تم مناقشة بحث الدبلوم العالي ( المعادل للماجستير ) في تخصص ادارة البلديات للطالب (عباس هاشم عبد النبي) بأشراف أ.م.فائق جواد كاظم وذلك عبر منصة Google meet وكان عنوان البحث (الابداع البيئي وانعكاسه على الأداء البلدي -دراسة ميدانية في مديرية بلديات ميسان)
وقد تبلورت اسباب اختيار موضوع هذه الدراسة بمشكلة وجود قصور واضح في فهم معنى وتطبيق بعض الأنشطة الابداعية لاسيما في المجال البيئي، وإغفال دورها في تحسين الاداء البلدي في المنظمات الحكومية الخدمية عموماً وفي مديرية بلديات ميسان والمؤسسات البلدية التابعة لها بشكل خاص , لذا جاءت هذه الدراسة كمساهمة معرفية وتطبيقية لتوجيه أنظار الادارات العليا إلى ضرورة الاهتمام بتفعيل مفاهيم وأساليب عمل معاصرة وتطويرها والحفاظ عليها كونها تمثل مورداً مهما للمنظمة .
وتكمن أهمية هذه الدراسة في انها تخرج بتأصيل فكري لطبيعة متغيرات الدراسة مستندة الى الواقع التطبيقي للأبداع البيئي ومدى قدرته في تحسين الأداء البلدي، إذ إن الاهتمام بالدراسة في المنظمة المبحوثة كان بغية تشخيص واقع الابداع البيئي من جهة وتشخيص واقع الأداء البلدي من جهة أخرى وتقديمها الى المنظمة المبحوثة لغرض تعزيز مواطن القوة وتصحيح ومعالجة مواطن الضعف في مساهمة تطمح لتقديم ما يطمح إليه المستفيدين في المناطق المخدومة فيما يتعلق بالخدمات المقدمة من قبلها.
وتهدف الدراسة الى التعرف على انعكاس الابداع البيئي على الاداء البلدي من خلال ما يأتي :-
1-التعرف على دور الابداع البيئي والاداء البلدي.
2-توعية الموارد البشرية للمؤسسات البلدية بالدور الذي يلعبه الابداع البيئي في تحسين الاداء البلدي.
3-تعريف المعنيين بالمفردات والمعايير المستخدمة لتقييم الابداع البيئي والاداء البلدي.
4-اغناء موضوع الابداع البيئي الذي لايزال في مرحلة المفهوم على الصعيد النظري والتلكأ على الصعيد العملي.
5-الاسهام في تطويرالرؤية للمؤسسات البلدية والموظفين والجهات المسؤولة لمفهوم الابداع البيئي وآثاره المجتمعية.
6-اختبار العلاقة والتأثير بين الابداع البيئي والاداء البلدي.
7-دعم المكتبات والباحثين بمصدر اضافي للبحث في هذا الموضوع.
وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :
حققت المتغيرات الرئيسة (الابداع البيئي, الاداء البلدي) صدق العبارات الظاهري بعرضها على السادة محكمي استبانة الدراسة مما يدل على ان الاسئلة كانت متوافقة مع ابعاد هذه المتغيرات.
2-تبين ان اغلب فقرات المقياس والبالغة (56) سؤالا كانت واضحة تماماً للعينة المستهدفة وذات ثبات عالي عبر اختبار الفا كرونباخ ولم ترد أي عبارة غامضة مما يدل على ثبات مقياس الدراسة.
3-تبين ان البيانات لا تتبع التوزيع الطبيعي على وفق اختبار كلموغروف – سيمرونوف على المستويين الفرعي والاجمالي مما دعى الى استخدام الاختبارات اللامعلمية .
4-فاقت نسبة الذكور في المناصب الإدارية نسبة الإناث في المؤسسات البلدية المبحوثة وهذا يشير إلى أن الادارة العليا تعطي الفرصة والمساهمة للذكور في الإدارة, وقد يعزى لطبيعة العمل البلدي ، ورغم ذلك ظهر إن للعنصر النسوي دور في المسؤولية مما يؤشر أن الادارات العليا تأخذ بنظر الاعتبار الكفاءة والخبرة.
وفي ضوء الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات :
قيام الادارات العليا واصحاب القرار باسناد المناصب الادارية الفعالة والمهمة ضمن مستويات الادارة الوسطى كشعب المؤسسات البلدية الى فئة الشباب ذوي الكفاءة والنزاهة والطموح من الجنسين وفسح المجال امامهم وتشجيعهم على توليد وتبني الافكار الابداعية وتعزيز التعاون بينهم لتحقيق افضل اداء ممكن.
2- الاهتمام باستقطاب اصحاب الشهادات العلمية والمهنية العليا من ذوي الخبرة والمهارة والابداع ومن كلا الجنسين ,والسعي لتوفير الفرص لمنتسبي المؤسسات البلدية الراغبين باكمال وتطوير دراساتهم الجامعية الاولية والعليا بالتعاون مع الجامعات العراقية والدولية وزجهم في دورات ومؤتمرات علمية وتثقيفية واستخدام الاساليب والتقنيات المختلفة لاستثارة الافكار والحلول الابداعية بما يحسن ويطور واقع انشطتها وادائها.
3- ضرورة زيادة اهتمام الادارات العليا والوسطى في المؤسسة المبحوثة بأنواع وابعاد الابداع البيئي بشكل عام والبعد التقني بشكل خاص بتوفير واعتماد واستخدام تقنيات واساليب علمية حديثة للمحافظة على البيئة ,واجراء تغييرات في اساليب تقديم الخدمات والاستفادة القصوى من الانظمة الحاسوبية والبرامجيات الحديثة في عمليات تصميم وتقديم خدماتها, وتفعيل وتشجيع فرق ومجاميع ولجان العمل وتزويدها بالمعلومات والتقنية.
4- ضرورة زيادة اهتمام الادارات العليا والوسطى في المؤسسة المبحوثة بأنواع وابعاد الاداء البلدي بشكل عام والبعد المالي بشكل خاص وذلك بسعيها للتوجه للأنشطة ذات المردود المالي وترشيد نفقاتها غير الضرورية والسعي للإيفاء بالالتزامات المطلوبة واعطاء الاهتمام بتوفير موارد اقتصادية جديدة وكفوءة.