تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة بحث الدبلوم العالي  في تخصص التخطيط الاستراتيجي للطالب ( امير نوري مير )  بأشراف م. د. سارة علي سعيد  عن بحثه الموسوم ( تبني استراتيجيات ادارة المعرفة ودورها في تحسين قدرات التفكير الاستراتيجي)

تبلورت في أواخر القرن العشرين فكرة التركيز على المورد المعرفي والمتمثل بالموجودات المعرفية غير الملموسة كمورد استراتيجي، اذ ان المعرفة التراكمية يمكن استعمالها في توليد الأفكار والمعارف الجديدة بما يسهم في تحقيق المقدرات الجوهرية للمؤسسات العامة ومنظمات الاعمال، في ظل اقتصاد المعرفة الآمر الذي يؤكد الاهتمام المتزايد بالمعرفة واستراتيجيات إدارتها.

وفي ضوء ذلك، لابد للفكر الإداري المعاصر أن يوجه اهتمامه إلى تصميم آليات اجتماعية وأخرى تقنية لتوليد واكتساب المعرفة، بما يكفل للمنظمة تحقيق أهدافها والتكيف مع التغيير السريع عبر بناء وتعزيز مقدراتها الجوهرية والتي بدورها تعزز من إمكانات المنظمة التنافسية لذا برزت استراتيجيات أدارة المعرفة وتعد واحدة من أهم الممارسات العملية الملائمة من خلال تقديمها جملة من العمليات والخطط ، التي احدث ظهورها تحولا كبيراً في اتجاهات منظمات الإعمال ولاسيما في التركيز على الاستثمار في الموجودات الفكرية ومعاملتها بوصفها موجودا استراتيجياً يسهم في بناء مقدرات المنظمات الجوهرية .

تزايد أهمية المعرفة حفز عدداً من الباحثين لدراستها ومحاولة التأطير الفكري لها بالاعتماد على مداخل ونماذج وعمليات لإدارتها ، وتحديد كيف يمكن الافادة منها عبر استراتيجيات إدارة المعرفة التي تضع الوسائل الملائمة لتلك المعرفة ، وتبرز مشكلة الدراسة اكثر بأثارة السؤال الاتي :

مدى كون تلك الاستراتيجيات تسهم في تحسين قدرات المدير ينفي التفكير الاستراتيجي ؟

يستمد البحث اهميته من أهمية الموضوع الذي يعالجه والميدان المختار له، إذ انه يسهم من خلال طرح الأطر النظرية لمتغيرات البحث المتمثلة استراتيجيات ادارة المعرفة والتفكير الاستراتيجي في تحديد الأهمية،  وكما يأتي:

  • تقديم اطار فكري لمتغيرات البحث (استراتيجيات ادارة المعرفة ، والتفكير الاستراتيجي) من خلال دراسة تحليلية متواضعة.
  • إيجاد الحلول للمشكلات انطلاقاً من دور استراتيجيات ادارة المعرفة من خلال عقليات القادة في رفع وتحسين قدرات التفكير الاستراتيجي في المنظمة المبحوثة.
  • تشخيص اهمية استراتيجيات ادارة المعرفة ، والتفكير الاستراتيجي لدى القادة الاستراتيجيين (المهنيين) في المنظمات المبحوثة.
  • إثارة اهتمام القيادات الأكاديمية في المنظمات المبحوثة وسائر المؤسسات نحو ضرورات تبني استراتيجيات ادارة المعرفة وتوظيف تلك الخبرات المختزنة في ذاكرتها في تطوير مستويات تفكيرها الاستراتيجي، وتفحص آليات توظيفه في رفع درجة القرارات المتخذة.

تم تحديد اهداف البحث بالنقاط الاتية:

  1. تحديد مستوى تبني استراتيجيات المعرفة في المنظمة المبحوثة.
  2. تحديد مستوى التفكير الاستراتيجي في المنظمة المبحوثة .
  3. التعرف على نوع العلاقة بين استراتيجيات ادارة المعرفة والتفكير الاستراتيجي في المنظمة المبحوثة
  4. تحديد مستوى تأثير ابعاد استراتيجيات ادارة المعرفة في التفكير الاستراتيجي في المنظمة المبحوثة

وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :

1- تبين ان تبني استراتيجيات ادارة المعرفة في المنظمة المبحوثة تتوفر بنوعيها الترميز والشخصنة ويتضح ذلك من خلال استجابة العينة المبحوثة  .

2- تبين ان مستوى التفكير الاستراتيجي على مستوى الابعاد والاجمالي متوفر في المنظمة المبحوثة وهذا يدل على قدرة المديرين على التفكير بصورة استراتيجية .

3- ان المستوى المتوفر من تبني استراتيجيات ادارة المعرفة في وزارة الاعمار والاسكان والبلديات العامة له دور كبير في تحقيق مستويات عالية من تحسين قدرات التفكير مما يعني ان ممارسة المديرين لاستراتيجيات المعرفة انعكس توافرا ايجابياً على تفكيرهم الاستراتيجي .

4- برز بعد استراتيجية  الترميز اعلى ابعاد استراتيجية ادارة المعرفة مما يدل على ان المديرين في المنظمة المبحوثة قد وظفوا استراتيجية الترميز بكل مؤشراتها كالاستثمار في تكنلوجيا المعلومات وترميز المعلومات وخزنها ونشرها ، ويأتي بعدها استراتيجية الشخصنة، مما يشير الى اهتمام مدراء العينة بتفعيل الحوارات وتبادل المعرفة الشخصية والتوظيف المعتدل للتكنلوجيا .

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات :

1- ضرورة استثمار ادارات المنظمة المبحوثة لاستراتيجية الترميز بكل مؤشراتها كالاستثمار في تكنلوجيا المعلومات ، وترميز المعلومات ونشرها والمشاركة بالمعرفة في تعزيز وتحسين قدرات التفكير الاستراتيجي.

2- ضرورة توظيف واستثمار ادارات المنظمة عينة البحث لمعطيات استراتيجية الشخصنة المتمثلة بتبادل المعرفة الشخصية وتوظيف التكنلوجيا والخبرات الشخصية في تعزيز وتحسين قدرات التفكير الاستراتيجي وتفعيل دور استراتيجية الشخصنة في تحقيق الاهداف .

3- ضرورة ميل الادارات في المنظمة المبحوثة الى تكامل استراتيجيات المعرفة في تعزيز قدرات التفكير الاستراتيجي ، واحداث المزيد من التغير فيها اكثر من الاعتماد على احدى الاستراتيجيتين .

4- تعزيز التعاون ومد جسور الثقة بين القيادات العليا والمرؤوسين في المنظمة المبحوثة من اجل اسهامهم في بناء منظمة فعالة من خلال خلق بيئة محفزة بينهم وتعميق الوعي بدور المنظمة واهدافها واهميتها في خدمة المجتمع وتحقيق نوع من الشفافية في التعامل .

 

 

 

 

 

 

Comments are disabled.