تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة بحث الدبلوم العالي في تخصص الادارة المحلية للطالبة (اسيل اسماعيل كاطع ) بأشراف أ.م.د. تلا عاصم فائق ، عن دراستها الموسومة (دور الادارة المحلية في تقييم المشاريع الخدمية / دراسة حالة في محافظة بغداد).
تعد المشروعات الخدمية من الركائز الاساسية في حياة المجتمع والفرد لكونها العمود الرئيس في الدول المتقدمة عالميا, اذ تعددت الانشطة والوظائف العامة بكل المجالات الخدمية العامة , والمشروعات الخدمية لها الاهمية الكبيرة في ارساء البنى التحتية للبلد , لكونها من ابعاد النهوض بالواقع المحلي المطلوب لجميع المجتمعات الانسانية , فتقع على عاتق الادارات المحلية, مما اوجب توفرها على وفق حاجة سكانها المحليين وتجهيزها وصيانتها وتطويرها بحسب الامكانات المتاحة لإشباع حاجات المجتمع بكل المجالات الخدمية.
و تتحمل الإدارة المحلية مسؤولية تقديم الخدمات لمواطنيها , في ضوء تزامنها مع مسؤوليات مماثلة للإدارة المركزية , اذ انبثقت اهمية اللامركزية بعد التطورات التي غطت دول العالم , فبدأت تلجأ الى تبني افكار الادارة الحديثة , فكانت فكرة اللامركزية ودورها الفاعل في تسهيل عمل باقي الادارات , وكيف تؤدي انشطتها بصورة سريعة تجاوزت حدود الروتين , وطبقتها الكثير من الدول على وجه الخصوص في العراق ومحافظاته , وعاصمته بغداد.
ويمكن تحديد اهمية البحث بما يأتي:
1. تحديد اهم المعوقات لإنجاز المشروعات الخدمية والجهات المسؤولة عنها مثل (محافظة بغداد, المقاول , الاستشاري , معوقات اخرى), ونسبة مسؤولية كل من الاطراف المساهمة في هذه المشروعات الخدمية.
2. يوفر البحث قدرة كبيرة للقيادات الادارية والفنية في محافظة بغداد لمعالجة معوقات الانجاز للمشروعات الخدمية, مما يعني تنفيذ الخطط بفاعلية اكبر في المستقبل.
3. يسهم البحث مساهمة حقيقية وفعلية من شأنها تحسين عملية تنفيذ المشروعات الخدمية وتحقيق اهدافها بكفاءة وفاعلية, اذ يعد البحث من المحاولات التي تتم من خلالها تحفيز القطاع الخدمي ,اذ يمثل مدخلاً لمزيد من البحوث في مجالات تتعلق بالمشروعات الخدمية ذات تماس مباشر مع حياة المواطنين سواء في محافظة بغداد او في منظمات اخرى.
4. اظهار دور الادارة المحلية في تقييم المشروعات الخدمية.
من خلال هذه الدراسة توصل الباحث إلى الاستنتاجات الآتية :
1. اظهرت محافظة بغداد اهتماما بقوة عمل متجانسة الى حد ما, ذات طابع مهني وخبرة تستند الى المؤهل الجامعي, الا إنها مازالت تعاني من اشراك اغلب ملاكاتها من المهندسين في المشاريع وذلك بسبب عملهم بأقسام ليست ضمن اختصاصاتهم اي اعمال ادارية وليست فنية ذات طابع هندسي, وغياب الشهادات العليا ولاسيما الدكتوراه في مجال الاختصاص.
2. يمارس ديوان محافظة بغداد مشروعاته في ظل مركزية , تتحمل من خلاله الادارة المحلية المسؤولية الادارية والقانونية اتجاه الاعمال المكلفة بها امام السلطة المركزية , في ظل محدودية التلكؤ في المسائلة من قبل هذه السلطة احياناً.
3. اظهرت الحكومة المحلية لمحافظة بغداد قدرتها على ممارسة مهامها في المشروعات التي تديرها بأسلوب اللامركزية , فضلا عن قيامها بالتشاور مع السلطة المركزية قبل اقرارها القوانين ذات العلاقة , وقدرتها على اتخاذ القرارات لحل المشكلات المحلية دون الرجوع الى تلك السلطة.
4. تواجه مشروعات محافظة بغداد بعض المعوقات المتعلقة برب العمل اهمها ضعف السيولة النقدية, وعدم امتلاك التقنيات الحديثة عند تنفيذ المشروعات ,فضلا عن ضعف الحوافز المادية والمعنوية المقدمة لملاكات المشروعات.
من خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات :
1. ينبغي على ديوان محافظة بغداد الاهتمام باستقطاب الكفاءات الهندسية اصحاب الشهادات العليا في مجال التخصص , فضلا عن الاهتمام بالتشارك المعرفي وتبادل الخبرات بينهم.
2. على ديوان محافظة بغداد التأكيد على الجوانب المشرقة للمركزية في مهامه والتزاماته امام الحكومة المركزية ,وتفعيل الرقابة والمساءلة على المشروعات وجميع التصرفات المالية.
3. ضرورة العمل بأسلوب اللامركزية عند تنفيذ المشروعات التي تتبناها ديوان محافظة بغداد بإسنادها لفريق عمل كفوء وفاعل وتخويله الصلاحيات والمسؤوليات كافة, التي من شانها تحد من التلكؤ والتأخير وتجاوز حالات الروتين والهدر في الوقت والجهد والمال , فضلا عن تمكين تلك الفرق ودعمها ماديا ومعنويا ومشاركتها في اتخاذ القرار.
4. يتحتم على محافظة بغداد تذليل العقبات والمحددات الادارية والمالية والفنية المتعلقة به قدر المستطاع , وتخصيص المبالغ النقدية الموجهة لإنجاز المشروعات وبحسب مراحل انجازها , فضلا عن رفدها بالمعدات والاليات والملاكات المتخصصة ودعمها ماديا ومعنوياً .