من الانماذج المعنوية بالاعتماد على معايير(AIC,SBC,H-Q) وتم التأكد من ملاءمة الانموذج وذلك وفق اختبار حدود الثقة للبواقي واختبار LjungBoxحيث تبين ان معاملات دالة الارتباط الذاتي للأخطاء المقدرة تتوزع توزيعا عشوائياً، وقد تم التنبؤ لعشر سنوات من 2017 ولغاية 2027 .
  • تم استعمال طريقة الامكان الاعظم المضبوطة في عملية تقدير معالم انموذج تقدير الموارد المائية لنهر الفرات كون التباينات والتباينات المشتركة متقاربة ,في حين تم استعمال طريقة الامكان الاعظم الشرطية في يتقدير معالم الانموذج لتقدير كمية الموارد المائية لنهر دجلة كون التباينات المشتركة غير متقاربة .
  • من خلال التنبؤ بكمية الموارد المائية لنهري دجلة والفرات نلاحظ هنالك تحسن محتمل لكمية الموارد المائية في السنوات القادمة مقارنة باخر ثلاث سنوات والتي عانى فيها النهران من تراجع واضح في كمية المياه ويعود سبب التحسن الى الظروف المناخية التي تشهد تزايد في كمية الامطار مما يشير الى كفائة النماذج المستعملة في التنبؤ.

ومن خلال الاستنتاجات قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :

  • نوصي وزارة الموارد المائية والجهات المعنية باخذ التدابير اللازمة لغرض الحفاظ على حصة العراق المائية من دول الجوار كونه الرافد الاساس لكميات المياه في النهرين .
  • يمكن عمل سلاسل زمنية وبناء انموذج والتنبؤ لبيانات بحجم اكبر مما يؤدي الى دقة اكبر في عملية التنبؤ وبالتالي استنتاجات اكثر دقة.
  • نوصي بدراسات مستقبلية تشمل العوامل المؤثرة في كمية الموارد المائية لنهري دجلة والفرات والوقوف على اهم تلك العوامل والعمل على معالجتها او الحد من تاثيرها في حال كون التاثير سلبي .
  • اعتماد الإنماذج التي تم التوصل اليها للتنبؤ لتفيد متخذ القرار في وضع الخطط المستقبلية من خلال اخذ التدابير كافة التي من شأنها المحافظ على كمية المياه المطلوبة لاغراض الحياة .

 

 

Comments are disabled.