الطالب : حيدر علي محمود المشرف : م. د. حسام علي محيبس
تمت في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد ، مناقشة رسالة ماجستير في تخصص الادارة العامة للطالب(حيدر علي محمود ) بأشراف م. د. حسام علي محيبس عن رسالته الموسومة (الدور الوسيط لخصائص اثراء العمل في العلاقة بين استراتيجيات التمكين والابتكار التنظيمي بحث تحليلي في وزارة النفط )
ان من اهم مبررات اختيار موضوع الابتكار التنظيمي والبحث في امكانية تحقيقه وتسليط الضوء علية بوصفه متغيراً مهماً يتناسب وقوة ميدان البحث المختار في مؤسسة رائدة ومهمة تشكل عصب الحياة للعراق الا وهي وزارة النفط العراقية التي تشكل ما نسبته90% تقريباً من واردات الدولة, والمبرر الثاني يتمثل في توجه الوزارة المذكورة لتبني استراتيجيات عمل متقدمة واساليب مميزة في ادارتها تبدأ من اهتمامها في استقطاب كفاءات متميزة من الخريجين والمبتعثين وسياستها في رصد مبالغ للإيفاد ونقل الخبرات وصولا الى مستويات متقدمة في مجال ادارة ملف النفط, فمع توافر كل هذا الدعم الا ان الابتكار داخل المؤسسة لا يتناسب مع كمية الدعم الذي يحظى به فنجد ان هنالك حاجزاً يحول بين تلك المقدرات المتميزة والابتكار التنظيمي الا وهو حاجز الروتين والجمود الاداري والهياكل الصلدة والرسمية العالية والمركزية والتعقيد المفرط, وواحدة من هذه التحديات من شأنها ان تحول شخصاً مميزاً الى موظف عادي جدا لا ينتظر منه اي انجاز مفاجئ, لذلك تولدت فكرة البحث في كيفية ايجاد حالة من التكامل بين تلك الاوجه الايجابية وتطويعها من اجل تحقيق (الابتكارية) داخل المؤسسة النفطية, فالابتكار الذي يتولد من داخل المؤسسة يعطي قوة واصالة لا يمكن تحقيقه بالاعتماد على الخبرات الخارجية التي في الطبيعي تكون مكلفة بالوقت نفسه يصعب إقتناءها, ولتحقيق هذا الهدف ركز البحث على متغير استراتيجيات التمكين (Empowerment strategies) كمتغير مستقل فضلا عن انه هنالك كثير من المتغيرات ممكن ان تدخل عوضاً عنه لكن تولدت قناعة لدى الباحث ان التمكين بمفهومة واستراتيجياته ان طبق بالشكل الصحيح ممكن ان يعطي نتائج إيجابية منطقية فالتمكين هو منح العاملين الصلاحيات اللازمة وحرية العمل لغرض جعلهم قادرين على خدمة المنظمة بكفاءة وفاعلية, واستراتيجيات التمكين تدور في فلك هذا المفهوم فالغرض الرئيس منها هو اعطاء مساحة اكبر للموظفين لعرض افكارهم واحتضانها وفسح المجال امام رؤاهم وتطلعاتهم الابداعية للظهور الى ارض الواقع وهذا الامر يترتب عليه ابعاد اخرى قد تكون ليست ذات علاقة بالبحث الحالي لكنها مهمة مثل خلق مناخ تنظيمي ابداعي مناسب, تعزيز حالة الالتزام والولاء لدى الموظفين, التحول لأساليب قيادية بمستوى يرقى للأبداع والابتكار وغيرها من الامور المهمة.
تبرز مشكلة البحث في محدودية الابتكار في المنظمة المبحوثة ( وزارة النفط ) وقد تم التوصل الى هذه المشكلة الحقيقية عن طريق مقابلات اجراها الباحث مع بعض قيادات الوزارة بعد تحليل نتائج الاستطلاع الاولي وكما مبين في الملحق (1) والذي بين انخفاض او تواضع الابتكار التنظيمي قياساً بالجهود المادية والمعنوية المبذولة من وزارة النفط المتمثلة ( بتعيين الطلاب الاوائل على الجامعات، وابتعاث الموظفين الى خارج العراق للدراسة، والاهتمام اللامتناهي بالتطوير والتدريب والتعليم المستمر للمنتسبين كافة وعلى اختلاف مستوياتهم الوظيفية وتحصيلاتهم العلمية) وكذلك عدم وجود ادراك للعلاقة بين المتغيرات المبحوثة استراتيجيات التمكين واثراء العمل والابتكار التنظيمي على العمل في الوزارة.
يستمد البحث اهميته من خلال تناوله لموضوعات حيوية وذات تأثير بالغ في أداء المنظمات وتميزها وتتجلى تلك الاهمية بالاتي :-
- تظهر اهمية البحث من خلال تركيزه على قطاع حيوي في العراق ( قطاع النفط ) الذي له الدور البارز في الارتقاء بالمستوى الاقتصادي والاجتماعي للبلد، ولأهمية القطاع ونتيجة للتغيرات المستمرة على قيادات الوزارة.
- الدور الكبير الذي تمارسه متغيرات البحث (استراتيجيات التمكين، الابتكار التنظيمي، خصائص اثراء العمل) في المنظمات العراقية عموما ًووزارة النفط خصوصا ًفي ضل البيئة شديدة التغير.
- تعميق المعرفة التنظيمية والادارية والفلسفية والعلمية في موضوع مهم يمثل اغناء فكري لوزارة النفط يمكنها من فهم اهمية استراتيجيات التمكين واثرها على الابتكار التنظيمي .
- المساهمة في نقل التجارب العلمية المتقدمة وتطويعها مع واقع المنظمات العراقية (وزارة النفط) عن طريق اختبار المقاييس العالمية المستعملة ومحاولة تقويم تلك التجارب عن طريق التحليل والدراسة العلمية لكل متغير من متغيرات البحث، ومحاولة ادراك انسجامه مع طبيعة عمل المنظمات العراقية.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- اغلب قيادات الوزارة من حملت شهادة البكالوريوس ومن الفئات الشابة وان نسبة حملة الشهادات العليا لابأس بها.
- نسبة الذكور الى الاناث من قيادات الوزارة متوازنة نوعاً ما.
- تعمل وزارة النفط على تحسين الأداء عن طريق المعرفة واكتساب المهارات الجديدة .
- اكدت النتائج امكانية الوصول الى المعلومات في وزارة النفط وتداولها ومشاركتها الا انها ليست بمستوى الطموح .
- قوانين العمل محددة بشكل دقيق ولايسمح للموظفين بتحديد المهام التي يقومون بها او ان يتم منحهم الصلاحيات لانجاز الاعمال المكلفين بها .
- العمل في وزارة النفط يعتبر فرصة للموظف ويمنحه الاحساس بالاهمية .
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت ايها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات :
- الافادة القصوى من المتوافر من استراتيجيات التمكين عبر الاعتماد على التمكين كأستراتيجية لزيادة الابتكار في الوزارة.
- زيادة الاهتمام بالبحث عن الجديد وتقديم الافكار الابداعية باسناد هذه المهمة الى مركز البحث والتطوير النفطي مع تكثيف متابعة ومكافأت هذه الامور لتكون حافز لزيادة الابتكارات.
- اعلان اسماء المبتكرين وتخصيص جوائز تقديرية للتميزين في المؤتمرات لتكون حافزاً لهم ودافع لباقي الموظفين.
- وضع خطط وبرامج عمل تعتمد على مناهج علمية وفكرية في عمليات التمكين والابتكار واثراء العمل.
- اقامة المؤتمرات العلمية والندوات التثقيفية من اجل زيادة الوعي حول الابتكار ودوره في (خفض التكاليف، زيادة الانتاجية، تحسين الأداء، تطوير المنتجات، استحداث اسواق جديدة، توفير فرص عمل جديدة).