الطالبة: قبس رياض عبد الرحيم المشرف : م.د. زياد خلف خليل
تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة بحث الدبلوم العالي في تخصص التخطيط الاستراتيجي للطالبة ( قبس رياض عبد الرحيم ) بأشراف م.د. زياد خلف خليل عن بحثها الموسوم ((أثر المبادرة الزراعية في تحقيق الأمن الغذائي في العراق)).
تستمد هذه الدراسة من اهمية دور القطاع الزراعي في جميع القطاعات الاخرى وجميع مفاصل الحياة اضافة الى الدور الذي يلعبه هذا القطاع في توفير احتياجات المجتمع من المنتجات الزراعية التي تعد المكون الاساسي للغذاء، فضلاً عن الروابط الامامية والخلفية مع باقي القطاعات تجعل منه محور وعنصر اساسي في التنمية الاقتصادية، ومن هنا تبرز اهمية المبادرة الزراعية في العراق من خلال رسم استراتيجية فعالة تهدف الى رفد القطاع الزراعي بالتمويل اللازم بالشكل الذي يعزز من تنمية الانتاج الزراعي وتهيئة قاعدة مهمة للتنمية الزراعية دون اثقال كاهل ميزانية الدولة وتحقيق الامن الغذائي في المستقبل.
وتهدف الدراسة إلى معرفة مدى تخصيصات الموازنة العامة للسنوات السابقة للقطاع الزراعي، وكيف أن المبادرة الزراعية التي اطلقتها الحكومة العراقية عام 2008 تلعب دورا اساسيا ومهما في تطوير ودعم نشاط هذا القطاع وزيارة انتاج المحاصيل الاساسية وسد الحاجة اللازمة والضرورية في الوقت الحالي وتخزين الفائض للاستفادة منه في دعم سلة الغذاء للاجيال القادمة وبالتالي فان نجاح المبادرة الزراعية تسهم في توفير الامن الغذائي في العراق من خلال وجود خطط وبرامج لتهيئة قاعدة مهمة تسهم في تنمية صندوق الغذاء.
مشكلة الدراسة
يعد الامن الغذائي من اهم المهمات التي تقع على عاتق الحكومة العراقية والذي لا يمكن تحقيقه الا من خلال تنمية وتطوير القطاع الزراعي والذي من المفترض ان ينهض من خلال المبادرة الزراعية التي اطلقتها في عام 2008 بذلك تعد عاملا رئيسيا ومسببا واساسيا لتحقيق الامن الغذائي وذلك يجعلنا نطرح عدة تساؤلات منها :
- هل تؤدي للمبادرة الزراعية الى تطوير القطاع الزراعي
- هل يمكن للمبادرة الزراعية ان توفر الامن الغذائي في العراق
- ما مدى تأثير المبادرة الزراعية في الامن الغذائي في العراق
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
1 – التشوه والاختلال الهيكلي الذي يعانيه الاقتصاد العراقي , اذا شهد الناتج الزراعي تذبذب واضحا طيلة مدة الدراسة ولا يرتقي الى مستوى الطموح اذ بلغ متوسط معدل نمو للمدة ذاتها حوالي (4,3%) مما انعكس ذلك في تدني نسبة مساهمة القطاع الزراعي في تكوين الناتج المحلي الاجمالي طيلة مدة الدراسة اذ لم تتجاوز (7%) .
2 – ريعية الاقتصاد العراقي واعتماده على الايرادات النفطية اثر بشكل سلبي على التخصيصات المالية الخاصة بالمبادرة الزراعية , اذ اخذت هذه التخصيصات بالتأرجح بين الارتفاع و الانخفاض.
3 – كان لضعف الرقابة الدور الاكبر في فشل المبادرة الزراعية في تحقيق اهدافها , اذ استخدمت القروض لأغراض غير مخصصه لها .
4 – ان عدم الاستقرار الامني والظروف الحرجة التي عاشها اقتصاد العراق اضافة الى عدم وجود سياسات زراعية وتجارية ساندة للمبادرة كمستحقات المزارعين على سبيل المثال مما اثر على المبادرة وجعلها تبتعد عن تحقيق أهدافها.
5 – تحقيق الاقتصاد العراقي نسبة اكتفاء ذاتي مرتفعة جدا لمحصولي الشعير والذرة طيلة مدة الدراسة , مما انعكس بشكل ايجابي تحقيق الامن الغذائي لهذين المحصولين .
6 – هناك فجوة غذائية كبير لمحصولي القمح والرز , اذ ان الناتج الزراعي منهما لا يسد سواء ثلث الحاجة المحلية , مما زاد من خطر الامن الغذائي . الامر الذي جعل من السلطات المعنية سد تلك الفجوة عن طريق الاستيراد من الخارج , اذ تزايد الاستيرادات لهذين المحصولين مع توسع الفجوة الغذائية لهما وانخفاضها مع انخفاض الفجوة .
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
-وضع استراتيجية واضحة المعالم بشأن النهوض بواقع القطاع الزراعي , وذلك من خلال استخدام الأساليب الحديثة في الإنتاج من أنظمة ري متطورة, وبذور جيدة, وطرائق زراعية كفوءة , واستخدام المكننة, ومكافحة الآفات الزراعية .
2- العمل على ضرورة تنمية قدرات الفلاحين البشرية من خلال زيادة الارتباط ما بين المزارعين و وزارة الزراعة وتكثيف جهود الوزارة في تقديم النصائح وإقامة الدورات التثقيفية في المجالات الزراعة , وتوعيتهم في نوعية المحصول الذي يقومون بزراعته .
3 – ضرورة وجود الارادة والرغبة والقدرة السياسية على تطوير ونمو القطاع الزراعة والارتقاء به وهذا يكون احد اوجهه زيادة التخصيصات المالية في الموازنة الحكومية للقطاع الزراعي .
4 – ضرورة تفعيل دور القطاع الخاص في المجال الزراعي واتخاذ كافة السبل الداعمة له , من تمويل وتوفير البذور وراس المال المادي و كذلك توفير مصادر الطاقة للتقليل من تكاليف الانتاج , فضلا عن الزام وزارتي التجارة والزراعة بشراء المحاصيل الزراعية من الفلاحين في خطوة نحو زيادة الانتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي وبالتالي ردم الفجوة الغذائية .