تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة بحث الدبلوم العالي في تخصص التخطيط الاستراتيجي للطالب ( باقر علي عباس )  بأشراف أ.د. عبد السلام لفته سعيد ، عن بحثه الموسوم (تقييم أداء دائرة الشؤون الهندسية والفنية في وزارة الشباب والرياضة على وفق أنموذج التميز الأوربي).

قرر الباحث أعتماد أنموذج التميز الأوربي (EFQM) في تقييم أداء دائرة الشؤون الهندسية والفنية في وزارة الشباب والرياضة العراقية لكونه احد ادوات تقييم الأداء المؤسسي المعتمدة عالمياً ولما له من شهرة وانتشار في معظم المؤسسات العالمية ولما له من أثر واضح على المؤسسات التي اعتمدته من تحسين وتطوير أدائها المؤسسي ، ومن خلال تطبيق معايير أنموذج التميز الأوربي يمكن الوقوف على اهم نقاط القوة التي تتمتع بها الدائرة المبحوثة ليتم تدعيمها والحفاظ عليها لتكون احد اسباب تطور ورقي ادائها اما بخصوص نقاط الضعف ومن خلال تقييم الأداء يمكن تحديد هذة النقاط والعمل على معالجتها وبعبارة اخرى تعتبر فرصة للتحسين المستمر والتطوير في الأداء ، ولكون المؤسسات تعاني من الكثير من الجوانب السلبية ومنها الفساد والمحسوبية وهدر المال العام واهمال العمل بالتخصص والحيود عن المبادىء الادارية الصحيحة لذلك يتطلب من المؤسسات أتباع مناهج واسس عالمية معترف بها للخروج بنتائج لايُختلف عليها داخلياً وخارجياً ومن هذا يمكن قياس الفجوة التي تحول دون تحقيق التميز وتلمس الطرق والاساليب التي من خلالها تسعى المؤسسة لردم هذه الفجوة وتعزيز ما هو مطبق من معايير الأنموذج والمواضع التي تحتاج الى تعزيز وتحويلها الى مواضع قوة ترفع أداء المؤسسة وبذلك تتمكن المؤسسة من معرفة مكانها في طريقها نحو التميز.

وتبرز اهمية البحث في الجوانب الاتية:

  1. يكتسب البحث اهميته من اهمية الشباب ودورهم الزاخر في الحياة والمجتمع ولكون المؤسسة محل البحث هي من المنظمات الداعمة للشباب وللحركة الرياضية فلا بد اعتماد معايير معترف بها عالمياً لتقييم وتحسين أداء هذة المؤسسة الداعمة للشباب والرياضة وأعتماد أنموذج التميز الأوربي EFQM)) في تقييم ادائها المؤسسي.
  2. يسهم هذا البحث في معرفة المؤسسة محل البحث مستوى أدائها على وفق أنموذج التميز الأوربي EFQM)) وتحديد مواقع القوة لتدعيمها ومواقع الضعف لمعالجتها .
  3. يكتسب هذا البحث اهميتة بكونة الدراسة الاولى لعملية تقييم أداء دائرة الشؤون الهندسية والفنية وفق أهم نماذج التميز المعترف بها عالمياً .
  4. تكمن أهمية البحث عن كون أنموذج التميز الأوربي يعتبر أداة للتقييم الذاتي وذات معايير دقيقة وشاملة في تشخيص مستوى المؤسسة لادائها ذاتياً.
  5. اشاعة ثقافة التميز بين كوادر المؤسسة المبحوثة وتعرفهم على جوائز التميز العالمية والاقليمية بهدف تقديم أداء عالي ومتميز من العاملين.

تتجسد اهمية البحث في المحاور ادناه  :

  1. تعزيز وزيادة الادراك لدى المؤسسة محل البحث بأهمية تقييم الأداء المؤسسي .
  2. التعرف على مدى امكانية تطبيق أنموذج التميز الأوربي (EFQM) في تقييم أداء المؤسسة محل البحث.
  3. تحديد مستوى أداء المؤسسة محل البحث من خلال تقييم أدائها على وفق أنموذج التميز الأوربي (EFQM) .
  4. التعرف على العلاقة بين التخطيط الاستراتيجي وتقييم الأداء المؤسسي.
  5. تحديد المعوقات التي تعرقل تطبيق تقييم الأداء المؤسسي على وفق أنموذج التميز الأوربي.

وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :

  •  تبين من نتائج البحث ان الدائرة المبحوثة قد حازت على ( 474 نقطة) من مجموع نقاط معايير الأنموذج الذي يبلغ مجموعها ) 1000نقطة) وهذا يعني ان الدائرة تصنف على انها مؤسسة معترف لها بالتميز حسب تصنيف أنموذج المؤسسة الأوربية لادارة الجودة (EFQM) .
  • تبين ان اعلى نسبة مطابقة لمعايير الأنموذج كانت من نصيب معيار الموارد البشرية الذي حاز على نسبة مطابقة للمعايير بنسبة 57% و يدل على انه هناك رضا للعاملين مقبول وهذا ما اثبتته نتائج مسح الاستبيان حول الرضا الوظيفي لدائرة الشؤون الهندسية والفنية الذي اجرتة الوزارة لعام 2018 م ملحق رقم (1).
  • اما اعلى نسبة في الحيود عن تطبيق معايير الأنموذج فكانت في معيار العمليات والمنتجات والخدمات و بلغت النسبة المئوية للفجوة 62 % وهذا يعود للضعف في اعتماد مسوحات اراء المتعاملين عن المنتوج والخدمات المقدمة وضعف متابعة لانطباعات المتعاملين والضعف في ملائمة تصميم العمليات التي توفر استجابة سريعة ومناسبة وعدم الحرص على مقارنة الأداء السابق ونتائجة  بالأداء الحالي ونتائجة ومدى التطور او التراجع في الأداء وكذلك الابتعاد عن ادارة المنتوج والخدمات خلال دورة حياتها .
  •  توجد علاقة أنسجام بين التخطيط الاستراتيجي وتقييم الأداء حيث يتم اعتماد تحليل البيئة الداخلية والخارجية للخطة الاستراتيجية لتجنب المخاطر وهذا ما تطرقت اليه معايير أنموذج التميز الأوربي (EFQM) لمعيار الاستراتيجية وحاز هذا المعيار على نسبة مئوية بلغت 53 % لمطابقة المعايير الخاصة بالاستراتيجية ويعود سبب كون المطابقة غير مرتفعة لعدم وجود خطة استراتيجية خاصة بالدائرة وانما خطة تشمل الوزارة بصورة عامة.

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :

  •  يتوجب على الجهات المعنية في العراق اعتماد أنموذج تميز مؤسسي يمنح جوائز التميز يتلائم ويتناسب مع مؤسساتنا على غرار أنموذج الملك عبد الله الثاي في الاردن ليكون معيار محلي في تقييم أداء المؤسسات العراقية وقاعدة للتنافس بين المؤسسات للتميز.
  •  على الدائرة الهندسية وضع خطة استراتيجية خاصة بها تتناسب وطبيعة اعمالها والواجبات المكلفة بها لتكون ملهمة ودافعة للعاملين في تحقيق الاهداف الخاصة بالدائرة .
  •  على الدائرة الاهتمام الواسع بعملية التوثيق لكل المتطلبات المعيارية لأنموذج التميز الاوربي كي تتمكن من رفع ادائها ويكون رصيد يمكنها من وضع قاعدة اساسية للسير في طريق التميز المؤسسي.
  •  يتوجب اشاعة ثقافة التميز لدى العاملين وكذلك اهمية تقييم الأداء المؤسسي وما له من مردودات في تطوير الأداء وبالتالي الاسهام في تسهيل الاعمال وبذل مجهود اقل في أداء الاعمال .

 

Comments are disabled.