انعكاس ادارة الوقت على فاعلية العمل الرقابي
الطالبة : مروة جمال سلمان المشرف : أ.د. صبيحة قاسم هاشم
تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير في تخصص تقويم الاداء للطالبة ( مروة جمال سلمان ) عن دراستها الموسومة ” انعكاس ادارة الوقت على فاعلية العمل الرقابي – بحث ميداني في ديوان الرقابة المالية “.
ان التكنولوجيا فرضت الكثير من التغيرات في الادارة لتلائم وظائفها الجديدة والمستقبلية ولكن الادارة لا تخرج عن كونها عملية استثمار الموارد المتاحة لها سواء كانت مادية ، مالية ، بشرية وغيرها والعمل على تنظيم الجهود والسعي لتحقيق الاهداف بكفاءة وفاعلية وان ظاهرة استثمار الوقت وتوظيفه في المنظمات مازال دون مستوى الطموح على الرغم من كل الجهود المبذولة للتوعية بأهميته.
ان استثمار الوقت وتوظيف ما يتوفر منه اصبح حقلا معرفيا يتطلب التخصص والبحث العلمي ،ولا نبالغ اذا ما قلنا ان عصرنا هذا اصبح بحق عصر سباق لكسب الزمن وتوفير الوقت من اجل اختصار المسافات بين الامم في سعيها لتحقيق اهدافها اكثر من ان يكون مجرد سباق في الاكتشاف او الاختراع او التصنيع . فان الوقت اصبح من الموارد المهمة فهو لا يحتاج اعتمادات مالية انما يحتاج لقيادة تديره وتستثمره وتزيد من فعاليته لأنه سينعكس على كفاءة وفعالية المؤسسة ذاتها.
ان الوقت يعد من الموارد المهمة والنادرة ويعد من الركائز الاساسية التي يتوقف عليها نجاح اي مؤسسة وتحقيقها لأهدافها من خلال استثماره بصورة مثلى ، ونظرا لأهمية عمل الديوان الذي يسهم في الحد من الفساد والغش والتلاعب وحماية المال العام فيعد الوقت عنصراً مهماً يجب اخذه بنظر الاعتبار عند اداء العمل الرقابي ويعد هذا السبب الاساس في اختيار الباحثة لهذا الموضوع.
و من ما سبق ذكره اسهم في تبلور مشكلة البحث التي تضمنت مجموعة من التساؤلات وكان اهمها ماهي العلاقة بين ادارة الوقت وفاعلية العمل الرقابي؟ وما هي اهم العوامل المؤدية لهدر الوقت في العمل الرقابي؟ وان هدف البحث هو السعي لإيضاح العلاقة بين ادارة الوقت وفاعلية العمل الرقابي ،وان عمل الديوان له اهمية كبيرة في الكشف عن الفساد والتلاعب فيجب ان تتوفر المعلومات في الوقت المحدد لان اي تأخر قد يؤدي لحدوث مشاكل اكثر من السابق او قد تفقد المعلومة اهميتها اذا لم ترد في الوقت المناسب.
وتناول البحث ثلاث فرضيات رئيسية هي : وجود علاقة تأثير بين ادارة الوقت وفاعلية العمل الرقابي ، وجود علاقة ارتباط بين ادارة الوقت وفاعلية العمل الرقابي ، وجود علاقة تباين ذي دلالة معنوية بين ادارة الوقت وفاعلية العمل الرقابي تعزى الى الجنس وسنوات الخدمة والمؤهل العلمي والعنوان الوظيفي.
واعتمد البحث المنهج الوصفي واستخدم مجموعة من الاساليب لجمع البيانات منها المقابلات والمعلومات الرسمية وقائمة الفحص ، وللعمل على تحليل هذه البيانات للتأكد من مدى صحة الفرضيات تم اختيار عينة عشوائية موزعة على سبع دوائر تدقيق مركزية بلغ عدد هذه العينة (105) رقباء .واستخدمت مجموعة من الاساليب الاحصائية للوصول الى العلاقة بين المتغيرات منها التكرارات والنسب المئوية والاوساط الحسابية والانحرافات المعيارية ومعامل الارتباط الخطي البسيط والميل الحدي واختبار T واختبارF ومعامل التوضيح.
في هذه الدراسة تم اعتماد متغيرين رئيسين ولمعرفة طبيعة العلاقة بينهما ، تم اعتماد ادارة الوقت متغيراً مستقلاً ويتكون من خمسة ابعاد وهي ( تخطيط الوقت ، تنظيم الوقت ، توجيه الوقت ، الرقابة على الوقت ،الهدر في الوقت ) ، وفاعلية العمل الرقابي المتغير التابع ويتكون من اربعة ابعاد هي (، اجراءات العمل الرقابي ، المعايير الرقابية ، التدريب والخبرة للملاك ،المهام والمسؤوليات).
وقد تم تطبيق البحث على عينة من موظفي ديوان الرقابة المالية بلغ حجم العينة (105) موزعة على دوائر التدقيق المركزية في الديوان اذ تم اعتماد قائمة فحص لجمع البيانات من العينة المختارة.
وتم استخدام المنهج الوصفي لجمع البيانات واعتماد مجموعه من الاساليب منها الكتب والمجلات والاطاريح والبحوث والدوريات ، و واما الاساليب المعتمدة في الجانب العملي هي المقابلات الشخصية والمعلومات الرسمية.
واما الاساليب الإحصائية فتم استخدام التكرارات والنسب المئوية والانحرافات المعيارية ومعامل الارتباط الخطي البسيط واختبار F واختبار Tوتحليل التباين لتحليل متغيرات البحث والوصول للنتائج.
وقد تناول البحث اربعة فصول تضمن الفصل الاول مبحثين تناول الاول منهجية البحث والتي تضمنت مشكلة البحث واهدافه واهميته وفرضياته ، المخطط الفرضي ، منهج البحث ، حدوده ، واساليب جمع البيانات وصف المجتمع وعينة البحث ، الاساليب الاحصائية المستخدمة في الجانب العملي واما المبحث الثاني فتناول بعض الدراسات السابقة العربية والاجنبية ذات صلة بموضوع البحث وتحديد مجال الاستفادة ، وذكر مايميز هذا البحث عن الدراسات السابقة.
واما الفصل الثاني فقد خصص للجانب النظري وتضمن مبحثين الاول تناول ادارة الوقت واما المبحث الثاني فقد تضمن فاعلية العمل الرقابي.
و تناول الفصل الثالث من البحث ثلاثة مباحث : الاول ذكر نبذة عن ديوان الرقابة المالية الاتحادي واهدافه ومهامه وصلاحياته وكيفية ادارة الوقت في الديوان واليات اعداد الخطة ومخرجات الخطة . واما المبحث الثاني فقد قدم وصفاً وتشخيصاً لمتغيرات البحث الرئيسية والفرعية وتضمن المبحث الثالث اختباراً لفرضيات البحث من خلال تحليل الارتباط والانحدار.
واختتمت الدراس بالفصل الرابع الذي اشتمل على مبحثين فتضمن الاول مجموعة من الاستنتاجات واما الثاني فاشتمل على مجموعة من التوصيات والمقترحات.
و توصل البحث الى مجموعة من النتائج هي وجود علاقة ارتباط ذات دلالة معنوية بين ادارة الوقت وفاعلية العمل الرقابي و وجود علاقة تأثير ذات دلالة معنوية بين المتغيرات.
ومن اهم التوصيات ، الاهتمام بصورة اكبر بالتخطيط والتنظيم للوقت لتأثيرها الكبير على فاعلية العمل الرقابي والاهتمام بتجنب الهدر بالوقت.