مقارنة البرمجة الخطية مع طرائق أخرى لإيجاد الحل الأمثل لنماذج النقل
تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد مناقشة رسالة الماجستير في تخصص بحوث العمليات للطالب ( حسين عدنان محمد ) عن دراسته الموسومة ( مقارنة البرمجة الخطية مع طرائق أخرى لإيجاد الحل الأمثل لنماذج النقل ).
تدرج مشكلة النقل ضمن مشاكل بحوث العمليات ، أذ يعتبر إنموذج النقل من التطبيقات الفرعية للبرمجة الخطية ((Linear Programming ، ان حل هذا النوع من المشاكل (أي مشكلة النقل) له أهمية كبيرة في اقتصاد البلد وذلك لدورها الأساسي الهام والفعال في اختزال التكاليف العالية وكذلك تقليل الوقت والجهد اللازم لذلك ، لذا فتحليل هذه المشكلات ومعالجتها يتم أولاً عن طريق أيجاد حل ابتدائي أولي مقبول الذي يعتبر العصب الأساس والقاعدة الأساسية في الوصول إلى الحل الأمثل الذي يمثل القرار المهم الذي يستند علية متخذي القرار.
تعد المشتقات النفطية ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻬﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺩﻭﺭ ﺤﻭﻟﻬﺎ ﻭﻷﺠﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺱ ﻭﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺒﻬﺩﻑ السيطرة على ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﻷﺴﻭﺍﻕ، والتحكم ﻓﻲ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﻭﺍﻟﺘﺴﻌﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ، ويعد منتوج البنزين واحد من أهم المشتقات النفطية لما له من دور هام في اقتصاد البلد القومي وارتباطه بشكل مباشر مع المواطنين وان زيادة تكاليف نقل منتوج البنزين من مستودعات الخزن الى محطات تعبئة الوقود دون وضع خطة للنقل يسبب ذلك هدر في الأموال مما يؤثر تأثير سلبي من الناحية الاقتصادية للبلد، لذلك حاول الباحث في هذا البحث بدراسة بعض الطرائق المهمة لحل مشكلة النقل ومقارنة هذه الطرائق مع البرمجة الخطية من أجل تخفيض التكلفة الإجمالية الى ادنى حد ممكن.
فكلما كان الحل الابتدائي أفضل (أقل كلفة) يُمكننا ذلك من الحصول على أقل عدد من التكرارات أو الدورات اللازمة للوصول إلى الأمثلية، لذا فقد قام الباحث في هذا البحث باستعراض أولا بعض طرائق الحل الابتدائي الأساس الأولي المقبول الحديثة وهي ( فوجل التقريبية ، روسيل التقريبية ، المعدل ، زيدان ،أكبر الفروق ، موناليزا ). وثانياً تم استعراض طرائق نقل قريبة من الأمثلية وهي ( الطريقة الأسية ، طريقة العرض مع الكلفة ، طريقة الواحد ، طريقة دمج الكلف الفردية مع فوجل التقريبة ، طريقة الكلف الفردية ، طريقة الصفر المجاور) مع اقتراح طريقة من قبل الباحث سميت (طريقة حسين المقترحة).
وتركزت اهمية الدراسة لإبراز اهم الطرق الاساسية لحل مشكلة النقل والتي تحاول تخفيض تكاليف النقل الى ادنى مستوى ممكن وتطبيقها في الشركة العامة للمنتجات النفطية على منتوج مادة البنزين الذي ينقل من المستودعات التابعة لمحافظة بغداد وإلى بعض المحطات المهمة في جانبي الكرخ والرصافة ومحاولة الوصول الى اقل كلفة ممكنة من خلال تطبيق هذه الطرائق.
ولمعرفة مدى كفاءة الطرائق القريبة من الأمثلية كان لا بد لنا من اختبارها ، فقد كانت طريقة الاختبار بافتراض مصفوفة عشوائية ذات رتبة (12*13) وتم أخذ سبعة عشر حالة افتراضية من هذه المصفوفة برتب مختلفة مبتدئين من الرتبة (3*4) وانتهاءاً بالرتبة (12*9)، وقد تبين من خلال النتائج التي توصل اليها الباحث أنه أفضل واكفأ طريقة قريبة من الأمثلية كانت الطريقة الأسية والتي جاءت بالمرتبة الأولى وذلك لأعطاها الأمثلية في أغلب الاختبارات، وبالمرتبة الثانية جاءت طريقة العرض مع الكلفة، وبالمرتبة الثالثة جاءت طريقة الباحث المقترحة.
لذلك رشح الباحث هذه الطرائق في الجانب التطبيقي الذي تمثل ببناء إنموذج لنقل منتوج البنزين من المستودعات التابعة لمحافظة بغداد إلى بعض محطات تعبئة الوقود المهمة(التي يكون الطلب متزايد عليها) في نفس المحافظة والتي عددها 16 محطة (4 محطات في جانب الكرخ و 12 محطة في جانب الرصافة ).
حيث تم وضع هذا الأنموذج بشكل مصفوفة رياضية متكونة من ثلاث اقسام ألا وهي (الطاقات الاستيعابية أو الخزنية للمستودعات ، الطلب اليومي لكل محطة ، كلفة النقل بين كل مستودع ومحطة) وتم حل هذه المصفوفة بطرائق النقل القريبة من الامثلية وتم مقارنة النتائج مع نتيجة البرمجة الخطية باستعمال البرنامج الجاهز (Win.Q.S.B) الذي يعطي حل أمثل بصورة مباشرة. حيث كانت نتيجة البرمجة الخطية(4,357,575)، اما نتيجة الطريقة الأسية فقد كانت (4,365,061) وتليها طريقة الواحد( ( Ones Method حيث بلغت الكلفة الإجمالية (4,371,841) وبعدها طريقة A.S.M كانت الكلفة الكلية (4,372,585)، أما الطرائق الأخرى فقد أعطت كلفة عالية مقارنة ًبنتائج التي ذكرت أعلاه، وأستناداً على النتائج المذكورة أعلاه فأن افضل طريقة من بين جميع الطرائق التي ذكرت كانت هي الطريقة الأسية.