تمت في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد ، مناقشة رسالة ماجستير في تخصص الادارة العامة للطالبة (مروة عباس زيارة ) بأشراف أ.د. علي حسون فندي  عن رسالتها الموسومة (القيادة الرشيقة وتأثيرها في التغيير التنظيمي).

ان القيادة تعد اساس النجاح لأي منظمة تهدف إلى الوصول الى افضل مستويات النجاح وكسب ميزة تنافسية، فالقيادة في الاطار العام تعبر عما يمتلكه القائد من خصائص وسمات تميزه عن غيره وتعطيه تفوق على بقية الموظفين والقادة بخصوص القرارات التي يتخذها، فالقيادة الرشيقة تعبر عن معتقدات القائد وما يتصرف فيه وما يحققه للاخرين من احترام والمناخ الذي يخلقه في المنظمة والذي يلائم اساليب العمل فيها، فضلاً عن خلق بيئة مناسبة للالتزام التنظيمي من قبل العاملين والذي يؤدي في النهاية إلى تحقيق ما تصبوا اليه المنظمة.

تناولت الدراسات السابقة مفهوم القيادة الرشيقة وتحليل ابعادها الاساسية، فضلا عن الاهتمام بدراسة التغيير التنظيمي بشكل منفصل، ونتيجة لقلة الدراسات وندرتها في مجال علاقة القيادة الرشيقة بالتغيير التنظيمي، بالرغم من اهمية هذين المتغيرين في المنظمات العامة ،اضف لذلك عدم امكانية التوصل الى تحديد مفهوم دقيق ومحدد لمتغيري البحث من قبل الباحثين والمتخصصين، اذ لا يزال الجدل والنقاش دائر حول تحديد مفهوم موحد يتلاءم مع البيئة المحددة للتطبيق ، ونظرا لأهميتها ومكانتها وقيمتها العلمية في دراسة بيئة المنظمات العامة العراقية على وجه الخصوص ، اختارت الباحثة هذين المتغيرين ليكونا عنوانا للبحث الحالي.

ومن هنا اصبح حري بالباحثة الى طرح التساؤل الرئيس للبحث (هل تؤثر القيادة الرشيقة لجامعة بغداد في التغيير التنظيمي؟)

تتمثل اهداف البحث بالآتي:

أ. تكمن اهمية البحث الحالي بوصفه محاولة عملية وموضوعية تسلط الضوء على التطور المتسارع في المفاهيم الادارية الحديثة، سيما مفهوم القيادة الرشيقة وسماتها، اذ أصبحت من الأدوات الإدارية الفعالة في مجال تعزيز التغيير التنظيمي وتحقيق النجاح المطلوب في مجالاته، حتى ان تبنيه صار عند البعض سلاحاً تنافسياً مهماً وفعالاً لمساندة الميزة التنافسية وتحقيقها على مستوى الجامعات.

ب. تعد هذه الدراسة امتداداً للدراسات التي تهتم بالجانب الحيوي للمنظمات العامة والمتجسدة بالقيادة الرشيقة، اذ يمثل البحث إضافة متواضعة الى الخزين الأكاديمي العراقي الحاصل في ميدان علم الإدارة، سيما في مجال المعرفة بإدارة المنظمات العامة ودراسات السلوك التنظيمي فيها.

وتم تحديد عددا من الاهداف تلخصت بالآتي:

أ. عرض المفاهيم النظرية المتعلقة بمتغيرات البحث والتعرف عليها بشكل مفصل متمثلة بـ(القيادة الرشيقة وابعادها، والتغيير التنظيمي وابعاده) والتي سيتم التطرق اليها في البحث من خلال الجانب النظري، وبكل ما يتعلق بها، وتقديمه الى جامعة بغداد للإفادة منه.

ب. تحديد أهم سمات القيادة الرشيقة، وضمن أي مستوى تعد ضرورية للجامعة المبحوثة من خلال الاطلاع على عدد من النماذج التي طرحها المتخصصون في هذا المجال، بغية تبني ما هو ملائم لإمكانياتها ومواردها وبيئتها.

جـ. تزويد جامعة بغداد بتصور علمي يمكن من خلاله تطوير الاساليب الادارية المعتمدة من قبلها لتطوير قيادتها الرشيقة وأسلوب تبنيها للتغيير التنظيمي بعد عرض مستوى تطبيقها وتبنيها وممارستها لكل متغير من متغيري البحث.

د. الوصول الى جملة من الاستنتاجات حول متغيرات الدراسة .

وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :

تمتلك جامعة بغداد خليط متجانس من القيادات، سيما من ناحية الشهادات العليا وسنين الخبرة واعمار قوة العمل، في ظل تقارب التمثيل الاجتماعي، مما يشير الى استناد الجامعة عند تعيين قياداتها وتسنمهم المناصب الى معايير موضوعية بعيدة عن النوع الاجتماعي، مما شكل عملهم نواة عمل ابداعي تمثل في مخرجاتهم وقدرتهم على أداء وظائفهم بحسب ما تطلبه الجامعة.

  1. لدى جامعة بغداد قيادة رشيقة تعمل على ممارسة وظيفتها من خلال تمتعها بسمة الصبر والتواضع والحكمة في التصرف، فضلا عن الموضوعية والهدوء والثقة وعلى الترتيب من الاهتمام والتبني والممارسة.
  2. لدى جامعة بغداد اهتماما ملحوظا في تبني التغيير لمواردها البشرية، في ظل محدودية توجهها نحو تبني الاتصالات المفتوحة، وروتينية برامج التدريب الحالية التي لم تعد تتلاءم مع مواكبة التغيير.
  3. تظهر جامعة بغداد اهتماما دون الطموح بتغيير المهام، في ظل محدودية برامج المكافأة المادية والمعنوية الحالية، فضلا عن برامج التطوير والتدريب التي لا تتلاءم مع قابليات وقدرات تلك القيادات.
  4. اظهرت جامعة بغداد تبني وممارسة التغيير التكنولوجي دون الطموح، سيما وأنها تتمسك ببرامج تدريب حالية محدودة القبول، فضلا عن أساليب وبرامج التكنولوجيا التي تمارسها حاليا لم تعد تلبي طموحهم نحو تقليد ومحاكاة الأساليب التي تتبعها الجامعات العالمية والإقليمية.

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات :

ينبغي على جامعة بغداد بالاهتمام بقياداتها الحالية، سيما وأنها تمتلك خبرات ومعرفة من خلال سنوات الخبرة التي تمتلكها وتحصيلها العلمي، والعمل على تلاقح تلكم الخبرات بتعيين افراد جدد دون الاعتماد على النوع الاجتماعي، اذ يكون المعيار الكفاءة والجدارة، التي تتلاءم مع الوصف الوظيفي لتلكم الوظائف.

  1. ضرورة تنمية وتحسين مستوى ممارسة الجامعة للقيادة الرشيقة من خلال:
  • اعتماد مجموعة من السلوكيات والقيم والاحترام واشاعتها بين افرادها.
  • إيجاد بيئة عمل تتلاءم والاعباء والمهام التي تقع على عاتق قياداتها.
  • توظيف السياسات والبرامج والأنظمة التي تدعو الى تقليل الأخطاء والحد منها، واعتماد أفضل الطرائق والأساليب العلمية في الحد من الهدر بالطاقات والموارد البشرية والمادية والمالية.
  • اعتماد الهندرة في بعض مفاصل ووظائف الجامعة للحد من الروتين وتسهيل وتبسيط الإجراءات المعتمدة فيها.
  1. يتحتم على جامعة بغداد إيلاء التغيير في مواردها البشرية المزيد من الاهتمام وبما يتلاءم مع توجهاتها المستقبلية من خلال:
  • تعزيز مهارات وخبرات ومعرفة افرادها، بإكسابهم مهارات جديدة وتغيير في سلوك تأديتهم للوظائف الحالية لتتوافق مع تطلعات الجامعة وأهدافها المستقبلية.
  • الاهتمام بالاتصالات المفتوحة وجعلها أسلوب من أساليب تفعيل التغيير كونها تترك الباب مفتوحة لمشاركة الافراد في اتخاذ القرار وتجعلهم جزءا منه، الامر الذي يحد من مقاومة التغيير.
  • جعل التقييم بشكل مستمر وليس تقييما سنويا، فقد يظهر ضعف في تأدية خدمة مستحدثة تتطلب مزيدا من التدريب وتبادل الخبرة.
  • تفعيل اليات التدريب المستمر لجميع الافراد وضمن فترات العمل من خلال إقامة ندوات وحوار يفعل العصف الذهني ويساهم في التشارك المعرفي وامتزاج الخبرات.

 

 

 

Comments are disabled.