بناء نموذج لحوكمة ادارة المشاريع باستعمال اسلوب دلفي – بحث في دوائر بلديات محافظة صلاح الدين
تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد مناقشة بحث الدبلوم العالي المعادل للماجستير في تخصص ادارة البلديات للطالب ( حيدر حسين عباس ) عن بحثه الموسوم (بناء نموذج لحوكمة ادارة المشاريع باستعمال اسلوب دلفي – بحث في دوائر بلديات محافظة صلاح الدين ).
لقد ادى تنوع وكُبر حجم البلديات والتوسع في الأعمال والمشاريع والخدمات التـي تقدمها البلديات في كافة المجالات إلى تعقيد العمليات الخاصة بإدارة المشاريع التي تنفذها وعانت الكثير من القصور في اداءها سواء من ناحية وجود المنهجية التي تعتمد عليها في ادارة مشاريعها وكذلك التحديات المستمرة التي أثرت بشكل سلبي عليها وجعلتها مؤسسات غير منتجة ولا تستطيع أن تتماشى مع التطورات ومواكبة العصر ، اذ إن المـواطن العراقـي اليـوم بـأمس الحاجـة إلـى الخـدمات البلدية لاسـيما الأساسـية منهـا ولتحقيـق هـذا المطلـب ، ولخصوصية البلديات ومهامها المنوطة بها في تقديم الخدمات من خلال مشاريعها في مختلف المجالات (التنظيف ، الطرق والابنية العامة الخ..) كان لابد من إجــراء دراســة لبيان اطار العمليات النوعية لإدارة المشاريع والتي تناسب وتلائم تلك البلديات ، ومحاولة لتأسيس بنى تحتية معرفية تقود عمليات ادارة المشاريع بالاتجاه الـصحيح من خلال دراسة استكشافية والوقوف على اهم معايير الحوكمة الواجب تطبيقها في ادارة المشاريع من وجهة نظر ملاكاتها المتخصصة بإدارة المشاريع.
يتركز موضوع البحث في دراسة معايير الحوكمة وعملية ادارة المشاريع وبناء نموذج مقترح لحوكمة عملية ادارة المشاريع من خلال الخوض في التساؤل الاتي: ما هو النموذج المقترح لحوكمة عملية ادارة المشاريع بحسب اراء وتوجهات المتخصصين في البلديات وباستعمال اسلوب دلفي؟.
لذا ركز هدف البحث في دراسة وتسليط الضوء على مفهوم الحوكمة والعمليات الرئيسة لإدارة المشاريع وتوضيح اسلوب دلفي ومميزاته وتقديم نموذج مقترح لحوكمة عملية ادارة المشاريع بالاعتماد على مخرجات جولات اسلوب دلفي وبحسب توجهات افراد العينة المختارة ، وتأتي اهمية هذا البحث من أهمية المؤسسة المبحوثة ( البلديات ) والدور الذي تؤديه المؤسسات البلدية في تقديم الخدمات الى المواطنين من خلال المشاريع التي تنفذها ، اضافةً الى اهمية نتائج جانبه العملي التي قد تساهم في تطبيق معايير الحوكمة في عملية ادارة مشاريع البلديات من اجل نجاحها وتسليمها وفق المعايير والشروط المطلوبة.
وقد اعتمد البحث على اسلوب دلفي من خلال جولتين موجهة الى عينة قوامها (35) خبيراً من المتخصصين في مجال البحث في دوائر بلديات محافظة صلاح والاعتماد على اراءهم وخبرتهم العلمية والعملية لبناء النموذج المقترح لحوكمة عملية ادارة المشروع بالاعتماد على الاستبانة اذ قام الباحث بتصميم استبانة مغلقة وفق مقياس خماسي تاركاً خانة للملاحظات والتعديلات لإضافة الافكار والرؤى التي يراها الخبير وقد خضعت الاستبانة إلى اختبارات الصدق والثبات , وأعتمد البحث عدداً من الاساليب الاحصائية الوصفية والاستدلالية ( المتوسط الحسابي، والانحراف المعياري، والتكرارات والنسب المئوية ، معامل ارتباط سبيرمان براون, ومعامل ألفا كرونباخ ، واختبار Tللمقارنة بين متوسط مجموعتين مرتبطين).
وقد توصل البحث لجملة من الاستنتاجات لعل من ابرزها تطبيق معايير الحوكمة في عملية ادارة المشاريع يُؤمن سير المشروع بالصورة المناسبة والصحيحة دون ان يشوبهُ اي خلل وتوفر بيئة عمل جيدة تتسم بالإيجابية والممارسة السليمة لأنشطة المشروع كما انها تخلق بيئة قوية للرقابة من قبل الجهات المختصة بذلك وتحد من انتشار الفساد الاداري والمالي كما ان معايير الحوكمة توفر تقنيات واليات ضبط وتحكم لخطوات سير العملية الادارية للمشروع.
وكما توصل البحث لجملة من التوصيات لعل من ابرزها التأكيد على اهمية تطبيق معايير الحوكمة في عملية ادارة المشاريع وبشكل متناسق مع احكام القانون والانظمة والتعليمات المنظمة للمشاريع والالتزام بها واعادة النظر في التشريعات والقوانين الخاصة بإدارة المشاريع من اجل تلبية متطلبات تطبيق معايير الحوكمة وذلك لافتقارها إلى الإشارة بشكل صريح لمفهوم الحوكمة والعمل على نشر التوعية في تعزيز ثقافة ممارسة الحوكمة في عملية ادارة المشاريع من خلال عقد البرامج التدريبية والندوات والمؤتمرات والاستفادة من النموذج الذي توصلت اليه هذه الدراسة وتطبيقه في كافة المشاريع التي تقوم بها المؤسسات البلدية ، وتقدم الباحث بمجموعة مقترحات يقف في مقدمتها اجراء دراسة لتحديد الصعوبات والمعوقات التي تحول دون التطبيق الفعال لمعايير الحوكمة في المنظمات الخدمية.