تمت في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد ، مناقشة بحث الدبلوم العالي في تخصص الاحصاء التطبيقي للطالبة ( هاجر حيدر كاظم ) بأشراف م.د. اسماء نجم عبد الله ، عن دراستها الموسومة (تحديد الامراض التنفسية المؤدية لوفاة الاطفال الرضع حسب المحافظات في العراق).
تعد وفيات الاطفال من بين اكثر المؤشرات الديموغرافية التي تشير الى تطور البلاد وتقدمها في جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية وتؤثر على نمو وتوزيع السكان، و ان الوفيات تأتي بالمرتبة الثانية من حيث الاهمية بعد الخصوبة في تأثيرها بحجم السكان، فالخصوبة يكون تأثيرها ايجابياً، اذ تساهم بدرجة كبيرة في النمو السكاني اما الوفاة فيكون تأثيرها سلبياً فتقلل من النمو السكاني. والوفاة ظاهرة متباينة فهي تختلف من بيئة جغرافية الى اخرى ولحدوثها اسباب عدة وهي كذلك تختلف من فئة عمرية الى اخرى لذا كان لابد من دراسة الوفيات لتحديد الاسباب المؤدية لحدوثها ومحاولة تقليلها.
و تلقى دراسة وفيات الاطفال اهمية خاصة في اي مجتمع اذ ترتفع معدلات الوفيات في هذه المرحلة ارتفاعاً ملحوظاً، وتشكل هذه الشريحة من المجتمع القاعدة العريضة للهرم السكاني.
ان اهمية العمر في دراسة الوفيات وخاصة الرضع والاطفال دون سن الخامسة تشكل نسبة كبيرة من اجمالي الوفيات و ان ربع الوفيات تحدث خلال السنوات الاولى من العمر، ففي الدول المتقدمة تم التحكم في هذه الظاهرة وبالمقابل لا تزال معدلات وفيات الاطفال مرتفعة في دول العالم الثالث ومنها العراق لا يزال يعاني من هذه المشكلة الديموغرافية.
ان السبب الرئيسي لهذا البحث هو دراسة وفيات الاطفال الرضع، اذ تشكل زيادة الاعداد خطراً على مستقبل البلاد وتطورها.
قد لا تكون المشكلة في الحالات بحد ذاتها، لكن الجهل بالعوامل المؤثرة على تلك الحالات، هنا يبرز دور التوعية الصحية في المجتمع.
ويعود الاهتمام بدراسة وفيات الاطفال لاسباب عديدة اهمها تعتبر فئة الاطفال من اكثر الفئات العمرية تعرضاً للامراض واقل مقاومة للامراض المعدية كما ان لصحة الاطفال ووفياتهم علاقة وثيقة بمستويات النمو الاقتصادي والتغيير الاجتماعي وما يرتبط بها.
يهدف البحث الى القيام بدراسة احصائية لتصنيف محافظات العراق لتحليل ظاهرة وفيات الاطفال الرضع والمتسببة بالامراض التنفسية واهم تلك الامراض، واكثرها انتشاراً.
وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :
- نلاحظ من نتائج التعنقد والطرق المستخدمة (طريقة الربط بالمتوسط (بين المجاميع)، طريقة الربط المفرد، طريقة الربط بالنقطة الوسطى، طريقة الربط بالوسيط، طريقة وارد) وبالاعتماد على المسافة الاقل بين جميع ازواج المتغيرات (اسباب الوفاة) ومن ثم دمج المجموعتين الاكثر تقارباً ان هذه المسافة قد اختلفت من سنة لاخرى:
- في سنة (2017) تشكل اول عنقود بين (المتغير X7 (امراض اخرى تصيب اساساً النسيج البيني) والمتغير X8 (حالات تقيحية وناخرة في الجهاز التنفسي)).
- اما في سنة (2018) فقد تشكل اول عنقود بين (المتغير X5 (امراض الجهاز التنفسي السفلي المزمنة) والمتغير X7 (امراض اخرى تصيب اساساً النسيج البيني)).
- من نتائج التحليل العنقودي نستنتج
- لسنة (2017) ظهور المتغيرات (X2 (انفلونزا وذات الرئة) وX3 (امراض حادة اخرى بالجهاز التنفسي العلوي) وX7 (امراض اخرى تصيب اساساً النسيج البيني) وX8 (حالات تقيحية وناخرة في الجهاز التنفسي)).
- لسنة (2018) ظهور المتغيرات (X2 (انفلونزا وذات الرئة) وX5 (امراض الجهاز التنفسي السفلي المزمنة) وX7 (امراض اخرى تصيب اساساً النسيج البيني) وX10 (امراض اخرى بالجهاز التنفسي)).
- كذلك نلاحظ من نتائج التحليل العنقودي ان (المتغير X1 (امراض حادة بالجهاز التنفسي العلوي) والمتغير X2 (انفلونزا وذات الرئة)) كانت في المراحل الاخيرة للتعنقد ولسنتين (2017 & 2018) وحسب معظم الطرق.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- نوصي بتكثيف الدراسات فيما يخص المواضيع المتعلقة بالاطفال والرضع لاهمية هذه الشريحة وسلامتها تقود الى نمو المجتمع.
- نوصي بالاهتمام بالاطفال والحرص على سلامتهم وتوفير الخدمات الصحية لذلك مثل التطعيم ضد الامراض والعلاجات اللازمة للامراض التي تصيب الجهاز التنفسي كذلك تثقيف وتوعية الاهل من الناحية الصحية.
- نوصي الاشخاص المصابين بالامراض وخاصة المتسببة بالعدوى بالابتعاد عن الاطفال وخاصة الاطفال الرضع.
- نوصي الباحثين بدراسات مشابهة مثل مقارنة وفيات الاطفال الرضع مع الوفيات بشكل عام، ومقارنة وفيات الاطفال الرضع مع الاطفال الرضع على قيد الحياة.
- نوصي الباحثين باستخدام طرق التحليل العنقودي في المجالات الصحية الاخرى، كذلك في المجالات التربوية والزراعية والصناعية والاقتصادية…الخ
- بناء قواعد بيانات جديدة والعمل على تطويرها تتضمن بيانات مفصلة اكثر تتيح للباحثين الحصول على نتائج افضل وادق واستخدام نماذج احصائية اكثر.