تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير في تخصص ادارة الاعمال للطالبة (ولاء جلال عبد الامير ) بأشراف أ. د.ناظم جواد عبد عن رسالتها الموسومة ( تاثير مناخ العمل الاخلاقي في التنمر الوظيفي- بحث تحليلي )
يتمثل المناخ الأخلاقي بالمنظمة في مدى التزام الإدارة بأخلاقيات الإدارة في تعاملها مع الافراد وكذلك في مدى اعتماد المنظمة للتعاملات الأخلاقية مع المجتمع وفي مدى التزام الافراد أنفسهم بأخلاقيات العمل او اخلاقيات المهنة.
ولكي تصل المنظمة الى الأهداف التي تروم الوصول اليها يجب ان تكون لديها آليات تعمل بشكل متزامن للتعامل مع السلوكيات السلبية وتعزيز السلوكيات الإيجابية في العمل ومن هذه السلوكيات التنمر في العمل والذي يؤثر بشكل سلبي ومباشر على انجاز العمل وعلى اهداف المنظمات وهو من السلوكيات المعيقة للإنتاج.
فالتنمر الوظيفي او ما يسمى بالتنمر في العمل فانه يتمثل بميل بعض أصحاب او مديري او رؤساء العمل او من هم في مركز سلطة على موظفين الى السيطرة والهيمنة على مرؤوسيهم ومضايقتهم بشتى الطرق والأساليب مما يجعل المتنمر عليه (الضحية) في حالة قهر وضعف واجهاد نفسي.
وتمثلت مشكلة البحث بضعف الاهتمام بمناخ العمل الأخلاقي ومدى تأثيره على أداء العاملين في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وما ينتج عنه من سلوكيات عدوانية ، منحرفة ، غبر مرغوب بها ومحاولة التوصل إلى العوامل المرتبطة بهذه السلوكيات ومساعدة إدارات الدوائر التابعة لهذه الوزارة التي توجد فيها مثل هذه السلوكيات في اقتراح المعالجات الناجعة للتخلص او الحد من هذه الظاهرة ، وكان هدف البحث تحديد تأثير مناخ العمل الأخلاقي في التنمر الوظيفي للعاملين في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية والتعرف على مدى التزام دوائر هذه الوزارة بتوفير أبعاد مناخ العمل الأخلاقي وكذلك التعرف على مدى تأثير مناخ العمل الأخلاقي في حال توافره في التنمر الوظيفي وهل ساهم في الحد منه أم لا واستخدام نتائج ذلك في تحديد البرامج التدريبية اللازمة والملائمة للحد من هذه الظاهرة السلبية وغير الصحية في المنظمات بصورة عامة والوزارات والدوائر الحكومية بصورة خاصة ، وقد تمثلت أهمية البحث في أهمية متغيرات البحث نفسه وهي (المناخ الأخلاقي، التنمر الوظيفي) لما لهما من انعكاس على عمل المنظمات وكذلك في كون البحث يعمل على زيادة وعي الإدارة والافراد بأهمية المناخ الأخلاقي والانعكاسات السلبية التي تنتج عن التنمر الوظيفي ، كما يمثل البحث اثراءا معرفيا يمكن ان يمثل إضافة الى ما يتوفر من أبحاث مكتبية حالية في هذا المجال.
وتوصلت الباحثة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :
- ان للمناخ العمل الاخلاقي أثر جيد لدى العاملين في الوزارة المبحوثة نتيجة اهتمام المسؤولين فيها بالعاملين ورعايتهم وتوفير سبل النجاح في العمل وتوفير افضل الخدمات لعامليها مقابل التزامهم بالقوانين والقواعد والمدونات التي وضعتها الوزارة لتأدية المهام المناطة بهم بشكل كفوء.
- يلاحظ ان مستوى التنمر الوظيفي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وجد بنسب متدنية في اغلب الفقرات وذلك نتيجة المستوى الثقافي والعلمي لدى العاملين كان بمستوى جيد نسبيا, وهذا ما يفرض روح التعاون والالفة بينهم كما ان اعتماد نظام تقييم الاداء وفق مبدأ الثواب والعقاب اضفى نوع من العدالة في التقييم لدى العاملين.
- ان بعد الرعاية في المناخ الاخلاقي كانت قيمته ضعيفة مما يشير الى عدم اهتمام الوزارة بالرعاية الذي يخص الاهتمام بمصالح العاملين وتنمية الشعور بالمسؤولية لديهم والسعي الى تقديم المزيد من الخدمات لعامليها.
- وجد تأثير المناخ الاخلاقي في التنمر الوظيفي وقد كان بنسب ضئيلة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهي تعد حالة صحية جيدة.
- مستوى المتغيرات في الوزارة المبحوثة وجد بشكل متفاوت, اذ نجد ان المناخ الاخلاقي وجد بنسب اعلى في اغلب فقراته وابعاده نتيجة التزام العاملين بالقوانين واللوائح التي وضعتها الوزارة, في حين نجد ان التنمر الوظيفي قد وجد بنسب ضئيلة وهي حالة تحسب للوزارة المبحوثة.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدمت الباحثة عدد من التوصيات :
- تعزيز مناخ العمل الاخلاقي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والاستمرار في وضع اللوائح والقوانين والقواعد التي تعزز السلوك الاخلاقي لدى العاملين وتوفير افضل الخدمات من اجل الوصول الى مستوى عال من اداء المهام.
- العمل على القضاء بشكل نهائي على نسب التنمر الوظيفي لدى عاملي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالرغم من نسبته الضئيلة من اجل خلق اجواء مثالية لأداء الاعمال وذلك لأهمية الخدمات التي تقدمها الوزارة المبحوثة للمواطنين.
- وضع برامج تدريبية جديدة للعاملين للتعريف ببنود مدونات السلوك الاخلاقي وكيفية تطبيقها بشكل يأخذ بالحسبان الفروقات السلوكية والمعرفية والمعتقدات بين العاملين الامر الذي يجعل الجميع مستوعب الفقرات وقادر على تطبيقها.
- محاولة الوزارة المبحوثة تقديم افضل الخدمات الممكنة على مستوى الافراد اي محاولة معرفة احتياجات العاملين بشكل فردي عن طريق التقارير الدورية المقدمة من المسؤولين عن حالة وظرف كل منتسب ومدى القدرة على مساعدتهم وحل مشاكلهم والمصاعب التي يتعرضون اليها.