الطالب:ميثم خضير عباس    المشرف :  أ.د. مصطفى منير اسماعيل

تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة بحث الدبلوم العالي  المعادل للماجستير في تخصص ادارة البلديات للطالب ( ميثم خضير عباس )  بأشراف أ.د. مصطفى منير اسماعيل ، عن بحثه الموسوم (استعمال بعض أدوات الجودة في تحسين خدمة سحب مياه الأمطار أثناء مواسم الفيضانات – دراسة حالة في مديرية مجاري كربلاء المقدسة ).

وتلعب مؤسسات وزارة الاسكان والاعمار والبلديات العامة دورا بالغ الاهمية وبشكل فاعل ومباشر في عموم مدن العراق نظرا لما تقدمه من خدمات ضرورية ومتنوعة تصب في خدمة المواطنين وتكون بتماس مباشر معهم ، وان مديرية المجاري احدى تشكيلات الوزارة التي تقوم بمد شبكات الصرف الصحي ومعالجة الانسدادات وتنظيف المناهيل الرئيسة والفرعية ، وربط المنازل على الشبكات الرئيسة ، ومعالجة مياه الصرف الصحي ومياه المعامل والمصانع والمستشفيات، وكذلك تحويل مخلفات المعالجة الى اسمدة للإفادة منها في الزراعة ، ولكن هذا لا يعني ان مؤسسات وزارة البلديات ومن ضمنها مديريات المجاري هي تقوم فقط بهذه الاعمال الروتينية البسيطة  آذ ان اعمالها تجاوزت ذلك بكثير من خلال القيام بإنجاز وتنفيذ التصاميم الهندسية الخاصة بأنشاء محطات الرفع ومشاريع مد شبكات المجاري وانشاء مشاريع المعالجة الاستراتيجية.

وبغية  انجاز هذه المشاريع الاستراتيجية حسب ما مخطط  لها سواء من الناحية المالية أو الوقت أو الجودة يجب ان تكون هنالك أدارة فاعلة وكفؤة لهذه المشاريع وان تكون ملمة بجميع الظروف التي تحيط بالمشروع ، كما لابد ان تمتلك الخبرة الادارية والفنية الكافية اللازمة لنجاح أدارة هذه المشاريع الاستراتيجية ولن يتحقق ذلك الا باستعمال احد المداخل المهمة في الإدارة والتي من ابرزها نظام أدارة الجودة ، وان مصطلح الجودة من المصطلحات المهمة والمنشودة وفقدانها يعني فقدان المنظمة لهويتها بعدم قدرتها على التنافس والبقاء في الأسواق وعليه فأن امتلاك القدرة على دخول عالم  المنافسة الدولية يتطلب تحقيق التميز في مجال الجودة على صعيد المنظمة كلها .

وقد إنبرى التفكير بدراسة فكرة البحث بعد ان شخصت مشكلة البحث واستبصرت ابعادها المتعددة من مصدريها فجوة المعرفة التي جرى الاستدلال اليها من مراجعة الادبيات ، وتحديداً الدراسات السابقة، وما ترتب على نتائجها من تباين فاعلية تطبيق ادوات الجودة ، منفرداً او مجتمعاً ، في حل مشكلات تحسين جودة الخدمات ، ومصدرها الثاني في التطبيق والذي اقترن ميدانياً بمعاناة مدينة كربلاء المقدسة في موسم الشتاء وعند سقوط الامطار بغزارة من غرق احياء كثيرة قد تصل بالكامل، ولربما يوحي ذلك الى التلكؤ في انجاز المشروعات الاستراتيجية التي تقوم مديريات المجاري في تنفيذها او الاشراف على تنفيذها ، سواء كانت هذه المشروعات تحسب على الخطة الاستثمارية او خطط تنمية الاقاليم والمحافظات، او على الميزانية الخاصة بالبلديات والذي ينعكس سلباً على تقديم الخدمات للمواطنين واندثار هذه المشروعات.

يهدف البحث الى :

  1. تحليل الاسباب الرئيسة التي تؤدي الى غرق محافظة كربلاء المقدسة ومن ثم تجزئتها الى مسببات فرعية للوصول الى السبب الحقيقي وامكانية معالجتها بالتدريج ليكون العلاج للمشكلة بشكل جذري.
  2. تمكين المدراء والفرق العاملة معهم من التعرف على اهم الاسباب التي يجب اخذها بنظر الاعتبار بعد تشخيصها على مستوى مشكلة سحب مياه الامطار اثناء مواسم الفيضانات لغرض تحقيق الاهداف الاساسية التي تسعى الى بلوغها مديرية مجاري كربلاء المقدسة.
  3. تحديد الطرائق والاساليب المناسبة التي يمكن اعتمادها في حل المشكلة المدروسة وفقا للإمكانيات المتاحة.
  4. التحقق من امكانية تطبيق بعض ادوات الجودة للوصول للأسباب وراء المشكلة ذات الصلة بعدم امكانية السيطرة على تصريف مياه الامطار بانسيابية خلال موسم الامطار، ومحاولة ايجاد الحلول الكفيلة بتحسين هذه الخدمة.

وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :

  • يساعد تطبيق أدوات الجودة على توجيه الأدارة نحو تشخيص مشكلات الجودة ومسبباتها الرئيسة ومن ثم تحديد الأساليب الناجعة في حل تلك المشكلات في إطار عملية التحسين المستمر لجودة السلع والخدمات المقدمة من المنظمات المختلفة ، ومن بينها المنظمات الخدمية ، بغية تجسير فجوة الجودة وتجنب فقدانها وما يترتب عليها من تأثيرات سلبية محتملة تؤشر تراجع مستويات الأداء الحالي ولربما المستقبلي كذلك .
  • وهذا يعني أن جودة الخدمة المقدمة تعد هدفاً تسعى اليه المنظمات على إختلاف أنواعها ونشاطاتها ومنتوجاتها سلعية كانت أم خدمية، وعلى الرغم من ذلك ، فان مستوى الجهود المبذولة لتحقيقها غير كافية في مديرية مجاري كربلاء المقدسة مما إنعكس على الانخفاض النسبي الملحوظ في مستوى جودة خدماتها المقدمة في مجال تصريف مياه الأمطار ، خصوصاً ، في أوقات الذروة.
  • يعد مخطط إيشكاوا أو ما يطلق عليه بعظم السمكة أو مخطط السبب والأثر اسلوباً غير تقليدي في مجال البحث عن مشكلات الجودة ومسبباتها وجذورها ومن بينها مشكلات سحب مياه الامطار أوقات الذروة بغية معالجتها وتحسين جودة هذه الخدمة ، فكرة البحث الحالي ، وقد تمخض عن تطبيق هذه الأداة تحديد جذور مشكلة الجودة من و أسباب الحدوث في محطة المبزل الغربي ومن ثم الحاجة الى تكثيف جهود المعالجة والتحسين بعد أن توزعت بين عدم فاعلية الخطط الأستراتيجية المستقبلية لأحتواء التوسع العمراني في مدينة كربلاء المقدسة ، وتهالك خطوط النقل لتقادمها إضافة الى عدم قدرتها على إستيعاب كميات مياه كبيرة أثناء هطول الأمطار ، وإنقطاعات التيار الكهربائي المتكررة وتوقفات عمل المحطة ، وربط الأهالي مجاري المياه الثقيلة على شبكات تصريف مياه الأمطار ، وتلكؤ إنجاز بعض مشاريع البنى التحتية ، ورمي الأوساخ والنفايات التي تعمل على حدوث إنسدادات في فتحات تصريف مياه الأمطار.
  • ساعد تطبيق أداة المقارنة المرجعية على تشخيص مكامن القصور في مستويات الأداء ضمن المجالات المستهدفة في البحث الحالي على مستوى الخدمات التي تؤديها محطة المبزل الغربي من بين محطات مديرية مجاري مدينة كربلاء المقدسة بغية إيجاد الحلول الكفيلة بمعالجة مكامن القصور وتحسين مستوى الخدمة المقدمة علاوة على تحديد نقاط القوة في أداء هذه المحطة والعمل على تعزيزها، وقد تحددت نقطة الضعف الأساسية بعد المقارنة مع محطة التحدي بزيادة أطوال شبكات تصريف المياه التي تعكس زيادة تصاريف المياه الواصلة الى محطة المبزل الغربي فوق طاقتها التصميمية والتي تحول دون إمكانية العمل بشكل مستقر ضمن الحدود المسموح بها اثناء التصميم.

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات :

  • يعد قانون فك ارتباط المديرية بوزارة الاعمار والإسكان والبلديات العامة فرصة للمديرية في بيئتها الخارجية تعمل على اقتناصها من خلال إعادة النظر في أهدافها الاستراتيجية ورسالتها ، وإعادة تنظيم هيكلها على وفق مبادئ الجودة.
  • اعتماد أدوات الجودة في تقييم وتقويم واقع الجودة في مديرية مجاري كربلاء المقدسة وخاصة الأدوات المستعملة في البحث الحالي.
  • المضي في استحصال التخصيصات المالية المطلوبة في استكمال جميع مشاريع البنى التحتية من شبكات ومحطات ووحدات معالجة لتقليل الضغط على الطاقة التصريفية لأغلب المحطات وخصوصا محطات سحب مياه الامطار لضمان الحصول على خدمة ذات جودة عالية.
  • التدريب المستمر للعاملين في مجال الصيانة الدورية وتوظيف الاليات الحديثة والمتطورة في عمليات الصيانة والكشف عن الكسور والانسدادات والابتعاد عن الطرق القديمة في عمليات التنظيف ومن بين تلك الاليات (CCTV) والكراوتينك والخاصتان في عمليات الفحص والمعالجة الموقعية، بالإضافة الى الكشف عن حالة الانبوب ما إذا كان بحاجة الى تنظيف من عدمه.
  • العمل على إزالة جميع التجاوزات على شبكات الامطار لتقليل الضغط على الطاقة التصميمة للشبكات.

 

Comments are disabled.