منظور استراتيجي لسياسات تدريب الموارد البشرية وتأثيرها في تطوير رأس المال البشري
الطالبة : أسراء عبد فرحان ذياب المشرف : أ.م.د. ناظم جواد عبد
تمت في كلية الادارة والاقتصاد مناقشة بحث الدبلوم العالي في تخصص التخطيط الاستراتيجي للطالبة ( اسراء عبد فرحان ) عن دراستها الموسومة ” منظور استراتيجي لسياسات تدريب الموارد البشرية وتأثيرها في تطوير رأس المال البشري – دراسة حالة في وزارة المالية “.
يحتل التدريب أهمية بالغة في جميع المنظمات المعاصرة حيث تعد المنظمات الناجحة التدريب من أولوياتها المهمة حيث يركز على اكتساب معارف ومهارات جديدة من أجل أحداث التغيير في سلوك الفرد وتحسين أدائه في العمل.
فهو احدى وسائل تطوير رأس المال البشري حيث يعمل على رفع الكفاءة الوظيفية للموظفين على اعتبار ان التدريب يقوم بنقل المعرفة الفنية والعملية بطريقة تمكن الموظف من مواجهة التحديات التي تقابله في بيئة العمل المتغيرة باستمرار.
وتركزت مشكلة البحث في التساؤل عن وجود استراتيجية واضحة لتدريب الموارد البشرية في الوزارة وهل هناك علاقة ارتباط بين التدريب وتطوير رأـس المـال البشري.
يهدف هذا البحث والذي أنجز بأسلوب دراسة الحالة الى التعرف على سياسات تدريب الموارد البشرية في وزارة المالية كونها قائمة على أساس منظور استراتيجي يأخذ بكل المتغيرات البيئية المؤثرة في تحديد هذه السياسات وكذلك التعرف على مدى تأثيرها في تطوير رأس المال البشري في الوزارة ، و معرفة مدى اهتمام الوزارة بموضوع التدريب وتطوير مواردها البشرية ومعرفة مكامن القـوة والضعـف في استراتيجية التدريب المتبعة.
وقد تم إعداد قائمة فحص مكونة من (20) فقرة تخص المتغيرين الرئيسيين في البحث وهما سياسات التدريب وتطوير رأس المال البشري ، وتمت ملأ قائمة الفحص من قبل الباحثة بالاعتماد على مقابلة (30) من مدراء الأقسام والشعب المعنيين أو ذات العلاقة بنشاط التدريب في الوزارة.
وتم استعمال أدوات إحصائية وصفية وتحليلية متمثلة بـ( الأوساط الحسابية ، والانحرافات المعيارية ، ومعامل الاختلاف ، والأهميـة النسبيـة ، معامل ارتباط بيرسون ، نموذج الانحدار الخطي البسيط ) لمعالجة البيانات والوصول الى النتائج.
وتضمن البحـث أربعة فصول تناول الفصل الأول منها مبحثين ( منهجية البحث ودراسـات سابقة ) أما الفصل الثاني فقد تناول الإطار النظري للبحث من خلال ثلاثة مباحث هي ( المنظور الاستراتيجي ومراجعة نظرية للتدريب من حيث المفهوم والأهمية والأهداف وانواعه والدور الاستراتيجي للتدريب أما المبحث الثالث فقد عرض مفهوم رأـس المال البشري وتطـويره وأبعاده وأهميته وبناء رأـس المـال البشـري).
وحدد الفصل الثالث للجانب العملي للبحث من خلال أربعة مباحث تناول المبحث الأول نبـذة مختصرة عن مركـز التدريب المالي والمحاسبي في وزارة المالية ، أما المبحث الثاني فقد عرض استراتيجيات مركز التدريب المالي والمحاسبي للسنوات الخمس القادمة ، أما المبحث الثالث فأنصرف الى عرض وتحليل النتائج ، أما المبحث الرابع فقد عرض تحليل علاقات الارتباط والتأثير بين متغيرات البحث.
وتناول الفصل الرابع استنتاجات وتوصيات البحث التي توزعت في مبحثين خصص الأول منها للاستنتاجات والمبحث الثاني لتوصيات البحث.
ومن أهم الاستنتاجات التي توصلت اليها الباحثة أن نشاط التدريب في الوزارة يستند الى استراتيجية واضحة وهي تؤثر في بناء وتطوير رأس المال البشري فيها.
وخرج البحث بمجموعة من التوصيات :
1. الاهتمام بتوفير الإمكانيات المالية والمادية اللازمة للعملية التدريبية وضرورة عدّ التدريب من ضمن الأولويات الاستراتيجية في الوزارة.
2. أهمية تبني وزارة المالية الوسائل التكنلوجية الحديثة أساساً لتطبيق برامج استراتيجية التدريب ؛ وذلك لما له من أثر إيجابي في العملية التدريبية وبالتالي تطوير رأس المال البشري.
3. اعتماد وتطبيق المواصفات القياسية الدولية في التدريب ISO-10015 باعتبارها مواصفة دولية كفؤة من أجل تحسين الأداء والوصول الى خدمات تدريبية مطابقة للمواصفات المطلوبة ، وقد حددت المنظمة الدولية للتقييس والسيطرة النوعية آليات التخطيط وتنفيذ وتقييم هذا النوع من التدريب وتطويره باستمرار، وهذا يستلزم البدء بنشر ثقافة هذه المواصفة في المنظمة المبحوثة من خلال دورات دراسية.
4. ضرورة استقطاب الموظفين من حملة الشهادات العليا ومن ذوي الخبرة والاختصاص ( سواء كان استقطابا داخلياً من أحدى تشكيلات ودوائر الوزارة أو استقطاب خارجي من الوزارات والدوائر الأخرى) الى مركز التدريب المالي والمحاسبي لكي يكون لهم دوراً مسانداً وداعماً للعملية التدريبية من خلال المشاركة في رسم السياسات والخطط الاستراتيجية وبالتالي تعزيز القدرات المعرفية للمنظمة.
5. دعم خطة التدريب السنوية لمركز التدريب المالي والمحاسبي في وزارة المالية بإقامة ورش توعوية وتثقيفية في مركز الوزارة والدوائر التابعة لها لنشر أهمية التدريب وماله من آثار إيجابية في تطوير رأس المال البشري ورفع المستوى العلمي وبالتالي تقليل التكاليف المالية وتوفير الوقت للوصول الى الأهداف المطلوبة.