تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة بحث الدبلوم العالي في تخصص التخطيط الاستراتيجي للطالب (سلام فاضل محمد علي) بأشراف أ.د. ناظم جواد عبد ، عن بحثه الموسوم (انعكاس رأس المال الاجتماعي على الرضا الوظيفي – بحث ميداني في ديوان الوقف السني).

تبتغي المنظمات من خلال بذل الجهود الحثيثة إلى خلق طرق وأساليب تؤدي إلى المساهمة في استمراريتها وزيادة انتاجيتها ، وخاصة تلك التي تختص بالموارد البشرية كالعلوم النفسية والاجتماعية كما تحاول في احيان كثيرة اجراء عملية الدمج بين تلك العلوم والعلوم الإدارية بُغية الوصول لنسق متكامل يثَبت طموحات وأهداف تلك المنظمات ، حيث إن أحد الاساليب التي تعتمدها المنظمات لذلك الغرض هو (رأس المال الاجتماعي) والذي ينطوي تحت جنباته العلاقات القائمة بين مختلف الموظفين وفي جميع المستويات الإدارية وكذلك الجوانب السلوكية والنفسية للأفراد وهي جميعها تندرج تحت البُعد الإدراكي ، ولهذا نجد أن المجتمعات المتقدمة لم تنل تقدمها الذي حققته  إلا من خلال اعتمادها على (رأس المال الاجتماعي) كأسلوب يسهل تبادل العلاقات عن طريق تقوية الثقة وتعزيز أواصر الألفة والانتماء  والتعاون في منظمات التبادل الاجتماعي ليتم زيادة سرعتها وكفاءتها.

لذلك فإن الموظفين يكونون أكثر كفاءة ودافعية لإنجاز الأعمال الموكلة إليهم عندما يشعرون بالرضا عن عملهم ، فهو شعور داخلي يتمثل بالإحساس بالسعادة خاصةً عندما يحقق الفرد اشباعاً لحاجاته ورغباته من خلال ممارسته لعمله.

تأتي أهمية البحث من كونه:-

  1. يناقش البحث موضوعات مهمة في مجال السلوك التنظيمي وما لها من دور مهم في أداء المنظمات كونها تمثل موجودات غير ملموسة.
  2. أهميته للمجتمع المبحوث (ديوان الوقف السني) وتوعية العاملين فيه من إدارات وعاملين بأهمية هذه الموضوعات وانعكاسها على نجاحه.
  3. أهمية البحث كإضافة متواضعة للمكتبة وما تحققه من فائدة للباحثين والدارسين.

يهدف البحث إلى تحقيق الآتي:-

  1. التعريف برأس المال الاجتماعي في ديوان الوقف السني.
  2. التعرف على مستوى الرضا الوظيفي المتحقق للعاملين في ديوان الوقف السني.
  3. تحديد نوع وطبيعة العلاقة بين متغيري البحث (رأس المال الاجتماعي والرضا الوظيفي) في ديوان الوقف السني.
  4. التعرف على مدى تأثير المتغير المستقل (رأس المال الاجتماعي) في المتغير التابع (الرضا الوظيفي) في ديوان الوقف السني.

وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :

  1. رأس المال الاجتماعي هو الترابط والثقة والمحبة بين المواطنين سواءً الأصدقاء، الأسر، الجيران، مكان العمل وأنه يمثل المجتمع ككل.
  2. رأس المال الاجتماعي أكثر صور رأس المال غموضا لأنه يتعلق بالأساس بقيمة غير منظورة أو ملموسة وأقل صور رأس المال تجسداً بحيث يختلف عن غيره من صور رأس المال الأخرى فيما يتعلق بالنتائج المتحققة من استثماره، إذ يؤدي استثمار الفرد لما يمتلكه من رأس مال مادي أو بشري إلى تحقيق فائدة مباشرة، بينما يؤدي استثمار رأس المال الاجتماعي إلى تحقيق فائدة ليس فقط على مستوى الجماعة وإنما على مستوى المجتمع بأكمله.
  3. يتطلب الاستثمار في رأس المال الاجتماعي ممارسات إدارية أساسية تتمثل في إقامة الروابط، تعزيز الثقة وتشجيع التعاون. فمن خلاله يمكن للمسؤولين في المؤسسات معرفة ما يمكن فعله من أجل تشجيع الارتباطات الفعالة بين الموظفين وزيادة الثقة بينهم.
  4. تبين ارتفاع رأس المال الاجتماعي في ديوان الوقف السني والموجود لدى مدراء أقسام المديريات التابعة له ، وهذا دليل على وجود السلوكيات التي تطور رأس المال الاجتماعي في المنظمة المبحوثة وتقوي العلاقات الاجتماعية بين المدراء في المنظمة ، وأن هناك الكثير من الموارد المتحققة في الشبكات الاجتماعية للمدراء تمكنهم من أداء أعمالهم وتحقيق الأهداف المطلوبة ، وهذا يعود لأسباب كثيرة منها المماثلة بين المدراء ، والانتماء لنفس الطبقة الاجتماعية ، ووجود علاقات عمل قوية بينهم.

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :

1.العمل على إدامة أواصر الثقة بين الموظفين اجتماعياً وفكرياً ، بدلاً من خلق الحواجز فيما بينهم.

  1. ضرورة الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية بين العاملين والإدارة، واستغلالها وتعزيزها من خلال تظافر الجهود، والعمل بروح الفريق، وسهوله الاتصال، والانسجام بين أهداف الفرد والإدارة، لتقديم إسهامات تصب بمصلحة المنظمة، فضلاً عن كونها تُزيد من حالات الرضا الوظيفي للعاملين.
  2. يجب على الإدارة الاهتمام بتعيين مهام ومسؤوليات تتفق مع قدرات ومهارات الموظفين، وربطها كذلك بنظام حوافز يتفق مع الحاجات الفعلية لهم، وتعيين أهداف واضحة وواقعية للأداء، وأهداف صعبة ولكن مقبولة لتشجيع الإبداع والابتكار.
  3. اعتماد برامج تدريبية للموظفين تتضمن أساليب لزيادة الثقة بهم من قبل الآخرين ، عن طريق استخدام سلوكيات محددة مثل (الصدق والأمانة) ، وكذلك مطابقة أفعال الموظفين لأقوالهم ، وأيضاً طرح أمور من الواقع وتكون قابلة للتطبيق العملي.

 

Comments are disabled.