تمت في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد ، مناقشة بحث الدبلوم العالي في تخصص الاحصاء التطبيقي  للطالبة  ( وسن عبد الاله حسين ) بأشراف   أ.م. غفران اسماعيل كمال ، عن دراستها الموسومة ( تحديد العوامل المؤثرة على تأنيث الفقر لمسح (2017 SWEFIT) )

ان مشكلة الفقر او ظاهرة الفقر تعتبر مؤشر أساسي لمدى إنتشار التخلف في المجتمعات , وتتزايد مشكلة الفقر في المجتمعات  التي يتخلف نموها الاقتصادي عن نموها السكاني ,لذلك يمثل الفقر عقبة كبيرة أمام تحقيق التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي وكذلك يشكل تهديد للأمن والاستقرار السياسي والاجتماعي ويعتبر من أكبر التحديات التنموية التي تعاني منها مختلف دول العالم بغض النظر عن مستوى تطورها أو تخلفها الاقتصادي والاجتماعي.

ومن طرق قياس الفقر:

1- المعايير المالية وتشمل دخل الفرد ومستوى إنفاقه وغيرها وهي من أهم الطرق المستعملة في قياس نسبة الفقر داخل المجتمعات ويتم وصفها على أنها من مؤشرات الفقر.

2-المعايير الاجتماعية وتتضمن الرعاية الصحية والتعليم وغيرها من الخدمات  ويمكن قياس الفقر من خلال النقص في الخدمات المتعلقة بهم.

ومن أسباب الفقر عدم وجود عمل من أجل الحصول على  الدخل للفرد, وكذلك عدم سعي بعض الأفراد لتحسين ظروفهم المعيشية أي رضا بالفقر ,كذلك زيادة بعض الأعباء الملقاة على الفرد مثل زيادة عدد أفرد الأسرة و تعليم الاولاد والمصاريف الجامعية اضافة الى علاج  الفرد المريض في العائلة, وغياب المعيل لدى بعض الأسر وذلك في حالة وفاة الأب أو تعرض المعيل إلى ظروف صحية  تقعده عن الحركة فتتحمل المرأة المسؤولية عن إعالة العائلة فتظهر لنا مشكلة تأنيث الفقر(Feminization of poverty) ويعد هذا المصطلح من المصطلحات الحديثة والغريبة على الثقافة العربية , إن مشكلة تأنيث الفقر ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية عندما يقيم رجل وإمرأة علاقة غير شرعية  فينجبان طفل أو أكثر ويعيشان مع بعضهما فترة من الزمن وبعد فترة  يترك الرجل الأم والأطفال لعدة اسباب فهنا تزيد متاعب المرأة على جميع الأصعدة النفسية الإجتماعية الإقتصادية وهنا تتحمل المرأة وحدها المسؤولية فظهرت مشكلة تأنيث الفقر ,اما في مجتمعاتنا العربية إرتبطت مشكلة تأنيث الفقر بالمرأة المعيلة وهن الأرامل والمطلقات والفتيات الاتي لم يتزوجن ولكنهن مسؤولات عن إعالة إخوانهن أو أبائهن.

ومشكلة تأنيث الفقرتأتي من زيادة نسبة الفقر بين المرأة المعيلة أو زيادة عدد العائلات التي ترأسها النساء نتيجة أوضاع التوتر وعدم الإستقرار وتدمير البنى الإقتصادية للمجتمعات  تسببت في نشوء إقتصاديات هشة لم تعد قادرة على توليد فرص عمل فكانت النساء أول الضحايا بسبب فقدان الأب المعيل ,وهنا تكون المرأة أكثر تأثر وحساسية للمتغيرات الإقتصادية المتمثلة في إنخفاض المستوى المعاشي وإنخفاض الدخل ومعاناة المرأة من حيث عدم القدرة على توفير الحاجات الأساسية لها ولأسرتها.         

ويهدف البحث الى تحديد العوامل المؤثرة على تأنيث الفقر من جانب إحصائي وسيتم التعرض الى العديد من المتغيرات الإجتماعية والإقصادية وإدخالها في إختبار إحصائي,وقد تم إستعمال تحليل الإنحدار اللوجستي  من أجل الوصول الى أهم هذه المتغيرات والتي تؤثر بشكل كبير في تأنيث الفقر وبالتالي يتم التركيز عليها عند وضع السياسات الخاصة بالتخفيف من هذه المشكلة.

وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :

1-نلاحظ ان هذ ا الإنموذج لا يعاني من التعددية الخطية من خلال اختبار VIF  و ظهر ان جميع القيم اقل من 5 .

2-هناك سبع متغيرات تؤثر في الفقر وهي ماهو مصدر الماء الرئيسي لإستعمال الأسرة (X2 ) ,البيئة من نوع الحضر (X3(1)) , ماهو العدد الكلي للموجودات الثابتة المملوكة من  الأسرة (الغسالة)من نوع واحد (X4(1)) , ما هو  العدد الكلي للموجودات الثابتة المملوكة من  الأسرة (الهاتف الذكي )من نوع واحدX5(1))  ), ما هو  العدد الكلي للموجودات الثابتة المملوكة من  الأسرة (الثلاجة) من نوع واحد (X6(1)) , حجم الأسرة (X8 ), العمر (X10).

3 -تم تقدير معلمة الحد الثابت ومعلمات المتغيرات المستقلة للإنموذج الإنحدار اللوجستي الثتائي الإستجابة للمتغير المعتمد بإستعمال طريقة الإمكان الأعظم وبطريقة الدورات التكررارية لمشتقات دالة الإمكان الأعظم عن طريق الحصول على أقل قيمه لسالب ضعف لوغارتم دالة الإمكان الأعظم (-2Log Liklihood) وكانت أقل قيمة في الدورة العشرين.

ومن خلال الاستنتاجات قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :

  • فتح مكاتب للخدمة الإجتماعية من أجل تقديم المشورة والمساعدة في حالة مواجهة النساء المعيلات لمشكلات لايستطعن حلهامن خلال تقديم الخبرة والمشورة والتي تساعدهن على حل مشكلاتهن وأيضا” عمل حملات توعية تخص عدم انجاب عدد كبيرجدا من الاطفال لأن الأسرة تكون معرضة للفقر.
  • ضرورة إجراء مسوحات أسرية دورية تشمل جميع محافظات العراق تكون فعالة وسريعة لمراقبة الفقر وخاصة للمرأة المعيلة من أجل تحسين المستوى المعيشي للأسرة وكذلك الحصول على مؤشرات اجتماعية واقتصادية جديدة .
  • ضرورة تمكين المرأة والحد من تهميشها ,وذلك لأن تمكين المرأة ينعكس ايجابيا˝ على الأسرة وبالتالي على المجتمع.
  • دعم المشاريع الصغيرة للمرأة المعيلة من اجل التخفيف من الفقر والذي يسهم في تحويل الأسر الفقيرة الى أسر منتجة .

 

 

Comments are disabled.