تمت في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد ، مناقشة رسالة ماجستير في تخصص الادارة الصناعية للطالب (بـــلال حسـين خـلـف) بأشراف أ.م. بتـــول عطيـة خـلـف عن رسالته الموسومة (تحسين نظام التصنيع الهجين باستعمال Six Sigma الرشيقة – بحث تطبيقي في شركة كرونجي لإنتاج المشروبات الغازية والعصائر والمياه الصحية – كركوك)
في ظل عصر العولمة الصناعية واشتداد المنافسة أصبح توفير منتجات عالية الجودة ميزة تنافسية وضرورة لضمان بقاء واستمرار المنظمات الصناعية، لذا تعد تقنية السكس سگما الرشيقة واحدة من أبرز التقنيات التي تستعملها الشركات لتحسين جودة منتجاتها، ومن اجل التغلب على جميع القضايا ذات الصلة بنجاح شركات التصنيع تم دمج تقنيات منها (تقنية السكس سگما الرشيقة بنظام التصنيع الهجين) لمساعدة الشركات في تحسين عملياتها الانتاجية والنهوض بواقع الصناعة للشركات العراقية.
ويهدف هذا البحث إلى بيان التطبيق العملي لـ تقنية السكس سگما الرشيقة وبضمنها منهجية الـ DMAIC التي تعمل على دراسة المشاكل وتحديد أسبابها الجذرية وإعطاء بعض المقترحات لتحسين الجودة وتقليل عيوب المنتجات داخل ” شركة كرونجي لإنتاج المشروبات الغازية والمياه الصحية والعصائر” عينة البحث، وايضاً تطبيق مقاييس الأداء لنظام التصنيع الهجين باستعمال قائمة فحص (Checklist) لقياس أداء الشركة.
تركز مشكلة البحث على أن عمليات التصنيع الهجين تتمثل في تجهيز الزبون كما يريد بالتحديد من دون ضياعات وبصورة مستمرة من خلال زيادة الانتاجية وتخفيض المخزون وتقليل الهدر والكلف ووقت الانتظار، كل هذه المعايير تؤدي الى عدم حدوث المشاكل في الانتاج واعطاء انذار مبكر لمشاكل الجودة واعطاء الامر بالتغذية العكسية على الفور لإيجاد الحلول. ومن خلال الزيارات الميدانية المتكررة ” لشركة كرونجي للمشروبات الغازية والعصائر” شخص الباحث وجود العديد من المشاكل التي تؤدي الى ظهور منتجات المعيبة، وكذلك افتقار الشركة للمقاييس الإحصائية لقياس مستوى الجودة ومقدرة العمليات الإنتاجية مما ينعكس بدوره على تذبذب الأداء وانخفاض مستوى السگما، وان بقاء الشركة واستمرارها اليوم يعتمد بصورة كبيرة على جودة منتجاتها.
وتكمن أهمية البحث بالآتي:
- يعد نظام التصنيع الهجين من النظم التصنيعية الحديثة والذي يمثل مجال دراسة جديدة لمشكلات الشركات التي تسعى لتحقيق الاستجابة والمرونة في التعامل مع التغيرات بسرعة عالية.
- تقديم قيمة للشركات والزبائن من خلال المساهمة في تحسين الأداء برفع مستوى الجودة وتخفيض الكلف.
- مساعدة الشركة المبحوثة في التعرف على تقنية حديثة كمنهجية الـ DMAIC التي تعمل على تحسين أداء المنظمات الصناعية.
- تحديد وتشخيص المنتجات الغير مطابقة للمواصفات الفنية الموضوعة من خلال اكتشاف الأخطاء والعيوب بوقت مبكر.
حيث يسعى البحث لتحقيق عدة اهداف منها:
- تحديد متطلبات تطبيق منهجية الـ DMAIC في الشركة عينة البحث.
- تطبيق استراتيجية نقطة عدم التلاقي “التأجيل” التي تسهم في تقليل الضياعات ووقت الانتظار والتسليم السريع لمنتجات الشركة.
- القضاء على العيوب التي تؤدي الى وحدات معيبة خلال العملية الانتاجية للشركة.
- تقليل الانحرافات التي تظهر في الخطوط الانتاجية اثناء عمليات فحص المنتجات.
- استعمال مقاييس أداء التصنيع الهجين لقياس مدى نجاح المنظمة في تحقيق أهدافها.
- قياس مستوى السگما في الشركة عينة البحث ومحاولة رفع نسبته مع السعي لتقليل العيوب.
وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :
- يُعدّ نظام التصنيع الهجين كنظام انتاجي يعمل على تقليل الهدر والضياعات في العملية الإنتاجية والتركيز على الأسواق والزبائن وتحقيق تنوع عالي في المنتجات، وله عدة مقاييس يمكن من خلالها قياس مدى نجاح الشركة في تحقيق أهدافها، فمن خلال تطبيق هذه المقاييس في الشركة عينة البحث تم تحديد نسبة التطبيق لهذه المقاييس وحجم الفجوة والتعرف على أداء الشركة بشكل عام.
- ان عملية قياس أداء الأنشطة للشركة عينة البحث من الأمور المهمة من اجل تقييم الأداء الاستراتيجي لتلك النشاطات ومدى عملها بصورة صحيحة وذلك لاتخاذ القرارات المهمة وبيان مدى تفعيلها وبعدها عن الحالة المثالية.
- إن استعمال تقنية السكس سگما الرشيقة كمنهجية لتحسين الأعمال للشركات والمؤسسات بهدف زيادة قيمة المساهمين والعمل على رفع مستوى الجودة وخفض الكلف من خلال تقليل العيوب والكشف عن أسباب الانحرافات في العملية الإنتاجية من خلال تطبيق بعض الأدوات الاحصائية.
- تهتم الشركة عينة البحث بشكل كبير بمجال الجودة وعلى نواحي مختلفة من خلال حصولها على شهادة الايزو الخاصة بجودة المنتج وكذلك سعيها لتحسين المنتجات التي تطرحها في السوق، لكنها لم تصل الى قمة الأداء على مستوى الجودة.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- على الشركة العمل بشكل أكبر لتقليل حجم الفجوة ورفع مستوى التطبيق مع البحث عن أسباب انخفاض مستوى الأداء في الجوانب التي تم التطرق لها كالجودة والإنتاجية والكلفة.
- العمل باستراتيجية نقطة عدم التلاقي (التأجيل) فهي تفصل بين العمليات الإنتاجية من خلال تأخير بعض النشاطات الإنتاجية المهمة لحين استلام طلبات الزبائن ومن ثم اكمال عملية الإنتاج ولها أهمية من حيث تقليل المخزون وكذلك الإسراع بتلبية طلبات الزبون، أي (لا تنتج وتكدس البضائع في المخازن انما تعتمد على الطلبات الموجهة من قبل زبائنها بالاستناد الى خطة إنتاجية زمنية.
- على إدارة الشركة الإبقاء على مستوى مخزون منخفض وذلك لمواجهة الطلبيات عاجلة التي تتلقاها في مواسم معينة من السنة كصيف مثلاً فيجب ان يكون لديها مستوى خزين مناسب لتغطية هذه الطلبات، فاستلام الطلبات وتحويله الى خطة إنتاجية قد يأخذ وقتاً مما يؤدي الى تأخر طلبات بعض الزبائن.
- هنا يجب الإشارة الى عملية تكرار تسريح العاملين من العمل ومن اسبابها قلة المخصصات المالية الممنوحة من الشركة او بسبب ضغط العمل الإضافي مما يؤدي الى التعاقد مع عامليين جدد، ومن الأمور المترتبة على عملية التعاقد ضعف أداء العامل الجديد وقلة خبرته في التعامل مع التقنيات الحديثة وكذلك حدوث اخطاء متكررة نتيجة قلة الدورات التدريبية التخصصية في العمل قد تؤدي لظهور العيوب والانحرافات في العملية.