تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة بحث الدبلوم العالي في تخصص الادارة المحلية  للطالبة (وان محمد علي ) بأشراف أ.م. د. تلا عاصم فائق عن دراستها الموسومة (دور القيادة التحويلية في رفع مستوى اداء فريق العمل – دراسة تحليلية في وزارة الاعمار والاسكان / دائرة الاعمار الهندسي  )

تعد القيادة التحويلية من أكثر النظريات القيادية شهرة لتحويل المنظمات، فهي تقوم على احداث تغييرات جذرية عن طريق اقناع المرؤوسين للنظر ابعد من مصلحتهم الذاتية وتوسيع اهتمامهم وتعميق مستوى ادراكهم عن طريق التأثير الالهامي والتنشيط والتنشيط الفكري واهتمامها الانساني لتحقيق امال كبيرة واداء اكثر مما كان متوقعاً، وتجعل من فرق العمل اكثر معرفة بأهمية المهمام التي سيؤدونها وما يتمتع به الفريق من استقلالية في اتخاذ القرارات وحل المشكلات التي تواجهه.

وأن فرق العمل تعد استراتيجية للعديد من المنظمات التي تستطيع استثمار مواردها بنجاح من خلال اختزال الكلف وتحسين العوائد على الموجودات، فمثلاُ قدرة المنظمة على الابداع يعد ميزة تنافسية للمنظمة، إذ يمكن تحقيق الابداع من خلال فرق العمل، وهنا يبرز دور القائد التحويلي في تحويل اسلوب التفكير والعمل للمرؤوسين وحثهم على ابتاع اسلوب العمل وفق فرق صغيرة لتحسين الاداء وتقليل الكلف، وبالتالي رفع مستويات اداء المنظمة، ومن هنا جاء سبب اختيار موضوع البحث الحالي، لرغبة من الباحث في دراسة وتشخيص اسلوب القيادة في وزارة الاعمال والاسكان عموماً، وفي دائرة الاعمار الهندسي خصوصاً، والتعرف على نمط القيادة السائد في الدائرة، والدور الذي تلعبه في تشمل العاملين وفق اسلوب الفرق، ومدى اسهام ذلك في ورفع مستوى الاداء في الدائرة.

تبرز أهمية البحث من أهمية المتغرات المبحوثة لأبعاد القيادة التحويلية وابعاد أداء فرق العمل، بوصفهما متغيرات حديثة في الادب الاداري، وان دراستهما سوف تسهم في افادة دائرة الاعمار الهندسي في أهمية القيادة التحويلية وأهمية فرق العمل.

تتجلى أهداف البحث بما يأتي :

  1. بناء أطار نظري متكامل عن متغيري البحث المتمثلين بـالقيادة التحويلية وابعادها المتمثلة بـ(التأثير المثالي ، الدافهية الالهامية ، الاستثارة الفكرية ، الاعتبارات الفردية) وفرق العمل وابعادها المتمثلة بـ(التنسيق ، التعاون ، مشاركة المعلومات ، أداء الفريق).
  2. التعرف على مدى امتلاك دائرة الاعمار الهندسي التابعة لوزارة الاعمار والاسكان لقادة لديهم خصائص ومقومات القادة التحويليين.
  3. تسليط الضوء على اساليب العمل المتبعة في الدائرة فيما اذا كانت اساليب عمل فردية أم اساليب عمل بروح الفريق.
  4. التعرف على طبيعة العلاقة والتأثير بين متغيري البحث.
  5. وضع عدد من الاستنتاجات والتوصيات استناداً إلى تم التوصل اليه من نتائج في الجانب العملي.

وقد توصلت الدراسة الى مجموعة استنتاجات اهمها :

  • إن القيادة التحويلية من أكثر النماذج القيادية أهمية لتحويل المنظمات نحو الأفضل ، فهي تقوم على إحداث التغيير في مجالات عمل المنظمة من خلال الخصائص التي تتمتع بها والتي هي مزيج من الخصائص التي تميز القائد التحويلي عن غيره سواء في تعامله مع العاملين والمنظمة و البيئة الخارجية التي يعمل فيها، إذ انه متى ما توفرت هذه الخصائص في قادة المنظمات فإنها تعطي دلالة قوية على سلامة النهج الذي تتبعه هذه المنظمات في سبيل تحقيق أهدافها، وقدرتها على التعامل مع التحديات التي تواجهها.
  • إن القيادة التحويلية تعد من أهم دوافع التغيير الايجابي في المنظمات التعليمية وخاصة في أسلوب التعامل مع العاملين من خلال تشجيعهم ومنحهم فرص الإبداع والعمل على الارتقاء بمستوى المنظمات التعليمية في جميع مجالات عملها.
  • يسهم تبني اسلوب فرق العمل في تحقيق تقدم ملحوظ في اداء الدائرة المبحوثة كون ذلك الاسلوب يقلل من حاجة الإدارة إلى مشاركة التفاصيل الدقيقة مع العاملين ويعطي اعضاء الفريق امكانية السيطرة على ما يجب القيام به وبالتالي رفع مستويات الانتاجية.
  • يمكن اسلوب فريق العمل اعضاء الفريق من توزيع الادوار بشكل دقيق ومناسب لكل عضو، لان هذه العملية تساعد في تشخيص نقاط القوة التي يمتلكها كل عضو وتساعد في نجاح الفريق.
  • تشير النتائج التي تم التوصل اليها في الجانب العملي إلى امتلاك القيادات في الدائرة المبحوثة لخصائص القادة التحويليين المتمثلة بـ(التأثير المثالي ، الدافعية الالهامية ، الاستثارة الفكرية ، الاعتبارات الفردية).

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات :

  • 1.العمل على تدعيم أنموذج القيادة التحويلية كونه أكثر النماذج القيادية تأثيراً في سلوكيات فرق العمل في مجالات العمل للدائرة المبحوثة والذي يتميز بنكران الذات لدى العاملين، والتوسع في دراسة متغيرات الدراسة كونها من المواضيع المهمة ذات العلاقة بالعمل الجماعي.
  • الاهتمام بعملية اختيار القيادات الكفوءة لتولي المناصب القيادية، وإقامة دورات تدريبية متخصصة وبشكل مستمر للمدراء ومسؤولي الأقسام والشعب في الدائرة المبحوثة لتعزيز معارفهم وخبراتهم ومهارتهم وتنمية خصائصهم القيادية لدعم العمل الجماعي الناجح.
  • نظراً لأهمية متغيري الدراسة فأننا نجد من الضروري تطبيق الدراسة في منظمات خدمية وإنتاجية أخرى وذلك تمهيدا للوصول الى تشخيص أكثر شمولية لطبيعة ومستوى خصائص القيادة التحويلية وسلوكيات فرق العمل السائدة.
  • على المدراء في الدائرة المبحوثة الاستفادة من الموظفين اصحاب الخبرة والمهارة والمعرفة المتراكمة ممن هم ضمن فئات عمرية متقدمة والاخذ بآرائهم ومقترحاتهم في اتخاذ القرارات ووضع الخطط, وهذا لا يعني اقصاء الموظفين ممن هم ضمن فئات عمرية اقل نظراً لوجود الكفاءات وايضاً لتجنب انهيار طابع الثقة والولاء والاحساس بالانتماء للدائرة, فيجب ايضا الاستماع الى مثل هذه الفئات .
  • ضرورة تحديد الهدف الذي ينبغي تحقيقه من قبل الموظفين . ويجب توجيه الأعضاء للاعتماد على بعضهم, وأن يتم تقسيم المسؤولية بينهم, وكذلك التوجيه السليم لاستخدام المهارات بشكل جيد عند العمل, كما ويتم التقييم من قبل جهات موجهة ومشرفة.

 

Comments are disabled.