تدريسي بكليتنا يؤلف كتاب عن ” التفكير الاستراتيجي “
الف الدكتور فراس محمد العامري من قسم ادارة الاعمال كتاب بعنوان ” التفكير الاستراتيجي ” يتضمن هذا الكتاب عدة مواضيع تتلخص في اهمية الفكر الاستراتيجي يوما بعد يوم وتتداخل المفاهيم الخاصة بهذا العلم خصوصا بعدما شاع وصف الاستراتيجي واصبح يستعمل كمرادف لكلمة مهم او شديد الاهمية.
فعندما يراد التركيز او تسليط الضوء على اي موضوع يلحق به لفظة استراتيجي حتى بات هنالك اضطراب مفاهيمي خصوصا لغير المتخصصين وهذا الامر يؤكد على جوهرية هذا العلم وجاذبيته والتي تنبع من جاذبية مواضيعه بشكل عام ، ومن هذه المواضيع مصطلح التفكير الاستراتيجي والذي تبلور بشكلة النهائي مع بداية نهاية القرن الماضي وبالرغم من جذوره تعود الى العقد الرابع من القرن السابق الا انه كان ولا يزال يتمتع بهالة من اهتمام الكتاب والباحثين في مجال الاستراتيجية لما له من اهمية على مستوى الافراد والمتمثلين بالقادة الاستراتيجيين ، وكذلك على مستوى المنظمات ، من حيث امكانية توظيفه كميزة تنافسية يصعب تقليدها من قبل الاخرين.
اذ يتمتع اصحاب هذا التفكير بقدرات استثنائية لقراءة المستقبل واستشراف مكنوناته متخذين من الحاضر والماضي صهوة لسبر اغوار الغموض الذي يتصف به الامد معتمدين على طرق متشعبة بالتفكير تجعل المتابع لهم والمتهم يقف قليلا ليتامل نوع التفكير ويسعى جاهدا الى دراسته بدقة عالية وعمق معرفي لاستخلاص الاسس الخاص به والعمل على تقنيتها للاستفادة منها.
ومن هنا جاءت اهمية هذا الكتاب الذي اخذ على عاتقة هذه المهمة ليبحث عن ماهية التفكير الاستراتيجي ودورة في الفكر الاستراتيجي وقد توزع الكتاب على سبعة فصول ، حيث خصص الاول منها الى المفاهيم الاساسية للتفكير الاستراتيجي وهنا تبرز لنا جدلية ان الاستراتيجية جاها افكار ومن الصعوبة بمكان فصلها عن هذا التفكير لذا ان معظم المصطلحات والمفاهيم الاسترايجية مرتبطة به عضويا وبحكم الضرورة وركز الفصل على بعض المفاهيم مثل التوجه الاستراتيجي والقيادة الاستراتيجية والسيناريوهات ومصطلحات اخرى.
بينما خصص الفصل الثاني للتطور التاريخي لهذ التفكير وكيف تطور من الاساليب الكمية الى ماهو علية اليوم مرورا بالتخطيط الاستراتيجي الذي مثل خطوة اخيرة قبل ظهور هذا المفهوم ، وجاء الفصل الثالث ليسلط الضوء على الانماط الشخصية للمفكرين الاستراتيجيين وما هي السمات التي يتصفون بها لتميزهم عن الاخرين وتضعهم في المقدمة لما يمتلكونه من قدرات عقلية فريدة من نوعها تمكنهم من رؤية الاشياء بصورة مغايرة عن من سواهم , و ركز الفصل الرابع على نموذج هذا التفكير التي تنقسم الى قسمين النماذج العامة يمكن تطبيقها على شتى التخصصات وتستعمل داخل وخارج المنظمات , واخرى خاصة لكونها انبثقت من تجارب تنظيمية لكتاب ومراكز بحثية متخصص في العمل التنظيمي.
واختص الفصل الخامس بالتفكير المنظومي بوصفه بعد اساس للتفكير الاستراتيجي اذ من خلاله يتم تحليل المعطيات بشكل علمي موضوعي وبخطوات محددة منطقيا لتركيب الصور الجزئية وتشكل صورة واضحة لما يمكن ان تكون عليه بشكل عام ، وتركز الفصل السادس على التفكير الابداعي والنقدي وهما اجزاء اساسية في مفهوم التفكير الاستراتيجي لما يتمتعان به من امكانيات ضرورية لكل من يتبنى هذا المفهوم ويعمل على توضيفة لخدمة واقع ومستقبل المنظمات ، بينما تمحور الفصل السابع على التفكير بماذا يحدث لو ؛ او ما يعرف بالتفكير الجانبي الذي هو عبارة عن قدرة او مهارة متممة لما سبقها من قدرات لها وظائف متعددة لا يمكن الاستغناء عنها من قبل المفكرين الاستراتيجين وهي جزء جوهري في هذا التفكير ، وبهذا يكون اكتمل هذا الكتاب ليشكل مساهمة متواضعة في هذا التخصص نامل ان يكون نافعا للدارسين والباحثين والمهتمين.
يذكر ان الدكتور فراس محمد العامري حاصل على شهادة الماجستير للعام 2010 وتدريسي في كلية التراث ، ومدير موارد بشرية في كلية الاعلام – جامعة بغداد وحاصل على الدكتوراه عام 2015 وتدريسي في قسم ادارة الاعمال في كليتنا حالياً.