تأثير القوة التنظيمية في ادارة الازمة بتوسيط استراتيجيات ادارة الموارد البشرية
الطالب : رائد عبد الجبار خضر المشرف : أ.م.د. انتصار عباس حمادي
تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير في تخصص ادارة الاعمال للطالب ( رائد عبد الجبار خضر ) عن دراسته الموسومة ” تأثير القوة التنظيمية في ادارة الازمة بتوسيط استراتيجيات ادارة الموارد البشرية – بحث ميداني في دوائر وزارة الكهرباء “.
تشهد المنظمات الحكومية والخاصة تحولات كبيرة ومتسارعة, نتيجة لتأثرها بالبيئة المحيطة تناغماً وتفاعلاً واستجابة, فتحتم عليها سرعة استجابة وتكيف بهدف التأقلم مع وضع مضطرب وازمات متلاحقة في ظل الاوضاع الاقتصادية للعراق والازمات الحكومية التي اضحت تهدد كيانات الوزارات واليات عملها, ولاسيما الوزارات والدوائر ذات التمويل الذاتي.
فالمنظمات الخدمية الهادفة لإرضاء المجتمع الكبير والمتنوع الاعمار والاجناس والاعمال , من خلال تقديمها خدمة وفق ثمن , اصبحت تواجه ازمات تتمثل بتوسع اعداد السكان وبناء الوحدات السكنية وما يقابلها من خدمات في ظل ضعف الموارد وتنامي حالات الفساد, اصبح لزاماً على وزارة الكهرباء تلبية هذه الاحتياجات بتزويد المواطنين واصحاب المعامل والمستشفيات والجامعات ودور العبادة بالطاقة الكهربائية, ففي ظل شحة الموارد وتزايد الطلب وتقادم محطات وشبكات التوزيع , تواجه الوزارة بين الحين والاخر ازمات متلاحقة, اوجبت على قياداتها ومراكز القرار فيها التأهب والاعداد بشكل مبكر, في ضوء تظافر الجهود الجماعية لملاكاتها الفنية والادارية واستنفار طاقاتها البشرية.
ان استنفار الطاقات البشرية يحتاج لاستراتيجيات تقود تنظيمها الانساني نحو تذليل الصعوبات وتحدي الواقع , وزيادة الكفاية الانتاجية بتجهيز المجتمع بالطاقة الكهربائية المطلوبة في ظل تفاعل ايجابي بين قيادة الوزارة وموارها البشرية والمادية والمالية والمعلوماتية والتكنلوجية, واعداها بما يتناسب والاوضاع الحالية والمستقبلية والمنبثقة من رؤيتها الكلية والمتلائمة مع رؤية ادارة الموارد البشرية في الوزارة , بغية التأهب لتجاوز الازمات وتقليلها وتقليص حجم تأثيرها قدر الامكان.
حيث يهدف البحث الحالي الى اختبار علاقة وتأثير القوة التنظيمية كمتغير مستقل في ادارة الازمة كمتغير معتمد , عبر توسيط استراتيجيات الموارد البشرية , في وزارة الكهرباء ومديرياتها ومحطاتها.
وانطلاقاً من أهمية البحث للمنظمات المعنية بالبحث والمجتمع , اعتمد الباحث المنهج الوصفي الاستطلاعي في انجاز البحث , وشمل البحث ( المديرين العامين , ومعاوني المديرين العامين , ورؤساء الاقسام , ومديري محطات انتاج الطاقة الكهربائية ومعاونيهم ) , اذ كان مجتمع البحث قصدياً حُصٍر بشكل شامل بـ(462) , وزعت استمارة الاستبيان عليهم , لتكون عدد الاستمارات النهائية الصالحة للتحليل (448) مستجيباً , وباعتماد استبانة تتكون من (68) فقرة , ودًعِمت بالمقابلات الشخصية والمعايشة الميدانية نظراً لكون الباحث موظفاً في الوزارة , واعتمد البحث برنامج ( SPSS V.23 ) وبرنامج ( AMOS V.18 ) واساليب الاحصاء الوصفي (الوسط الحسابي , النسب المئوية , معامل الاختلاف النسبي , الانحراف المعياري , اختبار الخطية , اختبار التوزيع الطبيعي , التحليل العاملي , الاهمية النسبية , معامل الارتباط البسيط بيرسون , الانحدار الخطي البسيط , تحليل المسار ) لاختبار الفرضيات.
اذ ولَد الواقع الحالي وما ترتب عليه تدهوراً عملياتياً وتشغيلياً وادارياً واقتصادياً للوزارة بشكل عام وعلى قطاع الكهرباء في العراق اهتمام الباحث , فعمد لتقديم انموذج عمل قائم على تشخيص واقع العمل وفقاً لمنظور متغيرات البحث , فضلاً عن ايجاد مكامن القوة وثغرات الضعف في عمل الوزارة ومديرياتها ومحطاتها من وجهة نظر افرادها , ووضع التوصيات والاليات المناسبة لمعالجة ضعف او بتعزيز قوة في ظل الامكانيات المتاحة.
فقد لجأ الباحث لاختيار متغيرات بحثه, والمتمثلة بالقوة التنظيمية كمتغير مستقل تستمد في ظله قيادات الوزارة القدرة والسلطة بتنوع قواها المستعملة بهدف التأثير في سلوك واتجاهات ملاكها, لتحقيق اهدافها الانية والمستقبلية , فيما كان لاختيار المتغير المعتمد ( ادارة الازمة ) اهتمام واضح نظراً لامتلاك هذه القيادات وملاكاتها مجمل اجراءات وعمليات وبرامج , تستشعر من خلالها الازمات وتعمل على تجنب اضرارها الخاصة والعامة, بينما لجأ الباحث لاختيار المتغير الوسيط (استراتيجيات ادارة الموارد البشرية) اهمية كبيرة لما لها من جسور رابطة ومنسقة ومنظمة عبر إجراءاتها وقرارتها التشغيلية بتوجيه افرادها نحو تحقيق اهداف ورسالة الوزارة في ظل استراتيجيتها الكلية ووليدتها استراتيجيات ادارة الموارد البشرية على مستوى الوحدات.
واشتمل البحث على اربعة فصول , كان اولها لمنهجية البحث ودراسات سابقة , فيما خصص الفصل الثاني للتعامل مع الجانب النظري والمتمثل بأربعة مباحث , بينما اشتمل الفصل الثالث الجانب العملي والتطبيقي للبحث ومناقشتها واختبار فروض البحث , واخيراً كان لابد للباحث ان يصل في الفصل الرابع الى تحديد ابرز الاستنتاجات العملية ومعالجتها في ضوء التوصيات والاليات المقترحة بموجب النتائج للدوائر المبحوثة.
وانتهت دراسة البحث لأبرز الاستنتاجات والتي اظهرت صحة فرضية تأثير القوة التنظيمية بشكل مباشر في ادارة الازمة , وتزداد قيمتها عبر توسيط استراتيجيات الموارد البشرية , فضلاً عن ضعف استراتيجيتي التوظيف والتعويضات في المنظمات المبحوثة.
فيما خرج البحث بجملة توصيات من اهمها استثمار العلاقة التبادلية والتفاعلية بين القوة التنظيمية وادارة الازمة بشكليها المباشر وغير المباشر.