تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة بحث الدبلوم العالي  في تخصص التخطيط الاستراتيجي للطالبة ( نجلاء يعكوب يوسف)  بأشراف أ.م.د. علي موات سعد ، عن بحثها الموسوم (تقييم أداء الجهاز المركزي للتقييس و السيطرة النوعية على وفق إنموذج التميز الاوربيEFQM 2015 – دراسة تحليلية ).

يعد التقييم الذاتي لأداء المؤسسات الحكومية في العراق سواء أكانت خدمية أم ربحية من اهم الوسائل التي تساهم في معرفة نقاط القوة و الضعف ، و للنهوض بواقعها و انتشالها من الفساد الاداري و المالي و لتواكب اداراتها الاساليب الحديثة في عملية تقييم الاداء المؤسسي, و لقد تمحورت مشكلة البحث لمدى سعي الجهاز المركزي للتقييس و السيطرة النوعية بتحسـين الخدمات المقدمة من قبله و ما مدى اتباع الاساليب المتطورة في تقييم عمله و ما هي جوانب الخلل و السعي لمعالجتها , لما له من اهمية كبيرة تتجـلى بالتكامل و الشـمولـية في دوائره جميعها، فضلاً عن انه يخدم شريحة كبيرة من المواطـنين.

يهدف”البحث إلى تسليط الضوء حول امكانية تطبيق الإنموذج الاوربي للتميز(EFQM) (الممكنات) في الجهاز المركزي للتقييس و السيطرة النوعية ، نظراً لأهميته و مكانته و لمعرفة مدى سعي ادارة الجهاز لتحقيق التميز.

و قد تم اختيار الجهاز المركزي للتقييس و السيطرة النوعية مجالاً للبحث ، و تم استعمال قوائم الفحص (Checklists) كأداة”رئيسة في البحث والتي صممت على وفق معايير الانموذج الاوربي للتميز ، كون متطلبـات الانموذج تتلاءم مع حاجات و رغبات مجتمع البحث ، و لإمكانيته في تشخيص جوانب الخلل و الضعف في اداء المنظمات و منها الدائرة المبحوثة مما يسهل عملية المعالجة و اتخاذ التدابير اللازمة لتحسين ادائها ، وتطلب ذلك إجراء مقابلات شخصية واتصالات مع عدد من مسؤولي الجهاز فضلاً عن, المعايشة الميدانية للباحثة في الجهاز .

تنطلق أهمية البحث من أهمية الدور الذي يلعبه الجهاز المركزي للتقييس و السيطرة النوعية (COSQC) من خلال مخرجات أدائه (إعداد مواصفات قياسية عراقية ، القياس و المعايرة ، وسم المصوغات ، برامج السيطرة النوعية) وغيرها من الخدمات الرئيسة لمختلف القطاعات ، يعمل الجهاز بشكل حثيث ومستمر في حماية المستهلك العراقي وحماية الاقتصاد وتطوير الانتاج الوطني وذلك من خلال ضبط جودة السلع المنتجة محليا والمستوردة ومراقبة الاسواق وتطوير مفهوم الجودة في ادارة المنشات الانتاجية والخدمية والاستشارية، و يمكن تحديد نقاط الاهمية بالاتي:

  • المساهمة في بلورة رؤية جديدة لفلسفة و وضع إستراتيجيات إدارة الجهاز المركزي للتقييس و السيطرة النوعية لتطبيق إنموذج التميز الاوربي و لتحسين و تطوير الاداء المؤسسي له.
  • تتجلى اهمية البحث من خلال تعميق الفهم و الادراك للقيادات و المديرين في الدائرة المبحوثة بمتغيرات البحث (تقييم الاداء المؤسسي و التميز المؤسسي و نماذجه) و الاستفادة من النتائج في احداث التحسين و التطوير المؤسسي في الدائرة للرقي بها نحو المؤسسات الريادية.
  • يـستمد البحث أهمـيته من الناحية التطبيقية، إذ يعد أول دراسة منهـجية تستعمل احد نماذج التميز العالمية في تقييم أداء الجهاز المركزي للتقييس و السيطرة النوعية .

وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :

  1. بينت نتائج قوائم الفحص الخاصة بمعايير ممكنات إنموذج التميز الاوربي بإن الانموذج هو اطار متكامل ممكن تطبيقه في اي مؤسسة عراقية تسعى الى تحقيق التميز من خلال تشخيص نقاط القوة و الضعف و اتخاذ التدابير اللازمة لوضع حلول مناسبة لتحسين جودة الاداء اذ يعد من اهم الاساليب الادارية الحديثة المتكاملة و المتـطورة.
  2. تبين ان اغلب دول العالم بما فيها العربية تتبنى نماذج الجودة و التميز إذ يصل عددها ما يقارب (مئة إنموذج)، مما يؤكد على اهمية الموضوع الذي شغل دول العالم جميعها التي تبحث عن تقديم منتجات او خدمات متفوقة ترضي الاطراف جميعها ، و لمعرفة مكامن الخلل و الضعف فيها مما يسهل عملية التحسين و التطوير لانه يركز على الجوانب التي توصل المنظمة للأداء المتفوق.
  3. تبين من خلال المقابلات الشخصية إن الجهاز المركزي للتقييس و السيطرة النوعية لا يدرك أهمية التقييم المؤسسي وإنه يفتقر إلى نظام لتقييم الأداء المؤسسي وإن برامج التقييم التي تتم في الجهاز تقتصر على تقييم أداء الموظفين الفردي.
  4. يعمل الجهاز على إعداد خطة إستراتيجية واضحة و ذلك من خلال لجان مختصة داخل الجهاز تعمل وفق اسس معينـة و بناءً على حجم العمل الخدمي و الرقابي .

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :

  1. نشر الوعي بأهمية الأداء المؤسسي وأبعاده في عملية تقييم الأداء المؤسسي للدائرة المبحوثة بالشكل الذي ينسجم مع طبيعة عملها مما يسـاعدها على صياغة خططها وتوجيه أهدافها بشكل ينسجم مع حاجة الجهاز والسياسات الحكومية.
  2. ضرورة بناء إنموذج تميز عراقي يتلاءم مع البيئة العراقية تمنح وفق معاييره جائزة وطنية للتميز و الجودة، إذ ان اغلب النماذج العربية مثل (برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، جائزة الملك عبد الله الثاني ، إنموذج التميز البحريني) اعتمدت على إنموذج التميز الاوربي بعد اجراء التعديلات التي تلائم بيئتهم، و كانت هذه النماذج سبباً رئيسا لما وصلت اليه هذه الدول.
  3. ضرورة إيفاد لجنة متخصصة في مجال الجودة تمتلك خلفية جيدة عن جوائز الجودة إلى دولة تقدم جائزة مـرموقة في هذا المجال ، للتعايش مع مراحلها جميعاً والاستفادة من الخبرات الخارجية.
  4. ينبغي تكثيف الجهود في الجهاز للعمل على إعداد برامج و دورات تدريبية و ندوات و ورش عمل داخل و خارج الجهاز تعمل على توعية العاملين و اصحاب المصالح لنشر ثقافة التميز، و لتعريفهم بأحدث اساليب التقييم الجديدة و المتطورة، و المعوقات التي تواجه عملية التقييم المؤسسي .

 

 

Comments are disabled.